خبر الغصين لـ« فلسطين اليوم »: مقتل عبد اللطيف موسى وانتهاء العملية الأمنية في رفح"

الساعة 06:24 ص|15 أغسطس 2009

الغصين لـ"فلسطين اليوم": مقتل عبد اللطيف موسى وانتهاء العملية الأمنية في رفح"

فلسطين اليوم- غزة

أكد المهندس إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية بحكومة غزة قبل قليل، أنه تم الانتهاء من العملية الأمنية التي قامت بها أجهزة الأمن بمدينة رفح، ضد الجماعة التكفيرية التي يتزعمها عبد اللطيف موسى، بعد تهديده للحكومة الشرعية في غزة والإعلان عن الانفصال ووصف حركة حماس بالحركة العلمانية الواجب قتالها وقتلها.

 

وأشار الغصين أن ما يجري الآن هو عملية تمشيط أمنية فقط، وأن منطقة رفح والمشافي الطبية لازالت مغلقة أمام الجميع  وذلك للحفاظ على الأمن العام.

 

وقال الغصين : لقد تم التأكد من مقتل عبد اللطيف موسي زعيم هذه الجماعة، موضحاً أن عدد القتلى وصل إلى 22 قتيلاً بينهم ستة شهداء من أفراد الشرطة وستة شهداء من المواطنين من بينهم طفلتان".

 

وأضاف الغصين :" أن هؤلاء هم عبارة عن مجموعة من الأفراد وليسوا تنظيماً، وليس لهم اتصالات خارجية، ويحملون أفكار منحرفة فكريا ويقومون بتكفير أهل غزة وبالعديد من عمليات التفجير في الأفراح والمقاهي".

 

وأشار إلى أنه في البداية كانت الملاحقة تتم على خلفية الحوادث وبعد تتبع هذه الأمر تبين أنهم يتبعون لزعيم لهم وتم التواصل معهم ومع ذويهم لوضع حد لهم وإقناعهم بالتحلي بالإسلام الوسطي لكنهم رفضوا.

 

وأوضح الغصين أنه كانت هناك اتصالات كاملة معهم وتوعية لهم، وبالأمس كان هناك إعلان لهم في خطبة الجمعة يسمى بالإمارة الإسلامية وجرت اتصالات لضبط الأمر إلا أنهم أفشلوا هذه الاتصالات وباشروا بإطلاق النار فاستشهد أحد أفراد الشرطة وعلى اثر ذلك استمرت الاشتباكات حتى صباح اليوم، مشدداً على أنه تجمعهم كان بشكل رئيس في منطقة رفح فقط.

 

ودعا الغصين في حديثه كل من يحاول أن يقتنع بأفكارهم إلى تعلم الإسلام الوسطي من أهل العلم  والعلماء، مطالباً العلماء الدعاة لتوعية أبناء الشعب الفلسطيني من هذه الأفكار.

 

وأضاف الغصين أن المدعو موسى كانت له اتصالات تنسيقية مع الأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس، وربما هناك من يقف خلفه لمحاولة استغلال الوضع وإخلال الأمن في القطاع خاصة أنهم لم يستطيعوا الدخول إلي القطاع عبر مجموعتهم الأمنية برام الله وقد تكون هذه الطريقة جديدة لزعزعة الأمن في غزة.

 

وأعرب الغصين عن أسفه لوقوع عدد من الضحايا من أبناء الشعب، داعياً الأهالي لتوعية أبنائهم وتعليمهم الإسلام الصحيح الوسطي.

 

وكان الغصين كشف لـ"فلسطين اليوم"، عن مقتل زعيم السلفية عبد اللطيف موسى، بالإضافة إلى 21 آخرين، من بينهم ستة من أفراد الشرطة، بعد اشتباكات تواصلت منذ أمس بين جماعة موسى والشرطة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

 

وقال الغصين "إن جماعة موسى ليست سلفية بل هم مجموعة أفراد يتبنون أفكاراً منحرفة وضالة، ووليست مجموعات تنظيمية، بل هم أفراد يتواجدون هنا وهناك".

 

وأضاف الغصين، أن موسى وجد جثة هامدة بعد إنتهاء الاشتباكات، كما أن الشرطة تمكنت من السيطرة على الوضع، وسيتك الكشف عن كافة أسماء القتلى بعد إنهاء كافة الإجراءات الأمنية، منوهاً إلى أن الشرطة دعت في وقت سابق من يتبع هذه الجماعة تسليم أنفسهم إلى الشرطة.

 

يشار، إلى أن اشتباكات وقعت أمس بعد صلاة العصر بين عناصر الأمن ومسلحين بالأسلحة الرشاشة وقاذفات " الآر بي جي " والأحزمة الناسفة، كانوا يحتمون داخل مسجد ابن تيمية، الواقع في مخيم البرازيل بمحافظة رفح، لتتمكن قوات الأمن في النهاية من السيطرة على المسجد.

 

وترجع خلفية الاشتباكات إلى إعلان عبد اللطيف موسى، أحد الموجهين الأساسيين لجماعة تعرف باسم " أنصار الله"، عما دعاها بـ" ولادة جديدة للإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس "، مطالباً الجماعات التي تمتلك العتاد والسلاح في رفح وكافة أنحاء القطاع بالتوجه إلى المسجد المذكور، لتضع نفسها تحت تصرف القيادة العسكرية الموجودة فيه، والانصياع لقوانينها وأوامرها.

 

وأكد شهود عيان أن موسى دخل المسجد لصلاة الجمعة وبرفقته مجموعة مسلحة تحميه، وعندما صعد المنبر لم يطل في قوله حتى أعلن مدينة رفح "إمارة إسلامية"، وطالب أتباعه بالسمع والطاعة .

 

وقال : "سنقيم هذه الإمارة على جثثنا وأجسادنا, وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية وسنعيد لهذه الإمارة الحياة وطعمها".

 

وهدد موسى خلال خطبته الحكومة الفلسطينية باستهدافها في حال حاولت الوقوف في وجه مخططه.

 

وأكد شهود عيان أن خطبة موسى ركزت على إعطائه البيعة، على "الجهاد" في سبيل الله وتطهير المجتمع من " المنكرات" المتمثلة بكثير من المستخدمات الحياتية، ودعا إلى حمل السلاح وتجنيد الشباب في معركة ما يسمى "نصرة الإسلام " وتمكين الشريعة الإسلامية من الحاكمية في قطاع غزة.

 

ويذكر أن موسى يعمل طبيباً بشرياً، ويشغل منصب مدير عيادة "مركز شهداء رفح" الأولية، وكان ناشطاً في جماعة " الكتاب والسنة".

 

من جهتها، قالت الحكومة الفلسطينية إنها " لن تسمح بعودة الانفلات الأمني، تحت أي مظلة كانت، مهما حاولت تضليل المواطنين "، محملة المسئولية عما حدث لعبد اللطيف موسى ومن معه من خلال ما أسمته بـ " إعلانه المتهور "، وتجاوزه للقانون.

 

 وقال طاهر النونو، الناطق باسم الحكومة، "إنه لا بد أن يخضع الجميع لسيادة القانون، وإنه لا يحق لأحد اختراق القوانين، وتجاوز النظام العام، ناعياً الشهداء الذين سقطوا بالأمس بسبب مجموعة نعتها بـ " الدامية، والخارجة عن الصف الوطني والإسلامي ".

 

ودعا النونو المنتمين لهذه المجموعة إلى تسليم أنفسهم وسلاحهم لقوى الشرطة والأمن الفلسطيني فوراً، وإلا فإنهم سيتعرضون للمساءلة القانونية وللملاحقة.