خبر هل الوضع اكثر خطورة في سيناء حقا؟.. هآرتس

الساعة 10:58 ص|17 أغسطس 2009

بقلم: ميراف ميخائيلي

في موازاة العناوين التي تتحدث عن "انتهاء المقاطعة، الاسرائيليون يعودون الى تركيا" – التي قوبلت في اسرائيل بحالة من الرضى، تنشر مرة اخرى تحذيرات للاسرائيليين بمغادرة سيناء فورا وعلى عجل والامتناع عن اية زيارة لتلك المنطقة. هذه ظاهرة ثابتة: منذ الانتفاضة الثانية وقبل كل عيد ومناسبة تقوم مكافحة الارهاب بنشر تحذيرها الذي تم التشدد فيه في عام 2005 الى درجة الادعاء بوجود تهديدات اختطاف. فهل يحتمل ان تكون المؤسسة الاسرائيلية غير راغبة بسفر الاسرائيليين الى سيناء؟

من الممكن الادعاء ان العمليات التخريبية قد حدثت في سيناء سابقا – في طابا في 2004 وفي ذهب 2006، ولكن العمليات ايضا حدثت ضد اليهود في تركيا. رغم ذلك وحتى عندما كانت هناك تحذيرات بالسفر الى تركيا فقد كانت مؤقتة ومحصورة بامكان بعينها وليست معممة على الدولة كلها.

من الممكن الادعاء كما يقول رئيس هيئة مكافحة الارهاب نيتسان نوريئيل بأن "التحذيرات تترجم الصورة الاستخبارية الى توصيات". ولكنهم في تلك الهيئة يذكرون ان الامر ليس تحذيرات جديدة وهي مرتبطة بتطلعات حزب الله المتواصلة للانتقام لاغتيال عماد مغنية.

وهكذا الى جانب الخبر حول التحذير الشديد الذي يدعو كل من يتواجد في سيناء الى المغادرة فورا، ينشر خبر يقتبس تقديرا لاطراف امنية انه لنفس السبب بالضبط – الانتقام لاغتيال مغنية – سيحاول حزب الله التعرض للاسرائيليين في اوروبا. وهكذا جاءنا العجب العجاب: لا يخطر ببال اي طرف امني في اسرائيل بتوجيه دعوة للاسرائيليين بعدم السفر لاوروبا وبالتأكيد ليس مغادرتها على الفور.

فهل الوضع اكثر خطورة في سيناء حقا؟ يبدو ان التحذيرات تصدر بصدد الاماكن التي تشعر اسرائيل ان بامكانها ان تسمح لنفسها باصدار تلك التحذيرات. في هذه الايام تحديدا حيث تتدعي اسرائيل انها بانتظار خطوات تطبيعية من قبل الدول العربية، توجه التحذيرات لمواطنيها من امكانية ممارسة هذا التطبيع مع الجارة الصديقة التي يوجد لنا اتفاق سلام راسخ معها.

من الممكن الشعور بالغضب والقول: أهذا اتفاق سلام؟ وهل هذا تطبيع؟ اعتقدنا اننا سنسافر للاهرامات وانهم سيأتون الى تل ابيب واننا سنأكل الحمص معا فما الذي حصلنا عليه؟ سلام بارد. فالسياح والمثقفون المصريون لا يأتون الى هنا وفي المنهاج التعليمية في مصر ما زالوا يكتبون ضدنا فهل هذا اتفاق سلام حقا؟ وان كان الامر كذلك فما الذي يمكن ان نخسره ان صدرت تحذيرات بعدم السفر اليهم؟

يبدو ان الامر الخطير في سيناء حقا هو ان دولة اسرائيل ستظهر على صورة المغفل. نحن غاضبون من المصريين لانهم لم يصبحوا افضل اصدقائنا رغم اننا اعدنا سيناء لهم. نحن لا نقيم وزنا لمساعي الوساطة التي يبذلونها بيننا وبين الفلسطينيين ولا نصدقوا مساعيهم الامنية التي يبذلونها لضمان سلامتنا في سيناء.

اسرائيل تشعر بصورة متعالية انها في هذه العلاقات المتبادلة تعطي اكثر مما تأخذ. لذلك ليست لديها اي مشكلة في ابعاد مواطنيها عن مصر.

وهكذا من شدة خشيتنا لان نظهر كمغفلين، نفسد علاقتنا المباشرة التي تسهم بالانفتاح المتبادل وتدفئة العلاقات. نحن نخسر مصلحة اخرى لدى المصريين للحفاظ على العلاقة الطيبة وفوق كل شيء – خسرنا منتجعا مذهلا ورخيصا وقريبا ومريحا بدرجة تفوق تركيا بكثير.

هذا الوضع قابل للتغيير. بامكان اسرائيل ان تتعامل بصورة تطبيعية مع مصر وان تزيد التعاون من اجل ضمان سلامة الزوار في سيناء واخلائهم الفوري في حالة حدوث شيء لا قدر الله واتاحة المجال للاسرائيليين للعودة الى اجازتهم المثلى الموجودة في متناول يدهم من وراء الحدود السلمية مع مصر.