خبر خبير: مجموعات السلفية الجهادية في القطاع تنتظر تنفيذ عملية كبيرة لمبايعة أسامة بن لادن

الساعة 05:51 ص|16 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

قال الدكتور عدنان أبو عامر المختص بالشؤون الإسلامية إن جماعة «أنصار جند الله »، هي إحدى الجماعات التابعة لتيار «السلفية الجهادية»، مشيرا إلى أن هذه الجماعات بشكل عام يطلق عليها «جلجلت».

وفي حديث مع  صحيفة«الشرق الأوسط»، قال أبو عامر إن هناك مسميات أخرى ضمن هذا التيار، مثل «أنصار السنة» أو «السلفية الجهادية» و«جيش الإسلام» و«جيش الأمة» و«كتائب التوحيد والجهاد». وأضاف أن هذه المجموعات شرعت بالعمل في قطاع غزة منذ أن قررت حركة حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، وذلك عبر إصدار بيان يحرم المشاركة في الانتخابات.

وأشار أبو عامر إلى أن أنشطة هذه الجماعات العملية أخذت تبرز في غزة منذ ما يزيد على العام، موضحا أن وتيرتها ازدادت، واتسعت شيئا فشيئا في الآونة الأخيرة، لا سيما في ظل إعلانها المسؤولية بشكل مباشر عن معظم عمليات تفجير مقاهي الإنترنت.

ولفت أبو عامر إلى أن هذه المجموعات لم تعلن عن اسمها الحقيقي، في انتظار تنفيذ عملية كبيرة لمبايعة أسامة بن لادن ومن وصفتهم بـ«المشايخ في الخارج»، ومن ثم الإعلان عن الاسم الحقيقي لها. وأضاف «الحديث يدور عن مجموعات محلية ذات عقيدة تتماشى مع روح الجهاد العالمي، بحيث يُستند إلى ارتباطها بتنظيم القاعدة».

وأوضح أبو عامر أنه لوحظ خلال العامين الأخيرين انطلاق مجموعات عشوائية تتألف من عناصر شابة انتمت في حينها، وربما ما زالت تنتمي، إلى بعض الأجنحة العسكرية لقوى المقاومة الفلسطينية. وتابع القول إن العقيدة التي تحرك هذه المجموعات تقوم على «مقومات جهادية وسلفية، تتمحور حول العودة إلى التراث الإسلامي، والسعي لإنشاء دولة إسلامية بواسطة حرب جهادية جامحة». وقال إنه بالاستناد للمعلومات الشحيحة المتوافرة حول هذه الجماعات فإن عدد المنتسبين إليها في قطاع غزة يقدر بالمئات.

وعلى الرغم من ادعاء بعض المتحدثين باسم هذه الجماعات، حسب أبو عامر، أنهم نجحوا في استقطاب كفاءات علمية، فإن المؤكد أن المنتمين لهذه المجموعات هم من الشباب اليافعين، الذين يتحمسون لفكرة تطبيق الشريعة، ليس أكثر. وأكد أنه لا تتوافر معلومات كافية عن طبيعة منهجهم الفكري أو أهدافهم المعلنة والسرية، سوى بعض القصاصات المنشورة هنا وهناك، وبعض ما يردده عناصرها في بعض دروسهم الدينية، ومنشوراتهم القليلة التي تقع بين أيدي الشبان في غزة.

وأوضح أن عناصر هذه الجماعات نشطت في تنفيذ عدد من العمليات التي استهدفت في بعضها قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي بعضها الآخر أجانب ومؤسسات خاصة بحجة تشجيعها على المجون.

وأشار أبو عامر إلى أن هناك معلومات تقول إن عناصر هذه الجماعات حاولوا استهداف كل من الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ومبعوث الرباعية توني بلير في زيارتهما لغزة، فضلا عن تفجير العشرات من مقاهي الإنترنت في غزة والتي تعتبرها هذه الجماعات تنشر الفساد والرذيلة في صفوف المراهقين.

وتشير المعلومات القليلة المتوافرة عن هذه المجموعات، كما يقول أبو عامر، إلى تأثر المنتسبين إليها الشديد بمن أسموهم «المشايخ الكبار» الذين كانوا ينادون بالجهاد العالمي في الشيشان قبل أن ينتقلوا إلى أفغانستان والعراق. ويوضح أبو عامر أن الخلاف بين هذه الجماعات و«الإخوان المسلمين» يعود بشكل أساسي إلى أنها لم تجد دعوات «الجهاد العالمي ضد الكفار في فكر ومنهج الإخوان المسلمين»، الذين اقتصرت دعوتهم على محاربة ومقاومة الاحتلال القطري «لهذا ينظرون إلى حركة حماس كـحركة وطنية سياسية تسعى للاشتراك في البرلمانات والمجالس التشريعية، أكثر من كونها حركة إسلامية، تسعى إلى تحكيم الشريعة».

وحسب أبو عامر، فإنه من المؤكد أن أفكار أفراد وقيادة هذه الجماعات قريبة بشكل كبير من أفكار تنظيم «القاعدة» في الخارج، مستدركا أنهم ليسوا جزءا منها حتى الآن. ويضيف أن بعض منتسبي هذه الجماعات أوضحوا أنهم أجروا مراسلات مع أحد رموز تنظيم القاعدة، وهو «أبو الليث الليبي» قبل مقتله في أفغانستان، مستطردا أنه لا توجد أي معلومات عن مصادر تمويل هذه الجماعات، إلا أنه من الواضح أنها تستند إلى تمويلات لأنشطتها.

ونقل أبو عامر عن أحد المتحدثين باسم هذه الجماعات قوله لإحدى الصحف «لسنا مسؤولين عن كل التفجيرات في القطاع، وقبل التفجير يتم إسداء النصيحة لصاحب المكان المخالف الذي لديه (مفسدة)، وتتم نصيحته عبر كتاب أو بيان أو دعوة لإزالة هذه المفسدة، وإن لم يزلها بعد عدة تحذيرات يتم تفجير المحل بعد الحصول على (فتوى شرعية) بذلك، بحيث لا يتم إلحاق الأذى بالجيران وحياتهم، ونحرص على ألا يتم المساس بحياته، بل فقط في مكان المفسدة»، على حد تعبيره. وعن قيادة هذه الجماعات، يقول أبو عامر إنه تم تداول بعض الأسماء، مثل: أبو محمد المقدسي (الذي تبين أنه عبد اللطيف موسى الذي قتل صباح أمس)، وأبو عبد الله السوري، وأبو قتادة الفلسطيني.