خبر مابين المجرم والضحية.. حكايات ألف أسير وأسير

الساعة 09:33 ص|17 أغسطس 2009

 

مابين المجرم والضحية .. حكايات ألف أسير وأسير

فلسطين اليوم – غزة ( تقرير خاص)

من جديد.. اجتمع أهالي الأسرى الفلسطينيين اليوم الاثنين، داخل مقر منظمة الصليب الأحمر الدولي بمدينة غزة, لينادون بصوت يكاد يخرج من عمق الألم والحرمان لإعلام العالم والعدو الإسرائيلي بأن قضية الأسرى ما زالت حية في عقول وقلوب ذويهم بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام.

 

ولأن المعاناة أكبر من حجم الأحاديث عنها عبر وسائل الإعلام، تجد أن عدد كبير من ذوي الأسرى والمحررين جالسون في مقر المنظمة وقد فضلّوا الصمت عن الحديث، إلا أن "فلسطين اليوم" حاولت أن تكون بجانب هؤلاء للتعبير عما يختلج صدروهم.. ولفضح جرائم وإعتداءات قوات الاحتلال بحق الأسرى في سجون المحتل.

  

رحلة ابن بطوطة

أم الأسير حازم حسنين من سكان حي الشجاعية اقترحت على "مراسلتنا" بأن تسمي رحلة ابنها داخل سجون الاحتلال برحلة "ابن بطوطة", حيث اعتقلت قوات الاحتلال "نجلها" قبل خمس سنوات وأدخلته سجن المجدل, ثم قامت بنقله إلى سجن عسقلان ومنه إلى سجن بئر السبع ثم إلى سجن ريمون وأخيراً استقر في سجن نفحة, ولا تعلم أم الأسير إن كانت رحلة ابنها ستنتهي أم لا !!.

 

ونوهت، إلى أن الأسير حسنين محكوم عليه ستة عشر عاماً, قضى منها حتى الآن خمس سنوات وثلاث شهور, ولم تتمكن من زيارته خلال السنوات الخمس لأنها لم تكن تمتلك الهوية الفلسطينية, وعندما حصلت عليها كانت إسرائيل قد منعت أهالي الأسرى من زيارة ذويهم بسبب قضية الجندي جلعاد شاليط.

 

الأب والابنة لا يعرفون البعض

أما زوجة الأسير فهمي أسعد أبو صلاح من سكان بلدة بيت حانون , فتمثل صورة جديدة من صور معاناة أهالي الأسرى , فقد اعتقل زوجها ووالده وأخيه في نفس اليوم, بعد أن حاصرت القوات الخاصة لجيش الاحتلال منزلهم بالدبابات والطائرات قبل عام ونصف , وطالبت الثلاثة بالخروج من المنزل وتسليم أنفسهم وبالفعل تم ذلك.

 

الأسير أبو صلاح لديه ابنة "منى" يبلغ عمرها سنة وسبع شهور, كان عمرها عند اعتقاله فقط "شهرين", تجد والدتها صعوبة كبيرة في تربيتها خصوصاً وأن الطفلة تكبر ويغيب عنها حضن أبيها الذي حرمها الاحتلال منه.

 

فكل يوم تنظر الطفلة لصورة أبيها وتقول " بابا " فيما لا تجد استجابة, فالطفلة لا تعرف أبيها والأب لا يعرف ابنته وجيش الاحتلال يواصل منعه الجائر لأهالي الأسرى من رؤية أطفالهم.

 

فالأسير أبو صلاح حتى الآن موقوف إدارياً ولم يقدم حتى الآن للمحاكمة, رغم أن الأسير أبو صلاح تطلب له المحاكم أحكام عالية بحسب التهم الموجهة ضده على حد قولها.

 

أخشى عليه من الأمراض

المواطنة عبير المصري أخت الأسير يسري من سكان مدينة دير البلح , المسجون داخل سجن نفحة الصحراوي منذ ست سنوات من واقع عشرين سنة، تقول:"أخي يعاني من مرض حساسية في عينيه, ويرفض جيش الاحتلال عرضه للطبيب وهذا ما يشكل قلق لدى عائلتنا", مشيرةً إلى قلقها من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بين صفوف الأسرى أو أن يعمل الإسرائيليين على نشره.

 

وأوضحت المصري، أنها كانت تزور أخيها, ولكن منذ قضية شاليط لم تتمكن من زيارته فأخباره تصلها من أهالي الأسرى في الضفة الغربية الذين يتواصلون معهم هاتفياً .

 

وهكذا تتواصل معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال, وذويهم في الخارج جراء عدم تمكنهم من رؤية أبنائهم أو معرفة أي معلومات عنهم.. في الوقت الذي تتحدث فيه الأنباء عن انتشار مرض انفلونزا الخنازير فضلاً عن الحرمان الطبي.. و"لا حياةً لمن تنادي".

 

وحسب تقرير لـ الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة، فإن عدد الأسرى يبلغ حالياً ( 9600 ) أسيراً موزعين على أكثر من عشرين سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف وزنازين التحقيق، بينهم ( 345 طفلاً ) و( 58 أسيرة ) و( 535 معتقل إداري ، و( 36 نائباً ) من أعضاء المجلس التشريعي، و( 18 ) معتقلاً من قطاع غزة وفق قانون " مقاتل غير شرعي ، وأن جميع هؤلاء كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى باستثناء ( 466 ) أسير كانوا معتقلين منذ ما قبل إنتفاضة الأقصى.