خبر الإصلاحات المؤقتة غير كافية لغزة المدمرة

الساعة 05:59 ص|18 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-غزة

بدأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إصلاح الطرق في قطاع غزة باستخدام الأسمنت والقطران المهرب عبر شبكة أنفاق تحت الحدود مع مصر بعدما أصيبت بخيبة أمل بسبب غياب المساعدات الخارجية.

لكن سكانا بالقطاع ومسؤولين دوليين قالوا إن الأعمال ما هي إلا قطرة في بحر بالمقارنة مع حالة البنية التحتية في القطاع المحاصر وحجم الأضرار الناجمة عن الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع في الشتاء الماضي.

وأكمل عمال في بلدة خان يونس في جنوب القطاع الأسبوع الماضي تعبيد طريق كان قد انهار العام الماضي بسبب فيضان في الشتاء وهو ما كان يجبر بعض السكان على سلوك طرق التفافية طويلة.

وقال المقاول جهاد الفرا إنه حصل على الزفت من مصر من أجل تحويله إلى الأسفلت من إجل إصلاح الطريق وهي عملية طويلة تتكلف ضعف السعر الطبيعي. وغير مسموح بدخول الزفت إلى قطاع غزة من خلال المعابر التي تديرها إسرائيل منذ سيطرت الحركة على القطاع في عام 2007 بعدما هزمت فقوات موالية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

وتمنع إسرائيل دخول واردات تشتبه في أنها ستستخدم لأغراض عسكرية مثل صنع أسلحة أو بناء دفاعات.

وقال الفرا 'نحاول الاحتيال على الحصار.المواد غير كافية لكن القليل أفضل من لا شيء'.

وتعهدت دول مانحة في شباط (فبراير) بأكثر من أربعة مليارات دولار لإعادة إعمار قطاع غزة. غير أن إعادة الإعمار بشكل منظم ما زالت معلقة فيما يرجع جزئيا إلى الحصار الإسرائيلي. وتطالب إسرائيل حماس بإطلاق سراح الجندي غلعاد شليط الذي يحتجزه نشطاء منذ نحو ثلاث سنوات قبل تقديم أي تنازلات. وتريد الدول المانحة أيضا التعامل مع سلطة فلسطينية موحدة وهو أمر غير قائم حاليا. وحركتا حماس وفتح منقسمتان بشدة وهذا سبب آخر للتأخير.

وفي مدينة غزة يقوم عمال برصف جزء من طريق رئيسي متضرر منذ أربع سنوات مستخدمين الأسمنت الذي جلبته الحكومة التي تديرها حماس عبر انفاق التهريب.

وفي العام الماضي كان هناك قرابة 3000 نفق. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية الأنفاق كما غمرت قوات الأمن المصرية بعضها بالمياه وفجرت البعض غير أن المئات منها ما زالت مستخدمة.

وشنت إسرائيل هجومها على غزة في الفترة من 27 كانون الأول (ديسمبر) حتى 18 كانون الثاني (يناير) بهدف معلن يتمثل في منع حماس من إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على إسرائيل. ودمر الهجوم آلاف المنازل والمصانع والمباني الحكومية بما فيها مصنع الأسمنت الرئيسي في غزة.

وقالت وكالة تابعة للأمم المتحدة إن رفع الحطام الذي يقدر بحوالي 600 ألف طن سيستغرق عاما.

وقال إبراهيم رضوان المسؤول بوزارة الأشغال العامة بحكومة حماس إنه جرى تهريب الأسمنت والزفت عبر الأنفاق من مصر لإصلاح بعض البنى التحتية الأساسية.

وقال إن الحرب انتهت منذ ثمانية أشهر ولم يقدم أحد المساعدة لغزة ولذلك فقد اضطروا للبحث عن بدائل لمساعدة أهل القطاع.

وفي بيت لاهيا بشمال القطاع قام عمال بصناعة طوب لبن لإعادة بناء مركز للشرطة دمر في الهجوم. وقال رئيس العمال ناصر أبو بلال 'هذا عمل بدائي.. اعتدنا استخدام الأسمنت.. لكنه غير موجود في الوقت الحالي لذلك نبني بالطين'.

وقال خالد عبد الشافي المستشار لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن الوضع قد يتدهور.

وأضاف لرويترز 'التعطيل لا يصيب إعادة الإعمار فقط وإنما أيضا عملية إصلاح الاقتصاد بأكمله والتي ستكون أشد صعوبة'.

وتابع يقول إن 5000 منزل بحاجة إلى إعادة بناء كما ينبغي ترميم عشرات المدارس قبل الشتاء.