خبر مبارك يعتبر ان عملية التسوية في الشرق الاوسط لا تحتمل فشلا اخر

الساعة 05:20 ص|17 أغسطس 2009

مبارك يعتبر ان عملية التسوية في الشرق الاوسط لا تحتمل فشلا اخر

فلسطين اليوم- وكالات

قال الرئيس المصري حسني مبارك بان عملية التسوية في الشرق الاوسط "لم تعد تحتمل فشلا اخر" وان "معاناة الشعب الفلسطيني لا تحتمل مزيدا من الانتظار".

 

واكد مبارك بان عملية التسوية ستحتل اولوية رئيسية خلال محادثاته مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض غدا الثلاثاء.

 

واضاف في حديث مع صحيفة "الاهرام" المصرية نشرته اليوم الاثنين: ان اوباما متمسك بمواصلة جهوده من اجل السلام وفق حل الدولتين، وابدى مواقف تؤكد جديته في تحقيق السلام في الشرق الاوسط.

 

واوضح مبارك ان الادارات الاميركية المتعاقبة اكتفت بوصف المستوطنات بانها تمثل "عقبة في طريق السلام"، بينما تطالب الادارة الاميركية الجديدة حاليا اسرائيل بتجميد الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات.

 

وقال الرئيس المصري في معرض رده على سؤال بشان مطالبة اوباما للدول العربية بتقديم بوادر حسن نية تجاه الكيان الاسرائيلي، انه ابلغ الرئيس الاميركي خلال زيارته الى القاهرة في حزيران/يونيو الماضي بان المبادرة العربية تعرض الاعتراف بهذا الكيان والتطبيع معه بعد التوصل للتسوية العادلة والشاملة وليس قبلها.

 

وقال مبارك: "شرحت له (اوباما) ان اجتماعات اللجان متعددة الاطراف ومؤتمرات التعاون الاقليمي التي بدات بعد مؤتمر مدريد للسلام قد توقفت بعد تعثر جهود السلام .. وان هذه التجربة خلال سنوات التسعينيات لا تشجع على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات العربية مع اسرائيل.. دون تحقيق تقدم ملموس في عملية السلام".

 

واضاف مبارك، انه ابلغ اوباما بان "بعض الدول العربية التي كانت تتبادل مكاتب التمثيل التجاري مع اسرائيل قد تفكر في اعادة فتح هذه المكاتب ان التزمت اسرائيل بوقف الاستيطان واستئناف مفاوضات الحل النهائي مع السلطة الفلسطينية من حيث توقفت مع حكومة (ايهود) اولمرت السابقة ".

 

وبرر الرئيس المصري تاخر الادارة الاميركية في اعلانها عن خطتها للتسوية في الشرق الاوسط بقوله انها تحتاج الى المزيد من الوقت.

 

وقال: "المشاورات مع الرئيس اوباما فى القاهرة والرسائل المتبادلة فيما بيننا منذ شهر ايار/مايو الماضي .. وزيارتي الحالية لواشنطن تستهدف طرح رؤية مصر لتحقيق السلام .. والمشاركة في وضع معالم الخطة الاميركية للتحرك نحو هذا الهدف".

 

واكد مبارك ان مصر "لها خبرة طويلة في التعامل مع قضية السلام وتحتفظ بعلاقات واتصالات مستمرة مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وباقي الاطراف الاقليمية والدولية.. ويمكنها ان توظف كل ذلك لانجاح جهود السلام".

 

وكان الرئيس المصري وصل السبت الى واشنطن في مستهل زيارة الى الولايات المتحدة تستمر اربعة ايام يلتقي خلالها الرئيس الاميركي وعددا من كبار مسؤولي الادارة الاميركية.

 

وقال مبارك ان سيبحث مع الرئيس الاميركي ايضا قضايا متعددة تتصل بالامن الاقليمي للمنطقة والمواجهة الغربية مع ايران بشان البرنامج النووي وتداعيات هذه المواجهة على امن منطقة الخليج الفارسي، بالاضافة الى التطورات في العراق ولبنان والسودان والصومال، والواقع في افغانستان وانعكاساته على باكستان ومنطقة الشرق الاوسط.

 

وفي ما يتعلق بالطرح الاميركي المتعلق باقامة مظلة نووية اميركية لحماية دول الخليج الفارسي تمتد لتشمل مصر والكيان الاسرائيلي، قال مبارك: "قرات تقارير صحفية عن هذا الطرح..ولم نتلق اي اتصالات رسمية بشانه.. ان صحت هذه التقارير فان مصر لن تكون طرفا في مثل هذه المظلة.. اولا لانها تعني قبول تواجد قوات وخبراء اجانب على ارضنا وهو ما لا نقبله.. وثانيا لان هذا الطرح ينطوي على قبول ضمني بوجود قوى نووية اقليمية وهو ما لا نرضاه".

 

وفي ما يتعلق بمسالة المساعدات الاميركية لمصر، قال مبارك ان هذا الموضوع غير مطروح على جدول اعمال القمة ويتم تناوله على مستوى الخبراء والمستوى الوزاري، مشددا على ان مصر "ترفض ربط هذه المساعدات باي مشروطيات".

 

وكان مجلس النواب الاميركي خفض حجم المساعدات الاقتصادية المقدمة لمصر باكثر من 200 مليون دولار في السنة المالية 2009 ، مشترطا تخصيص جزء منها للاصلاح الديمقراطي وحقوق الانسان في البلاد.

 

وتحصل مصر ، وفقا لقانون الانفاق الشامل لعام 2009 ، على 5ر1 مليار دولار بعد ان كانت تحصل على 712ر1 مليار دولار عام 2008 .

 

وقال مبارك ان مواقف القاهرة مع الادارة الاميركية السابقة شهدت خلافات جوهرية حول عدد من القضايا الاقليمية مثل العراق وعملية التسوية، مشيرا الى انه كان يصارح الرئيس الاميركي السابق جورج بوش دائما بمواقف مصر

ورؤيتها.

 

وشدد مبارك على ان قضايا الديمقراطية والاصلاح وحقوق الانسان هي شان مصري داخلي "لا نقبل فيه اي ضغوط او تدخلات خارجية سواء من الولايات المتحدة او غيرها".

 

واشار الى ان "مطالب الاصلاح التي نتفاعل معها تنبع من الداخل المصري وتتجاوب مع تطلعاته والتزامي بمواصلة تنفيذ برامج الاصلاح".