خبر مقتل 22مواطناً وإصابة المئات جراء اشتباكات مسلحة بين شرطة غزة ومجموعة سلفية برفح

الساعة 05:22 ص|15 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-غزة

أفادت مصادر طبية ان عدد القتلى، ارتفع الى 22قتيلا بينهم 6من الاجهزة الامنية و قيادي بارز في كتائب القسام سقطوا في الاشتباكات الدائرة بين عناصر امن غزة ومسلحين من السلفيين الذين وصفتهم بالتكفيريين تحصنوا في مسجد ابن تيمية في رفح، فيما أصيب 120 آخرين بينهم عدد في حالة الخطر الشديد .

 

وذكر شهود عيان أن اشتباكات وقعت أمس بعد صلاة العصر بين عناصر الأمن ومسلحين بالأسلحة الرشاشة وقاذفات " الآر بي جي " والأحزمة الناسفة، كانوا يحتمون داخل مسجد ابن تيمية، الواقع في مخيم البرازيل بمحافظة رفح، لتتمكن قوات الأمن في النهاية من السيطرة على المسجد.

 

وقال د. معاوية حسنين، رئيس لجنة الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة،: "إن حالة الطوارئ أعلنت في المستشفيات الواقعة جنوب قطاع غزة، حيث تم تحويل مختلف الإصابات الخطرة من مشفى أبو يوسف النجار إلى مستشفى غزة الأوروبي، فيما وضع مستشفى ناصر بخانيونس على أهبة الاستعداد".

 

وترجع خلفية الاشتباكات إلى إعلان عبد اللطيف موسى، أحد الموجهين الأساسيين لجماعة تعرف باسم " أنصار الله"، عما دعاها بـ" ولادة جديدة للإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس "، مطالباً الجماعات التي تمتلك العتاد والسلاح في رفح وكافة أنحاء القطاع بالتوجه إلى المسجد المذكور، لتضع نفسها تحت تصرف القيادة العسكرية الموجودة فيه، والانصياع لقوانينها وأوامرها.

 

وأكد شهود عيان أن موسى دخل المسجد لصلاة الجمعة وبرفقته مجموعة مسلحة تحميه، وعندما صعد المنبر لم يطل في قوله حتى أعلن مدينة رفح "إمارة إسلامية"، وطالب أتباعه بالسمع والطاعة .

 

وقال : "سنقيم هذه الإمارة على جثثنا وأجسادنا, وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية وسنعيد لهذه الإمارة الحياة وطعمها".

 

وهدد موسى خلال خطبته الحكومة الفلسطينية باستهدافها في حال حاولت الوقوف في وجه مخططه.

وأكد شهود عيان أن خطبة موسى ركزت على إعطائه البيعة، على "الجهاد" في سبيل الله وتطهير المجتمع من " المنكرات" المتمثلة بكثير من المستخدمات الحياتية، ودعا إلى حمل السلاح وتجنيد الشباب في معركة ما يسمى "نصرة الإسلام " وتمكين الشريعة الإسلامية من الحاكمية في قطاع غزة.

وأفاد شهود عيان أن أول قتيل سقط في هذه المواجهات هو محمد الشمالي المعروف باسم "أبو جبريل"، أحد أبرز قادة كتائب القسام بمنطقة رفح، وذلك خلال محاولة توسطه بين العناصر المسلحة، والشرطة الفلسطينية، حيث توجه إلى مسجد ابن تيمية دون سلاح، بعدما أخذ الأمان منهم، من أجل إقناعهم بعدم المواجهة المسلحة مع الشرطة، إلا أنه تعرض لإطلاق نار كثيف من قبل هذه العناصر، مما أسفر عن مقتله على الفور، لتندلع بعدها الاشتباكات بشكل عنيف، استخدم فيها القذائف والعبوات الناسفة، والأسلحة الرشاشة الثقيلة.

ويذكر أن موسى يعمل طبيباً بشرياً، ويشغل منصب مدير عيادة "مركز شهداء رفح" الأولية، وكان ناشطاً في جماعة " الكتاب والسنة"، قبل تحوله المفاجئ إلى الفكر التكفيري-حسب أقوال الشهود.

من جهتها، قالت الحكومة الفلسطينية إنها " لن تسمح بعودة الانفلات الأمني، تحت أي مظلة كانت، مهما حاولت تضليل المواطنين "، محملة المسئولية عما حدث لعبد اللطيف موسى ومن معه من خلال ما أسمته بـ " إعلانه المتهور "، وتجاوزه للقانون.

 وقال طاهر النونو، الناطق باسم الحكومة، "إنه لا بد أن يخضع الجميع لسيادة القانون، وإنه لا يحق لأحد اختراق القوانين، وتجاوز النظام العام، ناعياً الشهداء الذين سقطوا بالأمس بسبب مجموعة نعتها بـ " الدامية، والخارجة عن الصف الوطني والإسلامي ".

 

ودعا النونو المنتمين لهذه المجموعة إلى تسليم أنفسهم وسلاحهم لقوى الشرطة والأمن الفلسطيني فوراً، وإلا فإنهم سيتعرضون للمساءلة القانونية وللملاحقة.

 

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الداخلية على لسان إيهاب الغصين، الناطق باسمها، أنه كانت هناك اتصالات كثيرة مع الجماعة المسلحة التي قامت بالهجوم، والتي تضم " بعض الشباب المضلل وغير الواعي، الذي يحمل فكراً غير وسطي "، لإقناعهم بتسليم أنفسهم، ولكنهم  بادروا بإطلاق النار تجاه أفراد الشرطة والمواطنين، دون أن يتورعوا عن استخدام الأسلحة الثقيلة.

 

وأكد الغصين، في تصريحات إعلامية، أن قوات الأمن بسطت سيطرتها على المنطقة التي تحصن فيها المسلحون، وأعادت الهدوء إليها.

 

في حين أكد إسلام شهوان، الناطق باسم الشرطة الفلسطينية، أنه قد تم تفكيك كافة المجموعات المسلحة، واعتقال العشرات من المنتمين إليها، مؤكدا على وجود اتفاق بين جميع الفصائل على توجيه السلاح إلى العدو الصهيوني وحده، لا لتخصيصه لإثارة الفوضى داخل الجبهة الداخلية بالقطاع-حسب قوله.

من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها لن تسمح لأحد في قطاع غزة بأخذ القانون باليد، معتبرة أن ذلك مسؤولية الجهات الأمنية. 

 

وقال الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة "حماس" في تصريحٍ صحفيٍّ: "إن تصريحات موسى "تعبير عن انزلاقات فكرية لا علاقة لها بأية ارتباطات خارجية"، مشدداً على أنه "غير مسموح لأي جهة أو أفراد أخذ القانون باليد فهذه مسؤولية الجهات الأمنية".