خبر الأسير مروان البرغوثي ينوي افتتاح مكتب للـمشاركة في صناعة قرارات « الـمركزية »

الساعة 06:08 ص|15 أغسطس 2009

 

فلسطين اليوم-القدس

هي المرة الثانية التي يتم فيها انتخابه وهو يقبع خلف قضبان سجنه، فبعد انتخابه عضوا في المجلس التشريعي العام 2006، ها هو مروان البرغوثي يفوز بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح وهي المرة الاولى التي يصل فيها اسير في سجون الاحتلال الى عضوية هذا الاطار القيادي.

وبالنسبة لمروان البرغوثي فإن سجنه لن يحول دون ادائه لمهامه على اكمل وجه كما فعل خلال السنوات الثماني الماضية منذ اختطافه، وسجله في ذلك طويل كما يقول محاميه خضر شقيرات لـصحيفة "الأيام" والذي كان اول من التقاه بعد ظهور اسمه متقدما في قائمة الفائزين بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح.

واضاف شقيرات: "مروان يرى ان الاصوات الكثيرة التي حصل عليها في الانتخابات بمثابة انجاز كبير وثقة كبيرة يعتز بها كثيرا ولكنه في الاساس ينظر الى انعقاد المؤتمر العام السادس للحركة بعد 20 عاما من الغياب باعتباره انجازا كبيرا ومهما".

ولم يظهر البرغوثي مع زملائه الجدد في الصورة التذكارية الاولى التي تم التقاطها لاعضاء اللجنة المركزية بعد اجتماعهم الاول، ولكن اعضاء في اللجنة المركزية قالوا، انهم سيضاعفون العمل من اجل ضمان الافراج عنه بعد ان اختطفته قوات الاحتلال واتهمته بهندسة الانتفاضة الثانية والمسؤولية عن قتل 5 اسرائيليين لتحكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات في محكمة رفض الاعتراف بشرعيتها.

وقال عزام الاحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح : مروان البرغوثي هو عضو لجنة مركزية اسير ونحن سنضاعف جهودنا من اجل تأمين اطلاق سراحه وايضا هو لن يكون بعيدا عن الاجواء حتى وهو داخل المعتقل.

بدوره، قال د.صائب عريقات، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح : مروان هو سجين سياسي وليس امنيا، وهو قائد فلسطيني اختاره مؤتمر حركته ليكون عضوا في اعلى هيئة قيادية وبالتالي على اسرائيل ان تدرك انه آن الاوان للافراج عن مروان، فالمسألة ليست قانونية وانما سياسية بامتياز، ولذلك نحن نطالب بعد هذه الانتخابات الجانب الاسرائيلي كما طالبنا على الدوام وطالب الرئيس محمود عباس على الدوام في كل اجتماع مع المسؤولين الاسرائيلين بالافراج عن الاخ مروان البرغوثي"، معتبرا انتخاب البرغوثي لعضوية اللجنة المركزية دليلا على مدى وفاء حركة فتح لابناء الحركة الاسيرة.

واضاف عريقات: "بطبيعة الحال فإن التواصل مع مروان سيستمر، وباعتقادي فإنه سيؤدي مهامه على اكمل وجه ونحن على تواصل تام مع الاخ مروان سواء اكان في الافكار او التصريحات، ونحن نريد ان يكون مروان بيننا ويجب ان نوظف علاقاتنا مع كل العالم من اجل ان يكون مروان بيننا".

وبالنسبة للبرغوثي فإن همه الاكبر كان وما زال القضية الفلسطينية والوحدة الوطنية وحركة فتح، وقال شقيرات: "مروان قال انه يأمل وسيعمل من اجل ان تلعب اللجنة المركزية الدور المطلوب منها وذلك بوضع استراتيجية عمل يقف على رأس جدول اعمالها اعادة اللحمة للوطن وتحقيق المصالحة واستنهاض الحركة من خلال تفرغ اعضاء اللجنة بالكامل لمهمة اعادة "فتح" الى مكانتها ودورها الطليعي وايضا اجراء مراجعة لعملية التفاوض مع اسرائيل بحيث لا تكون عملية تفاوض من اجل التفاوض، ومن هنا فهو يشدد على اهمية التمسك بعدم العودة الى المفاوضات ما لم يتوقف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي بشكل كامل، وانه دون تحقيق ذلك فلا جدوى من العودة الى المفاوضات".

وفي الاطار ذاته، قالت عقيلة البرغوثي، المحامية فدوى البرغوثي : مروان يؤمن بالديمقراطية، وقد ناضل من اجل عقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح بما يكفل اعادة الحياة الديمقراطية التي حرمت منها الحركة لعشرين عاما، ولذلك ورغم النواقص التي حدثت هنا وهناك الا انه مرتاح لعقد المؤتمر وللانتخابات التي جرت، وهو يعتقد ان عقد المؤتمر هو بداية لمؤتمرات اخرى قادمة سيكون عقدها اسهل بكثير من عقد المؤتمر الحالي، ولذلك فهو راض عن النتيجة ويعتقد انه ليس الاحسن هو من ينجح وليس الاسوأ هو من لم يحالفه الحظ، ولكن هذه هي الديمقراطية وهو راض طالما ان هذه هي نتيجة التصويت".

واعتبرت البرغوثي ان حقيقة وجود مروان في السجن لن تؤثر على فاعليته ونشاطه بدليل تجربة السنوات الماضية، وقالت: "مروان منذ اختطافه قبل 8 سنوات والتي امضى ثلاث سنوات ونصف السنة منها في العزل الانفرادي لعب دورا مؤثرا في مجمل الحياة السياسية وفي كل المفاصل والمحطات، وقد استطاع ان يكون فاعلا اساسيا، لا سيما نجاحه في التوصل مرتين الى هدنة ووقف لاطلاق النار اثناء وجوده في العزل الانفرادي، وهو الذي صاغ بخط يده وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باسم وثيقة الاسرى التي كانت اول وثيقة تتفق عليها جميع الفصائل الفلسطينية".

واضافت: "مروان له بصمات كبيرة، وهذا يعني انه حتى وهو في سجنه فإنه كان فاعلا اكثر بكثير من قادة كانوا في مكاتبهم ويعيشون حياة عادية، وعلى ذلك فإن السجن لن يكون عائقا امام تأدية مروان لمهامه على اكمل وجه سواء أكان تجاه الشعب الفلسطيني او تجاه حركة فتح".

ويعتبر المحامي شقيرات الشخص الاكثر تواصلا مع البرغوثي منذ اختطافه، حيث لعب على مدى السنوات الثماني الماضية دور حلقة الوصل بينه وبين العالم الخارجي.

وقال شقيرات: "منذ اليوم الاول لاختطافه فإن مروان لم يتوقف عن التأثير في الحدث ان كان بنجاحه في صياغة وثيقة الاسرى وهي الاولى فلسطينيا المتفق والموقع عليها من قبل جميع الفصائل او في اتفاقات وقف اطلاق النار او دوره في انجاح التوصل الى اتفاق مكة، ولذلك فإن السجن لم يحل دون تمكنه من لعب دوره القيادي، وقد ثبت انه في كل اللحظات الحرجة لعب دورا مهما ضمن الامكانيات المتوفرة له".

واضاف: "وجود مروان في السجن لن يمنعه من القيام بالمهام المطلوبة منه الى حين الافراج عنه وهو ما نأمل ان يتحقق قريبا".

شقيرات يشير الى انه سمع من البرغوثي انه ينوي افتتاح مكتب له بصفته عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح تماما كما افتتح مكتبا له بصفته عضوا في المجلس التشريعي.

وقال: "مروان قال انه يريد ان يساهم بشكل كامل في صناعة القرار في اللجنة المركزية من خلال ايصال وجهات نظره ومواقفه واقترحاته الى اللجنة المركزية".

وفي حين انقسم المسؤولون الاسرائيليون حيال مسألة الافراج عن مروان البرغوثي، قالت زوجته: "اختطاف مروان كان سياسيا وكذلك محاكمته والحكم عليه، والهدف كان تحميله مسؤولية الانتفاضة الثانية، وعليه فإن الافراج عنه قرار سياسي، ولكن في ظل وجود حكومة يمينية في اسرائيل بقيادة نتنياهو وليبرمان فإننا لا نتوقع الافراج عنه في عهد هذه الحكومة، وحتى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت كان يماطل لدى مطالبة الرئيس عباس له بالافراج عن مروان".

 

واضافت: "في ضوء هذه المعطيات نحن نعتقد ان اقصر الطرق للافراج عن مروان هي صفقة تبادل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت والتي نعتقد انها ستتم خلال الشهور القليلة المقبلة".