خبر حريق في خيمة نسائية بحفل زفاف في الكويت يودي بحياة 45 امرأة وطفلاً ويخلف عشرات الإصابات

الساعة 05:28 ص|16 أغسطس 2009

فلسطين اليوم – وكالات

ذكرت وسائل الاعلام الكويتية ان حريقا شب في خيمة نسائية خلال حفل زفاف كويتي ليلة السبت مما ادى الى مقتل 45 شخصا على الاقل.

 

ونقلت محطة الراي التلفزيونية الخاصة عن المدير العام للادارة العامة للاطفاء اللواء جاسم المنصوري قوله ان 61 شخصا أصيبوا بحروح خطيرة.

 

وذكرت وكالة الانباء الكويتية الرسمية(كونا)انه تم انتشال 41 جثة من موقع الحريق الذي وقع في منطقة الجهراء غرب مدينة الكويت.

 

وقال المنصوري لكونا"ان عدد الجثث مرشح للارتفاع" مشيرا الى وقوع عدد كبير من الاصابات جراء الحريق والتدافع عند اندلاعه.

 

واضاف ان "الادارة العامة للاطفاء وجهات الاختصاص فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات اندلاع الحريق."

 

وفي اغلب حفلات الزفاف بالكويت يتم فصل الرجال عن النساء. وغالبا ما تنصب خيام خصيصا لهذه المناسبة.

 

وقالت صحيفة السياسة الكويتية في عددها الصادز فجر اليوم : "منطقة العيون التي كانت على موعد مع الاحتفال بزفاف احد ابنائها امس فاجأتها الكارثة في لبوس نيران اجتاحت خيمة الافراح التي احتشدت فيها زهاء 300 سيدة وطفل, ما ادى الى وفاة نحو 45 سيدة وطفل وفق المعلومات غير النهائية تفحت جثثهن حيث افيد عن نقل 37 جثة من الموقع الى الطب الشرعي, فيما اصيبت اكثر من ثمانين حالة تم نقلهن الى مستشفى الجهراء قبل ان يتم توزيعهن على بعض المستشفيات الاخرى".

 

وفي وقت لاحق افادت وسائل الاعلام ان الحريق اندلع قرابة الساعة التاسعة وعشر دقائق ليلا في الخيمة التي نصبت في باحة منزل ذوي العريس من آل الظفيري في منطقة العيون قطعة 1 شارع 14, وقد تدافعت النساء الى الفرار من الحريق الذي ادت قوته الى تفحم جثث عدد من النساء والاطفال وقد تعذر التعرف على بعضهن, فيما اصيبت عشرات النساء بحروق متفاوتة.

 

هذه الكارثة استدعت تدخل فرق الاسعاف واحتشدت زهاء 50 سيارة اسعاف لنقل المصابين الى المستشفيات التي فرضت فيها حالة الاستنفار وتم استدعاء الاطباء والممرضين كما تدخلت سيارات اسعاف الجيش وفرق الدفاع المدني والاطفاء لاخماد الحريق الذي شاركت في اطفائه 4 فرق واجلاء المصابين الى المستشفيات التي فرضت حولها اجراءات مكثفة لتسهيل وصول سيارات الاسعاف والدفاع المدني, واعلن المدير العام للاطفاء اللواء جاسم المنصوري انه فتح تحقيق لمعرفة اسباب الحريق.

 

وقد احتشد آلاف المواطنين في محيط تلك المستشفيات من اقرباء الضحايا للاستعلام عن ذويهم, ما استوجب تدخل العناصر الامنية لتفريق تجمعاتهم وتأمين ايصال المصابين للمعالجة.

 

وسادت حالة من الهلع الكبير محيط المنطقة المنكوبة والمستشفيات التي وزعت عليها الاصابات وهي مستشفى الفروانية والجهراء ومستوصف العيون, علماً انه تم احضار ثلاجة لوضع الجثث فيها بانتظار التعرف عليها.

 

وفيما يلي تقرير صحيفة الراي الكويتية عن الفاجعة:

 

العيون بكت فرحة «العيون»

 

فرحة عرس العيون انقلبت صرخة خوف وسرعان ما تحول الخوف إلى موت حقيقي.

 

الخوف النابع من النار التي شبت في خيمة العرس التي غصت بالنساء، سرى اثواباً مشتعلة، وتدافعاً واختناقا ورعبا بحثا عن حياة، بحثا عن مخرج ولكن قدر العيون التي كانت فرحة للتو ان تذرف الدمع الذي تحول لهيباً اتى على حياة اكثر من 40 سيدة، اضافة إلى اصابة حوالي 06 باختناق وحروق.

 

قدر العيون، بعد اقل من ستة اشهر من اندلاع النار في صالة افراح كائنة في القصر، ان يكون عرسها في عين النار ايضا.

 

اللواتي حضرن إلى خيمة العرس في قطعة 1 من منطقة العيون، اطللن مزهوات بثياب الفرح، وما لبث أن اتشح فرحهن بسواد بعد ان ارتفعت النيران التي اندلعت في الخيمة، اسدلت انشودة الأفراح بكاملها وقلبتها إلى اتراح.

 

المزهوات بملابس الفرح، بملابس تليق بالعرس، خرجت منهن من خرجت مصابة، وخرجت منهن من خرجت مفزوعة ومنهن من لم تخرج إلا ملفوفة ببطانية رجال الانقاذ بعد ان اسلمت الروح إلى باريها، وتفحمت من تفحمت، اذ قدر عدد اللواتي رقدن جثثاً تحت الخيمة بـ 41.

 

عرس بأي حال حللت يا عرس!

 

حللت واعدا ومطمئناً النفوس ان تفرح بعروس لا ان تقصف أعمار بعض المحتفيات بها!

 

عرس من نار ودم وحريق وتفحم.

 

عرس من قلق، قلق اهالي من حاصرتهن النيران في آتونها داخل الخيمة التي تحولت ركاماً راح يتساقط كالشهب الحارقة على رؤوس المدعوات إلى العرس.

 

المدعوات اللواتي كن كالورود قبل لحظات من اندلاع الحريق، وفجأة احترقت الورود، ورد - البشر، ورد «كوشة» العروس واختلط الفزع بالصراخ بالدموع التي تحولت على مآقيهن مثل الجمر... نعم انه الجمر الذي أكل اخضرار العرس، واغتال الفرح في ليلة فرح.

 

يباب «العيون»، وما ادراك ما اليباب، تحول نحيباً، نحيب الامهات والاخوات والصغيرات، نحيب اهاليهن في الخارج في البيوت الـذين كانوا على انتظار آخر.

 

النار، نار الخيمة التهمت اليباب الذي كان للتو تصدح به حناجر المحتفيات بعروس وتريثن لانتظارها وبددته، وراحت الحناجر ذاتها تستغيث، الامهات يستغثن، البنات يستغثن وكل من تواجد تحت الخيمة استغاث، على وقع النيران التي راحت تتلاعب في الخيمة المكونة من 12 عموداً.

 

في الثامنة والنصف من مساء امس وفي الخيمة الملاصقة لمنزل العريس، المدعوات اللواتي ضاقت بهن الخيمة كن على موعد، وموعدهن هو انتظار العروس لكن النيران حضرت قبلها، ويعتقد انها اندلعت نتيجة تماس كهربائي من خارج الخيمة، او نتيجة التمديدات الكهربائية، وما زاد من هول ما حصل هو انفجار المولد المغذي للخيمة بالكهرباء وعبوات الغاز التي كانت معدة للبوفيه.

 

وما زاد من طين الحريق بلة هو امتداد النيران إلى سيارة كانت مركونة إلى جوار الخيمة الأمر الذي اجج الموقف وشد العيون الشاخصة من خارج الخيمة إلى الحريق الذي ولع في داخلها ومعه اشتعلت قلوب المدعوات وقلوب من كان ينتظرهن في الخارج من الاقارب.

 

عمليات الانقاذ بدأت قرابة التاسعة اي بعد نصف ساعة من اندلاع شرارة المأساة، وما أعاق سبل وصول سيارات الاسعاف والاطفاء هو وجود سيارات عديدة مركونة في محيط الخيمة المنكوبة، ما حدا بأحد اقارب العريس إلى المناداة على كل صاحب سيارة وانيت ان يحضر بسرعة لنقل المصابات إلى المستشفيات.

 

وقرابة التاسعة حلت في منطقة العيون سيارات الاسعاف بعدما كانت سيارات اطفاء الجهراء وصلت لاخماد النيران.

 

وفي تصريح لمدير عام الادارة العامة للاطفاء اللواء جاسم المنصوري لـ«كونا» قال فيه انه تم نقل 41 جثة من موقع الحريق إلى الطب الشرعي بواسطة الادلة الجنائية فيما تم نقل المصابات وعددهن 76.

 

وبعد ان لملم رجال الانقاذ «جراح» العيون، تم استدعاؤهم مرة ثانية وكان ذلك قرابة منتصف ليل امس بعدما علم ان عددا من الهاربات من اللهيب واللواتي كن لجأن إلى منزل مجاور للخيمة للنفاد بأرواحهن عثر عليهن مغشيات وتم نقلهن إلى المستشفيات.

 

واكد المنصوري في تصريح لـ«الراي» انه سيصدر قرارا اليوم يمنع بموجبه اقامة التجمعات في الخيم لأي مناسبة اجتماعية.

 

وابلغ اللواء المنصوري في اتصال هاتفي سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بمجريات ما حصل واطلعه على النتائج المؤسفة التي نتجت عن الحريق وازهقت ارواح الضحايا.

 

وفي مستشفى الجهراء عقد وزير الصحة الدكتور هلال الساير مؤتمراً صحافياً ذكر فيه عدد الإصابات فقط وقال أنه تم نقل مصاباً إلى مستشفى الجهراء، و 13 حالة إلى مستشفى البابطين للحروق، فيما تم نقل 3 إلى مستشفى مبارك الكبير، وحالتين إلى مستشفى الفروانية.

 

وكما شبت النار بسرعة شبت الاقاويل بين المحتشدين في محيط الخيمة عن شبهة جنائية قد تكون السبب في الكارثة التي حلت، في وقت بدأت فيه جهات الاختصاص من ادلة واطفاء تولي دفة التحقيق في الحادث لمعرفة اسباب الحريق.