خبر زعيم سلفي في الكويت : غزة .. في غنى عن هذا كله

الساعة 05:04 م|15 أغسطس 2009

زعيم سلفي في الكويت : غزة .. في غنى عن هذا كله

فلسطين اليوم- غزة

وجه الشيخ حامد بن عبد الله العلي، أحد كبار منظري الجماعة السلفية في الكويت، انتقاداً لإقدام بعضِ العناصر على الخروج على حكومة الوحدة الوطنية المقالة في قطاع غزة، داعياً إلى تجنب الوقوع في هذه الفتن "التي لا تخدم سوى الاحتلال والسلطة الفلسطينية في رام الله" على حد تعبيره.

 

وكانت اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل عدد من الفلسطينيين وجرح العشرات عقب إعلان أمير جماعة "السلفية الجهادية" بفلسطين عبد اللطيف موسى خلال خطبة الجمعة في مسجد ابن تيمية برفح أمس، عن انطلاق "إمارة إسلامية في بيت المقدس بدءًا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة"، ودعوة أنصاره إلى التصدي لعناصر شرطة غزة بالسلاح.

 

وقال العلي في بيان له اليوم السبت (15/8) نشره على موقعه الإلكتروني  "ما جرى في غزة .. إنما هو دُخَانُ فتنةٍ وقى الله المسلمين شرَّها، وهي لا تُفرح إلا الصهاينة؛ إذ لا ينتفعُ بها إلا هُم، والسلطة العميلة".

 

وشدد على أن "غزة .. في غنى عن هذا كله"، وأكد أن المخرج من هذه الفتنة هو تدخل العلماء والعقلاء في فلسطين؛ "لدرء هذا الشر قبل أن يستفحل"، مطالباً "بتجنب أسباب الانشقاق، والكف عن إعلان كل ما يوجب الفُرقة ويزيد معاناة الشعب الفلسطيني، ويُمعن في إضعاف خطِّ الجهاد".

 

وشدَّد على أن "قطاع غزة الآن في ظلِّ توجه إسلامي لا نشكُّ في إخلاصه، ومعروف بمسيرته الجهادية المشرفة، وتضحياته الكبيرة في تاريخ الجهاد الفلسطيني"، في إشارة إلى حركة "حماس" والحكومة التي تشكلها.

 

وأشار إلى أن ما تقوم بها حركة "حماس" من حراك سياسي إنما اضطرَّت إليه؛ لحماية المقاومة، وتحقيق مصلحة استمرار خطِّها، في ظل عدم التنازل عن ثوابت الأمة وطريق التحرير والتمسك بالحقوق المشروعة.

 

وأكد أن مشروع "حماس" "ينتهج في خطة تنفيذ المشروع الإسلامي في غزة نهجَ الإصلاح التدريجي، مراعياً ضرورات المرحلة التي تستدعي تقديم الأولى فالأولى، وترجيح الأهمِّ على المهمِّ، وهو يكسب قلوب الناس بهذه النهج الحكيم، ليُقيمَ المشروع الإسلامي على قاعدة صلبة وتطبيق سليم، وله في هذا ما له من مستند الشريعة، والمعتمد من فتاوى العلماء مما يجب أن يُعذر فيه إنْ لم يُوافق عليه"، كما قال.

 

وأضاف: "في ظل تربص العدو الصهيوني المغتصب وخيانة السلطة العميلة وإمعانها في ملاحقة المجاهدين واستفادتهما من كل مثيرات الفتن لتحقيق أهداف الصهاينة؛ فالواجب دعم التوجُّه الإسلامي في غزة، والتعاون معه تعاونًا كاملاً، والتنازل عن كلِّ ما يعارض هذا التعاون الواجب؛ إيثاراً للمصلحة العامة، ودرءً لمفاسد الشقاق التي حذَّر منها القرآن أشدَّ التحذير".

 

وتابع: "لا يخفى أنه لا يجوز في مثل هذا المقام وبعد ما جرى من سفك الدماء المحرمة؛ غيرُ اللجوء إلى إصلاح ذات البيْن، ولملمة الجراح، وتطهير النفوس من رجْس الشيطان، والأخذ بالرفق والحلم، وترجيح الجماعة على الفرقة، ووحدة الصف على النزاع، وتقديم التوحد ضد العدو الصهيوني الأشد خطرًا على الخلاف الفكري داخل الدائرة الإسلامية العامَّة، فهذا الخلاف أمرُه هيِّن، وذاك العدوُّ خطرُه بيِّن".