خبر الإسرائيليون لا يستطيعون الاستغناء عن سيناء

الساعة 03:50 م|15 أغسطس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

عرضت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم السبت تحقيقاً صحفياً يوضح مدى الأهمية التى تمثلها شبه جزيرة سيناء لدى الإسرائيليين، وهى الأهمية التى جعلتهم لا يهتمون بالتحذيرات التى توجهها الحكومة لهم بعد الذهاب إلى سيناء.

 

تحت عنوان "رغم تحذير الإسرائيليين من الذهاب لسيناء، فإنهم يحبون الذهاب إليها"، قال الكاتب الإسرائيلى شاى بوجلمان، إن إسرائيل قد لا تفكر فى العودة لاحتلال شبه جزيرة سيناء مرة أخرى، لكن الإسرائيليين دائماً ما يفضلون العودة إلى سيناء، ضاربين بعرض الحائط جميع التحذيرات التى أطلقها منذ أيام مكتب مكافحة الإرهاب فى إسرائيل، والتى أوصتهم بعدم الذهاب إلى سيناء حتى لا يكونوا ضحايا لأى عمليات إرهابية متوقعة ضدهم.

 

وأكد الكاتب الإسرائيلى أن السائحين الإسرائيليين الذين يذهب معظمهم إلى سيناء فى فصل الصيف لقضاء إجازتهم السنوية، لم تمنعهم التهديدات الإرهابية التى تنتظرهم فى سيناء من التوجه إليها لقضاء إجازتهم فى الشواطئ المختلفة بسيناء، غير آبهين بالتحذيرات الأمنية الإسرائيلية من الهجمات الإرهابية، وذلك نظراً لاعتمادهم على الحماية وسبل الأمان التى توفرها لهم الشرطة المصرية المنتشرة فى كافة أرجاء سيناء.

 

وذكر الكاتب أن أصحاب الفنادق والمطاعم السياحية الممتدة على طول سواحل البحر الأحمر فى سيناء، ينتظرون أفواج السائحين الإسرائيليين حتى تصل سيناء بعد التحذيرات التى وجهت إليهم من الذهاب إليها، وفى هذه الأوقات لا هم يشغل بال أصحاب الفنادق والمطاعم السياحية فى سيناء سوى التخمين بمجىء السائحين أم بعدم مجيئهم، ويبدأ المتفائلون منهم بالتجهيز والاستعداد لاستقبال الأفواج السياحية الإسرائيلية، بينما لا يقوم المتشائمون منهم إلا بالانتظار حتى يتأكدوا من وصول أى أفواج للسائحين الإسرائيليين، أو بالعمل على السياحة الأوروبية أو المصرية.

 

ونقل الكاتب شاى بوجلمان ما قاله أحد العاملين فى مجال السياحة بسيناء، عن أهمية الأفواج السياحية الإسرائيلية إلى شبه الجزيرة فى تنشيط العملية السياحية فى هذه الأمكان، وفى هذا الوقت من فصول السنة، كما تطرق بوجلمان إلى الجهود الأمنية الكبيرة التى تبذلها السلطات المصرية لحفظ الأمن فى سيناء ولمنع وقوع أى هجمات إرهابية ضد السائحين الإسرائيليين.

 

ويتم هذا عن طريق الانتشار الأمنى المكثف لمجندى الشرطة والجيش فى جميع الأماكن بسيناء، هذا بجانب انتشار نقاط التفتيش الأمنية على جميع الطرق المؤدية لسيناء، بالإضافة إلى تأمين الشواطئ وحمايتها من حدوث أى عمل إرهابى ضد الإسرائيليين.

 

وأوضح الكاتب أن أحد كبار ضباط المخابرات فى سيناء، أكد أن الجهود الأمنية المكثفة التى تبذلها السلطات المصرية لحفظ الأمن فى سيناء ولمنع وقوع أى هجمات إرهابية ضد السائحين، وبخاصة الإسرائيليين، ما هى إلا إجراءات أمنية عادية لأنها إجراءات ظاهرة للجميع، ولكن هناك إجراءات أمنية أخرى " تكون سرية" ويتم تطبيقها أيضاً لحفظ الأمن ولمنع وقوع أى اعتداء إرهابى، ولتوفير مصدر للرزق للعاملين فى السياحة وبخاصة البدو الذى يعلمون أن غياب السائحين الإسرائيليين يعنى فقدهم مصدرا مهما للرزق.

 

وأخيراً أشار الكاتب إلى الهجمات الإرهابية التى تعرض لها الإسرائيليون فى سيناء خلال السنوات الماضية، وهى الهجمات التى سفرت عن مقتل نحو 11 قتيلاً إسرائيل فى أكتوبر 2004 فى طابا، وقتل 70 شخصاً فى 2005 فى شرم الشيخ، وقتل نحو 22 شخصاً فى أبريل 2006 بمدينة دهب فى سيناء.