خبر الشيخ سلامة يدعو إلى شد الرحال للمسجد الأقصى لحمايته من المخططات الإسرائيلية

الساعة 11:15 ص|19 أغسطس 2009

فلسطين اليوم: غزة

دعا الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك وزير الأوقاف والشئون الدينية السابق إلى حماية المسجد الأقصى المبارك من المؤامرات الخطيرة التي باتت تشكل خطراً حقيقياً عليه، وذلك عبر مخططات عدوانية لهدمه وزلزلة أركانه وتقويض بنيانه لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم، ومحاولاتهم الحثيثة للعمل على تقسيم المسجد الأقصى المبارك، وسماحهم لمئات المستوطنين والسائحين بدخول الأقصى تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، وكذلك محاولتهم تغيير مفاتيح باب الناظر الذي يقع في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك يوم أمس الثلاثاء.

وتطرق الشيخ سلامة في بيان له وصل فلسطين اليوم نسخة عنه،  إلى الذكرى الأربعين لإحراق المسجد الأقصى المبارك التي توافق يوم الجمعة، الحادي والعشرين من شهر أغسطس ( آب) من كل عام، حيث  اعتدى الإسرائيليون على أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

وأوضح أن المسجد الأقصى المبارك  تعرض للحريق المشؤوم وأصبح منبر البطل صلاح الدين أثراً بعد عين، مشيراً إلى أن هذا الاعتداء ليس بجديد ، فقد سبقته حوادث عديدة منها إغلاق باب المغاربة، وهدم حي المغاربة بالكامل، وبعده مجزرة الأقصى عام 1990، وأحداث النفق عام 1996 ، وحرق باب الغوانمة والتضييق على الأوقاف في إصلاح المسجد وترميمه ، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك،  ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لتكتحل عيونهم بالصلاة فيه.

وأوضح الدكتور سلامة أن ذكرى حريق المسجد الأقصى تتزامن مع الحملة المتسارعة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس، حيث تتعرض المدينة المقدسة لمحنة من أشد المحن وأخطرها، فالمؤسسات فيها تُغلق، والشخصيات الوطنية تُلاحق، والبيوت تُهدم، والأرض تُنهب، والهويات تُسحب، وجدار الفصل العنصري يلتهم الأرض، وكل معلم عربي يتعرض لخطر الإبادة والتهويد، وسلطات الاحتلال تشرع في بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية؛ لإحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة من أجل إضفاء الطابع اليهودي عليها، والمسجد الأقصى يتعرَّض لهجمة شرسة، فمن حفريات أسفله، إلى بناء كنس بجواره، إلى منع سدنته وحرَّاسه وأصحابه من الوصول إليه، ومنع الأوقاف من الترميم ، كما أنَّ سلطات الاحتلال أصدرت مئات  أوامر الهدم الإدارية بحق منازل المواطنين المقدسيين في سلوان، وشعفاط، والشيخ جراح وسائر أنحاء المدينة المقدسة، والعالم وللأسف يغلق عينيه، ويصم أذنيه عما يجري في القدس، وكأنَّ القدس خارج حسابات المجتمع الدولي،  وما المخططات الخطيرة التي تم كشف النقاب عنها في الأيام الماضية وهي عبارة عن وثيقة إسرائيلية رسمية تعتبر الساحات المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة " ساحات عامة "، ووثائق أخرى تبين قرار  سلطات الاحتلال إقامة مجموعة من الكنس اليهودية في الجهة الغربية الجنوبية ، وبناء جسر بعرض 18 متراً لربط ساحة المغاربة بالمسجد الأقصى من خلال باب المغاربة .

وأكد أن ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك ارتباط عقدي، وليس ارتباطاً انفعالياً عابراً، ولا موسمياً مؤقتاً، حيث إن حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات ، والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية.

وقال الشيخ سلامة:" إن مسئولية الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ليست مسئولية الشعب الفلسطيني وحده وإن كان هو رأس الحربة، فهو الشعب الذي منحه الله عز وجل شرف المرابطة في هذه البلاد، مؤكداً أنها مسئولية العرب والمسلمين في مساندة هذا الشعب، والوقوف بجانبه ودعم صموده، خصوصاً في هذه الأيام التي يتعرض فيها المسجد الأقصى المبارك لمؤامرات خبيثة.

وتساءل لماذا لا تعقد المؤسسات العربية والإسلامية اجتماعات لها لمناقشة هذا الوضع الخطير؟! وهل هناك أهم وأخطر من أولى القبلتين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟!

وناشد سلامة جماهير الشعب الفلسطيني إلى رص الصفوف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة، للدفاع عن المقدسات كافة، وعن المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، فسر قوتنا في وحدتنا، وإن ضعفنا في فرقتنا وتخاذلنا، فالقدس لم تُحرّر عبر التاريخ إلا من خلال وحدة الأمة، ورص صفوفها، وجمع شملها، لذلك فإن الواجب الشرعي يُحَتّم علينا نحن الفلسطينيين أن نوحد كلمتنا، وأن نترفع على جراحاتنا، كي نحافظ على مقدساتنا، ونعمل على إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف إن شاء الله.

ووجه نداء بضرورة شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، لإعماره وحمايته من المؤامرات الخطيرة، وضرورة التواجد فيه بصفة دائمة، وخلال شهر رمضان المبارك الذي نستعد لاستقباله بصفة خاصة.

كما وناشد  منظمة المؤتمر الإسلامي  ولجنة القدس ورابطة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية بضرورة التحرك السريع والجاد لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك ، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس ، وسائر الأراضي الفلسطينية .