خبر بعد متابعتها الأحداث بارتياح..إسرائيل اعتبرت تصفية قائد قسامي أهم من مقتل زعيم السلفيين

الساعة 05:32 ص|16 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

على طريقة المثل الشعبي «فخار يكسر بعضه»، وبصمت تام ولكن باستنفار أمني واضح، تتابع إسرائيل الصدامات الدامية بين حماس وحركات سلفية في محافظة رفح جنوب غزة. وهناك من يرى في هذه الأحداث «خطوة مهمة تقدم عليها حركة حماس ضد الجماعات السلفية في إطار محاولاتها الانسجام مع الخطط الأمنية الإسرائيلية ـ المصرية».

فقد حرص المسؤولون الإسرائيليون بشكل عام على التزام الصمت المطبق إزاء هذه الأحداث، وذلك ليس فقط بسبب وقوعها في ساعات عطلة السبت، التي تبدأ عادة بعد ظهر الجمعة وتنتهي في ساعات الليل الأولى من يوم السبت، بل أيضا لانتظار نتائج هذا الصراع الدامي وأبعاده.

ولوحظ أن القوات الإسرائيلية المرابطة حول قطاع غزة من الشمال والشرق وكذلك في عمق البحر، تحركت ووضعت في حالة تأهب. وقال مصدر عسكري إن هذا التحرك هو نوع من الاحتياط، حتى لا يفكر أحد الفرقاء في طرفي الصراع الفلسطيني بأن ينفث غضبه في إسرائيل، مثلما حصل في إطلاق خمسة صواريخ باتجاه مصر.

ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتبعت طول الوقت هذه الأحداث، ونشرت عنها بالتفصيل من خلال إبراز عدد من الوقائع التي تخدم السياسة الإسرائيلية.

وأشار مصدر إعلامي إسرائيلي مقرب من القيادات السياسية والأمنية، إلى أن «إسرائيل تعرف وتتابع تدفق المسلحين من أتباع تنظيم القاعدة إلى قطاع غزة منذ نهاية السنة الماضية، وفي مقدمتهم أبو عبد الله السوري، الذي يعتبر من جنرالات الجهاد الإرهابي العالمي».

 وأبو عبد الله السوري الذي قتل أمس مع رئيسه عبد اللطيف موسى (أبو النور المقدسي)، حسب هذا الموقع، هو مواطن سوري من أصل فلسطيني، كان قد شارك في القتال ضد الروس في أفغانستان ثم انتقل إلى العراق.

وفي نهاية 2008 وصل عبر الأنفاق إلى قطاع غزة ليساند حماس في تعزيز حكمها وأقام حركة «جند الله». وخصصت له حماس أرضا لإقامة معسكر تدريب.

وقام رائد عطار، مسؤول الجناح العسكري في الحركة، بالتعاون معه وتوفير المسلحين. ولكن السوري انقلب على حماس في اللحظة التي أيقن بأنها تدير مفاوضات مع إسرائيل من أجل هدنة طويلة المدى.

وعندما أوقفت حكومة ايهود أولمرت المفاوضات مع حماس، توقع السوري أن تنتهي التهدئة. إلا أنه عندما قررت حماس المحافظة على التهدئة وهددت الفصائل الفلسطينية بالعقاب الشديد إذا هي أطلقت الصواريخ أو القذائف باتجاه إسرائيل، تحالف السوري مع عبد اللطيف موسى، قائد التنظيمات السلفية في قطاع غزة.

يذكر أن إسرائيل وضعت علامة على أبو عبد الله السوري لتصفيته، بعد العملية التي حاول تنفيذها لخطف جندي إسرائيلي في يونيو (حزيران) الماضي باستخدام الخيول المفخخة.

ففي حينه توجه 21 مسلحا من هذا التنظيم إلى موقع عسكري إسرائيلي قرب معبر أبو سالم وسط القطاع، ومعهم 8 أحصنة مفخخة وثلاث سيارات. وحصلت إسرائيل يومها على شريط من صنع هذا التنظيم يصف الإعداد للعملية وأهدافها. واتضح منها أن الخطة تقضي بتفجير الخيول في الموقع والعودة بأحد الجنود الإسرائيليين أو أكثر بواسطة السيارات.

وأفشلت القوات الإسرائيلية هذه العملية وقتلت أربعة من المسلحين، الذين اتضح أن أحدهم متطوع قادم من اليمن كما تزعم إسرائيل.

وقالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل أرسلت إلى مصر الشريط الذي يبين وجود متطوعين عرب غير فلسطينيين في هذا التنظيم، علما بأن مصر تسعى لتطهير سيناء من نشطاء «القاعدة» الذين تسللوا إليها. وحسب المصادر فإن مصر اتفقت مع حماس على الحد من نشاط هؤلاء وأبلغت إسرائيل بأمر تعاون حماس هذا.

وباشرت الحركة من جهتها التضييق على هذا التنظيم واعتقال من يطلق من طرفه الصواريخ أو القذائف على إسرائيل. ورد قادة هذا التنظيم بمهاجمة حماس واتهامها بالتعاون مع إسرائيل والخروج عن الدين. وكان أيمن الظواهري، الرجل الثاني في «القاعدة» قد هاجم حماس واتهمها بأنها باعت مبادئها في سبيل كراسي السلطة.

وتواصل إسرائيل، كما تقول المصادر، رصد نشاط هذا التنظيم وكل من يتعاون معه وتبلغ مصر وبواسطتها تبلغ حماس بهذا النشاط. وحذرت إسرائيل يوم الخميس الماضي، حماس (عبر مصر) كما تزعم مصادر إسرائيلية، من نشاط «عناصر إضافية دخلت إلى قطاع غزة عبر الأنفاق تضم متطوعين فلسطينيين وغير فلسطينيين من تنظيم القاعدة بهدف تنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين في إسرائيل نفسها وكذلك في سيناء».

ولوحظ أن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، كما تقول المصادر، حرص في خطبة الجمعة أول من أمس على الرد على هذا الاتهام بالقول إنه لا يوجد في قطاع غزة أجانب وأن كل المجاهدين هم من الفلسطينيين.

في الوقت نفسه كان عبد اللطيف موسى يخطب الجمعة في مسجد ابن تيمية في رفح ويعلن إمارة إسلامية تابعة لـ«القاعدة»، وهي الخطبة التي اندفعت قوات حماس بعدها إلى المسجد المذكور وقامت بدكه بالصواريخ.

ويشير الإسرائيليون براحة إلى مقتل عبد اللطيف موسى، ولكن فرحتهم أكبر بتمكن حماس من قتل أبو عبد الله السوري، المذكور أعلاه، وبتمكن رجال السوري من قتل قائد الجناح العسكري لحماس في رفح، أبو جبريل الشمالي، الذي تتهمه إسرائيل بالمشاركة في المسؤولية عن خطف الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، الذي ما زال أسيرا في غزة.

وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل كبير نسف عمارة من أربعة طوابق تحوي بيت عبد اللطيف موسى وبيت الجيران الذي كان مختبئا به موسى. كما أبرزت بشكل واسع قيام حماس بإطلاق