خبر ليس أندورا، وانما النمسا -هآرتس

الساعة 09:45 ص|19 أغسطس 2009

بقلم: أبشالوم فيلان وموريس سترون*

 (المضمون: نموذج النمسا اكثر ملائمة للدولة الفلسطينية المستقبلية من اندورا الخاضعة للوصاية الفرنسية والاسبانية - المصدر).

خطاب بار ايلان الذي القاه بنيامين نتنياهو والشروط المسبقة التي طرحها لاستئناف المباحثات مع الفلسطينيين ذكرت باقتراحه قبل عدة سنوات بتبني اندورا كنموذج للدولة الفلسطينية.

اندورا التي يقطن فيها 70 الف نسمة على مساحة 450 كيلومترا مربعا فقط، ليست نموذجا ملائما. النموذج التاريخي الملائم للنموذج الفلسطيني هو النمسا التي يعيش فيها 8 ملايين نسمة على مساحة تبلغ 84 الف كيلومترا مربعا. في اخر الحرب العالمية الثانية خضعت النمسا لحكم مجلس مشترك لدول الحلفاء في الدول الغربية، الذين خافوا من توحدها مجددا مع المانيا والاتحاد السوفياتي الذي خشي من تحويلها الى قاعدة غربية ضده. في عام 1955 أعلن الحلفاء رسميا عن انتهاء سيطرتهم على النمسا فالتزمت بموقف محايد في الصراع القائم بين القطبين.

الجمهورية الجديدة التي اقيمت كانت ديمقراطية ومحايدة بروحية عدة مبادىء اساسية ملائمة مع التغيرات الضرورية لان تكون قاعدة لاتفاق سياسي بين اسرائيل والفلسطينيين.

1.النمسا اعلنت عن نفسها كدولة محادية في الصراع بين القطبين العالميين وتعهدت بعدم التحالف مع اية دولة في معاهدة عسكرية وعدم السماح باقامة قواعد عسكرية على اراضيها. على اسرائيل ان تطالب الدولة الفلسطينية بالالتزام بالحياد وان لا تتحالف ابدا مع دولة اخرى في معاهدة عسكرية.

2.النسما تعهدت بعدم التوقيع على اي اتفاق للتعاون مع المانيا – عسكريا او اقتصاديا او سياسيا – وعدم طرح مطالب بصدد الاراضي الخلافية في المستقبل على شاكلة جنوب تيرول. في الاتفاق مع الفلسطينيين يصرح الجانبان بانهما يتنازلان عن اي مطلب اقليمي من بعضهما البعض ويلتزمان بعدم ضم اراض.

3.اقتصاد اسرائيل لن يرتكز على قوة العمل الفلسطينية الرخيصة ولن يحتل الاقتصاد الفلسطيني من خلال الاستثمار المكثف فيه. سيكون بامكان الفلسطينين تعزيز علاقاتهم الاقتصادية والتجارية مع الدول العربية المجاورة.

4.النمسا التزمت بعدم السماح بقيام حركات سياسية انفصالية تسعى للتحالف مع الالمان واعادة بناء الامة الالمانية في المانيا. وبنفس الطريقة لن يسمح للفلسطينيين بالاتحاد مع اخوانهم الفلسطينيين في الاردن او في اسرائيل وسيطالب المستوطنون واليمين المسيحي بالتنازل عن حل ارض اسرائيل الكاملة. الاطر السياسية الانفصالية ستحظر من خلال التشريعات في الجانبين.

5.النسما تعهدت بعدم حياز سلاح هجومي. مع بعض التغيرات الملائمة لا يمكن لنموذج نزع السلاح ان يكون متماثلا – في ظل حقيقة ان اسرائيل خاضعة لتهديدات عسكرية في جبهات مختلفة. مع ذلك لا مانع من السماح للدولة الفلسطينية باداء دورها من خلال حيازة قوات شرطية داخلية فعالة.

رغم هذه القيود لا يمكن الادعاء اليوم بان النسما ليست دولة مستقلة. اجزاء واسعة من المبادىء التي ذكرت يمكنها ان تدفع اسرائيل والفلسطينيين نحو اتفاق سلام شامل. بدلا من طرح شروط مسبقة يجب ان تنفذ قبل التقدم – كما فعل نتنياهو في خطابه – يجدر تكريس الاهتمام بافكار خلاقة مثل ما الذي يمكن للدولتين ان تفعلاه حتى تتمكنا من العيش الى جانب بعضهما البعض بآمان وسلام.

نتنياهو لاسفنا اختار نموذج اندورا الخاضعة حتى اليوم للرئيس الفرنسي وأسقف اسباني وليس نموذج النمسا التي تعتبر دولة ديمقراطية مزدهرة غناء.