خبر الحلف الجديد.. هآرتس

الساعة 12:24 م|20 أغسطس 2009

بقلم: يوسي فيرتر

لو لم نرَ، لما كنا نصدق؛ النائب الاول لرئيس الوزراء، المسؤول الكبير في الليكود، المقرب ورجل سر رئيس الوزراء، عضو اللجنة السياسية الامنية الحميمة "السداسية"، يتكاتف في صحبة الرجل الذي حاول نتنياهو بكل قوته طرده من الليكود بمناورات مختلفة، الرجل الذي يصفه نتنياهو بأنه "السرطان في قلب الحركة". فأي حدث ألم هذا الاسبوع ببوغي يعلون، اي عدوى سيطرت عليه في ذروة القيظ. وكأنه لم تكف يعلون الجولة التي قام بها في البؤر الاستيطانية غير القانونية، وكأنه لم يكن يكفي اعلانه غريب الاطوار عن اعادة بناء حوميش، المستوطنة التي اخليت في شمالي السامرة، وها هو امس، في القناة 2 ينكشف يعلون في محيطه الطبيعي الى جانب فايغلين وعصبته وفتيان التلال. تماما قبيلة من الاخوة المجتمعين. والنص، يا له من نص: السلام الان والنخب هم "فيروس" (يغئال عامير في زنزانته، صفق أمس). المسيرات السلمية هي شيء قذر يجب التنظيف بعده، المحكمة العليا ووسائل الاعلام مشينة – هل ثمة عجب من ان فايغلين جلس هناك مسرورا حتى السقف؟ رجل كما يطيب قلبه، بوغي. والمصافحة الشجاعة بينهما – لا ريب ان هذا هو الحلف السياسي، الحلف الذي سيقود يعلون نحو الهوامش النائية لليكود وبعد ذلك الى خارج السياسة. لو كان لنتنياهو الشجاعة لاستدعاه اليه منذ اليوم الى مكان اجازته في  مكان ما في الشمال ونحاه فورا عن المجلس الوزراي وعن السداسية السرية، ان لم يكن من الحكومة.

لدى نتنياهو نائبان اولان: سلفان شالوم ويعلون. حتى اليوم، الاول مقصي ومنبوذ، مكروه ومشبوه، والثاني قريب ومقرب، محبوب ومعانق. لشالوم لم يتوفر مكان في السداسية لان نتنياهو يخشاه. اما ليعلون فان هناك كرسي شرف. شالوم أهانه نتنياهو في طريقه الى الحكومة. اما بوغي فهو الذي جلبه الى الليكود، حوطه بالثناء، أغدق عليه بالعطف بصفته "الجندي رقم 1"، فقط كي يتلقى منه صفعة في الوجه: بداية الفرار من الهيئة الكاملة للكنيست عند التصويت على قانون مديرية اراضي اسرائيل، وبعد ذلك احداث وتصريحات هذا الاسبوع، على بقايا حومش.

التكتيك السياسي ليعلون مكشوف لدرجة انعدام اللباقة: وهو يؤمن بأن نتنياهو سينهار تحت الضغوط، والليكود سيثور عليه اما هو بوغي، الذي أيد ذات مرة اتفاق اوسلو وأصبح ممثل كاهانا حي في الحكومة فسيسيطر على الليكود بمعونة الفايغليين. اما هذا – الا يكون له تكتيك على الاطلاق وعندها فان الموضوع اكثر اقلاقا بكثير.

في منتصف الاسبوع تساءل احد ما في وسائل الاعلام الا تخدم التصريحات اليومية الهاذية لبوغي نتنياهو في واقع الامر. فهكذا سيكون لديه أسهل زعما اقناع الامريكيين بان الوضع صعب عليه. ردود نتنياهو امس بعد ان علم بالجولة في حوميش لا تعزز هذه الفرضية. نتنياهو يفهم ان الامريكيين يتابعون تصريحات يعلون وهم يتساءلون اذا كان نتنياهو لا يقف خلفها واذا كان يعلون يتحدث من حنجرة بيبي؟ ومع ذلك يدور الحديث عن النائب الاول لرئيس الوزراء، شخص مطلع على المعلومات. في هذه الاجواء، حين يسود على اي حال بحر من الشبهات بين اوباما ونتنياهو، فان اللقاء بين رئيس الورزاء وجورج ميتشل الاسبوع القادم في لندن سيجعل اليأس – يأس نتنياهو – اقل راحة.