خبر أما آن لماراثون المؤتمر السادس أن ينتهي ؟! .. عريب الرنتاوي

الساعة 06:54 م|16 أغسطس 2009

أما آن لماراثون المؤتمر السادس أن ينتهي ؟! ..

 عريب الرنتاوي

 

التأخر غير المفهوم في إعلان نتائج انتخابات المجلس الثوري...الطعون في انتخابات اللجنة المركزية خصوصا بعد إعلان النتائج النهائية للجنة المركزية مرتين قبل وبعد "حكاية الأوراق العشرة المهربة من صناديق اللجنة إلى صناديق المجلس"...الطعون التي تقدم بها تنظيم غزة واستقالة قيادته الجماعية احتجاجا على طريقة تصويت أعضاء المؤتمر الغزيين...القنبلة التي فجرها مايسترو المؤتمر وعرابه الأساسي أحمد قريع (أبو العلاء) بعد فشله في الانتخابات، وتهديده بشق فتح وإعلان "فتح – الصحوة"...المذكرة التي توجهت بها 12 شخصية قيادية (محترمة عموما) سياسية وعسكرية من قادة فتح وكوادرها الكبار طعنا بنتائج الانتخابات، وقبل كل هذا وذاك، كل ما قيل وأشيع في سياق التحضير للمؤتمر وبالأخص التوسع الهائل (وبالجملة) لأعضائه في الساعات الأخيرة، جميع هذا الملاحظات والظواهر والممارسات، ألقت ظلالا كثيفة وكئيبة من الشك حول صدقية المؤتمر ونزاهة نتائجه، بل وعلى قدرة فتح على إجراء انتخابات نزيهة وشفافة داخل صفوفها هي بالذات.

 

لن نذهب إلى حد الطعن في شرعية المؤتمر، ونحن لن نطالب بعودة اللجنة المركزية القديمة، ومن الخطل وقلة النضج التفكير بذلك، مجرد التفكير بذلك أساسا...ولسنا من الذين يعتقدون بأن فتح قابلة للقسمة، ليس لأن وحدتها "وحدة ما يغلبها غلاب"، بل لأن أحدا في المنطقة والإقليم والعالم لن يدعم انشقاقا كهذا، وفي الأصل، فإن مؤتمر فتح ذاته، كان قرارا إقليميا ودوليا قبل أن يكون قرارا فتحاويا وفلسطينيا.

ولن نأخذ على محمل الجد حكاية "فتح – الصحوة"، فمصير حركة كهذا، لن يكون أبدا افضل حالا من مصائر صحوات الأنبار، الذين لم يحفظوا "خطوط رجعة" مع القاعدة ولا "خطوط تقدم" مع الحكومة، فيما علاقتها بالأمريكان التي اتسمت بالزبائنية والاستخدام، انتهت بانتهاء وظيفتها، وأضعف ما في حكاية "فتح – الصحوة" أنها حملت توقيع مهندس المؤتمر الأبرز، وأحد القادة المسؤولين عن معظم إن لم نقل جميع أوزار الحقبة السابقة، فتحاويا ووطنيا، وبكل ما لها وعليها.

 

لكننا مع ذلك ننظر بكل القلق لكل هذا الفيض من الطعون والتشكيك، ولسنا مرتاحون أبدا لكل هذا الوقت المهدور في فرز نتائج انتخابات المجلس الثوري، وأحسب أن المدة التي انقضت منذ إتمام الانتخاب حتى اليوم، كانت كافية لإعلان النتائج النهائية لانتخابات البرلمان الهندي، فما الذي يحول دون إتمام الفرز وما الذي يحول دون إعلان النتائج، وما الذي يجري خلف الكواليس والأبواب المغلقة.

أخطر ما في حملة الشك والتشكيك التي تحيط بالمؤتمر سياقا وتحضيرا ونتائج....أخطر ما في حملة الطعون متعددة المصادر التي أعقبت المؤتمر أنها ستفضي إلى عودة فتح إلى ترهلها وتفككها ويأسها وإحباطها، صحيح أن لا انشقاقات في الأفق، لكن الصحيح أن كل هذا الضجيج المحيط بمجريات المؤتمر وآلياته، سيفقد الحركة زخمها، ويفقد المؤتمر ألقه، وربما يعيدنا إلى المربع الأول.

 

آن الأوان لطي هذا الصفحة، وبالسرعة القصوى، وبأقل قدر من الاضرار إن أريد للمؤتمر السادس أن يكون بداية نهضة واستنهاض للحركة، لكن يبدو أن فتح مصرة على الاحتفاظ بفولكلورها الخاص الذي ترسخ خصوصا في السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية، لكأن المؤتمر لم يكن سوى "فاصل دعائي قصير" تعود بعده الحركة لمزاولة يومياتها المعتادة.