خبر أين الرأس.. يديعوت

الساعة 12:25 م|20 أغسطس 2009

بقلم: سيما كدمون

ما الذي فكر فيه بينه وبين نفسه، هذا هو السؤال الاكثر اثارة للتشوق اليوم. ما الذي فكر فيه النائب الاول لرئيس الوزراء حين ذهب في بداية الاسبوع الى اجتماع الفايغليين. نعم تلك الدائرة من القيادة اليهودية التي بذل نتنياهو كل جهد مستطاع في السنتين الاخيرتين كي يبعدها عن الليكود. وبوغي خاصتنا، الرجل والاسطورة، وقف هناك الى جانب موشيه فايغلين، كريه نفس نتنياهو، واطلق ملاحظات تتناقض تناقضا مطلقا مع مواقف رئيس الوزراء وتمس بشكل ميؤوس من علاجه بمكانة نتنياهو، ليس فقط امام الساحة السياسية والجمهور الاسرائيلي، بل والاساس امام الامريكيين.

فهو على أي حال لا يتحدث بصفته مجرد نائب في الكنيست، او حتى مجرد وزير. يدور الحديث عن رجل الاكثر قربا من رئيس الوزراء. الرجل الذي يجلس  في لجنة السداسية وهي اللجنة الاكثر مكانة وتأثيرا في الحكومة. هو الرجل الذي اختير من بين جملة محترمة من الشخصيات ليكون النائب الاول لرئيس الوزراء. وماذا ينبغي للناس أن يفكروا عندما يسمعون هذا الرجل يتحدث، ألا يتحدث بناء على رأيه ام حقا من حنجرة رئيس الوزراء.

من جهة اخرى، سيكون هناك من يفسر اقوال يعلون كسير نحو اليمين، كبداية مسيرة فك ارتباط عن نتنياهو، كبصقة في وجه سيده. وسيتذكرون خطابه عن الثعابين، المقابلة التي اتهم فيها اولمرت وحلوتس كمن تركوا جنود الجيش الاسرائيلي لمصيرهم من أجل احبولة سياسية وغيرها من التصريحات البائسة. المرة تلو الاخرى ستقتبس امور قيلت في ذاك الاجتماع، كيف وصف "السلام الان" و النخب بـ "الفيروس". كيف شبه البؤر الاستيطانية غير القانونية بـ لهفوت حبيبا. سيتذكرون كيف أنه في اسبوع واحد تمكن رئيس الاركان الاسبق من الصعود عائدا الى ارض حومش التي اخليت حسب القانون، والاعلان بان النيابة العامة لا تمثل موقف الحكومة في موضوع البؤر الاستيطانية وان يحل ضيفا لدى الفايغليين. لا يوجد ما يقال، فقد سما الرجل على نفسه. ماذا تريدون منا أكثر من ذلك.

هاكم اقتراح: بدل التلوي والبحث عن دوافع خفية والتنقيب في ايديولوجيا الكيبوتسي الذي ترك الدين، لندعو الامور باسمائها أخيرا: الرجل ببساطة ليس حكيما جدا، صحيح، من الفظيع التفكير بان بوغي خاصتنا كان القائد الاعلى للجيش. وليس اقل مأساوية التفكير بانه يشغل اليوم منصب النائب الاول لرئيس الوزراء.

ولكن بدلا من محاولة فهم الرجل الذي عرض مذهبه المتلوي في كتاب يسمى "طريق طويل قصير"، دعونا نختار الطريق القصير ونعترف بحقيقة أنه توجد هنا مشكلة في الشخصية.

القلب خرج أمس نحو رئيس الوزراء الذي فيه اثناء اجازته اضطر للتفرغ لمعالجة الفضيحة الثالثة في غضون اسبوع لنائبه الاول. لا يكفي أنه رآه يتجول بين البؤر الاستيطانية غير القانونية وكأنها كانت منازل الصبا في كيبوتس جروفيت بل انه سمع ايضا اقواله الفظة والوقحة عن الامريكيين: هو، بوغي، وزير التهديدات الاستراتيجية، لا يخافهم. وهو سيقول لهم: حتى هنا.

أحد قال ذات مرة: عندما تكون ولدت غبيا، فان هذا سيبقى معك كل حياتك.