خبر هناء القدوة: المرأة مهمشة في حركة « فتح » وعلى القيادة الجديدة الاهتمام بها

الساعة 02:03 م|14 أغسطس 2009

فلسطين اليوم: قدس برس

حذرت ناشطة في قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، من استمرار تهميش المرأة في الحركة، متهمة الرجال في حركة "فتح" بالتآمر على النساء في انتخابات للجنة المركزية للحركة والتي لم تفز بها أي إمرأة.

وتوقعت هناء القدوة "أم المشرف" عضو المكتب الحركة المركزي للمرأة في حركة "فتح"، أن يكون نصيب المرأة الفتحاوية في انتخابات "المجلس الثوري" أفضل من نصيبها في انتخابات "اللجنة المركزية"، عازية عدم حصول المرأة في انتخابات المركزي على أي مقعد لعدة أسباب من أهمها تشتت أصوات النساء، وحمل المرشحات للجنة المركزية لأكثر من حقيبة، وتآمر الرجال عليهن.

وأشارت عضو المؤتمر العام لحركة "فتح" والمرشحة لعضوية "المجلس الثوري" في حوار مع "قدس برس" إلى أن المرأة في حركة "فتح" حصلت على كوتة30 في المائة، ستطبق في المؤتمر القادم، مشيرة إلى أن الفائزين هذه الفترة سيعملوا لخدمة النساء كي يأخذوا أصواتهن في الانتخابات القادمة.

واعتبرت القدوة، التي كانت ترأس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وجود إمرأة واحدة في اللجنة المركزية لحركة "فتح" بأنه تحيز كبير للرجال، داعية عضوات "اللجنة المركزية" و"المجلس الثوري" لحركة "فتح" أن تكون أولوياتهم بجانب العمل التنظيمي وبجانب رفعة حركة "فتح" مصبوبة لخدمة قضايا المرأة.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل وكالة "قدس برس" في غزة (عبد الغني الشامي) مع القيادية في حركة "فتح" هناء القدوة "أم المشرف".

* ماذا يعني عدم حصول المرأة في حركة "فتح" على أي مقعد من مقاعد "اللجنة المركزية" انتخابا؟

- للأسف حركة "فتح" هي مجتمع ذكوري، وفي التنافس على مقاعد "اللجنة المركزية" نُظر للمرأة فقط أنها صوت انتخابي للرجل وليس للمرأة، وحجبوا (الرجال) أصوات كثيرة عن الأخوات، هذا أدى إلى عدم نجاح أخواتنا في "اللجنة المركزية".

هذا سبب، والسبب الآخر هو أن أخواتنا المرشحات "للجنة المركزية" كن يتنافسن على أكثر من مهمة سواء في السلطة أو في الحركة وهو الذي أدى إلى تراجعهن في النجاح، ولو اطلعت على خارطة من رشحن أنفسهم للمركزية تجدهن يحملن أكثر من حقيبة سواء في المجلس التشريعي أو في الوزارة (الحكومة) أو في الاتحاد العام للمرة، ما جعل المرأة نفسها تحقد على المرأة وتحجب صوتها عن المرأة كذلك، هذه هي قراءتي لما جرى في انتخابات "اللجنة المركزية".

* وماذا عن عدم توحد المرأة الفتحاوية في كوتة واحدة؟

- نعم، هذا عامل رئيسي أيضا في خسارة المرأة، حيث أنه لم يكن هناك  جسم واحدة للمرأة الفتحاوية، كان هناك مكتب امرأة حركية، واتحاد لجان المرأة، وغيرها من المؤسسات، فالمرأة ما خدمت نفسها، والمرأة لم توحد نفسها في جسم واحد، ومنذ سنوات ونحن ننادي بتوحيد جسم المرأة، ولم تتعلم حركة "فتح" من الانتخابات التشريعية الأخيرة أن شرذمة جسم المرأة الفتحاوية أسقطتنا في التشريعي سواء "فتح" أو المرأة، وأصوات النساء ذهبت إلى الرجال، وأصوات الرجال لم تذهب إلى النساء، الرجال تآمروا علينا ولم ينجحوا أي امرأة، ونحن أعطينا أصواتنا للرجال وأنجحناهم.

* لكن من المعروف تاريخيا أن للمرأة كوتة في انتخابات حركة "فتح" أين هذه الكوتة؟

- نحن حاولنا في هذا  المؤتمر وأخذنا حصة للمرأة 30  في المائة، لكن هذا القرار ينفذ في المؤتمر القادم وليس في هذا المؤتمر، حيث ستكون كوتة المرأة 30 في المائة عضوات في المؤتمر، و30 في المائة في اللجنة المركزية، و30 في المائة في المجلس الثوري.

* كيف تآمر رجال "فتح" عليكن في هذا المؤتمر؟

- الرجال تآمروا علينا في هذا المؤتمر، بحيث أنهم قالوا "إن النساء سيمثلن في المؤتمر القادم من خلال الكوتة الجديدة 30 في المائة للنساء، وإذا لم تنجح المرأة فسيتم تعين امرأة للمركزية، وبالتالي تكفيهم امرأة واحدة في المركزية"، هذا لسان حال الرجال في هذا المؤتمر، ومن المؤكد سيهتم من تم انتخابه لهذه الفترة بالمرأة كون صوتها سيكون مؤثرا في المؤتمر القادم.

* كم عدد النساء العضوات في المؤتمر العام؟

- لا اعرف العدد بالضبط، ولكن العدد حوالي200 إلى 250 عضوة، ونسبة النساء لا تتعدى 10 في المائة، هذا مع الزيادات الأخيرة، والتي لم تعتمدها اللجنة التحضيرية، كصوت في المؤتمر، والنساء الآتي أضفن ولم ينتخبن.

* يُشهد للمرأة الفتحاوية تضحيات كبيرة، ولكن ذلك لم يشفع لها ولم تفز بأي مقعد في اللجنة المركزية ؟

- نحن كلنا كامرأة حاولنا أن نكون موجودين في المؤتمر، لكن حرمان غزة كان احد الأسباب في تراجع المرأة لأننا في الآونة الأخيرة لم نكن نتمكن أن نتحدث بالهاتف.

كانوا أهل غزة حريصين على الانتخاب ككوتة من غزة والضفة كصوت، ولكن إخواننا في الضفة حجبوا الأصوات عن غزة، واستقراء للخريطة بشكل عام الضفة حجبت عن غزة هذا أدى إلى تفكيك المحاور وسقوط أعلام من الحركة لأنهم حجبوا عن بعض وتأمروا على البعض الآخر.

* أنت تقولين أن نسبة النساء في المؤتمر لم تتجاوز10 في المائة، بينما نسبة النساء في المجتمع الفلسطيني أكثر من 50 في المائة؟

- ليس المجتمع الفلسطيني فقط، انظر إلى خارطة حركة "فتح" وتضحيات النساء، المرأة كانت رافعة أساسية في العمل التنظيمي، سواء السياسي، أو العسكري، أو الاجتماعي، ونحن وقدمنا تضحيات كبيرة من شهداء وزوجات لشهداء وجرحى، وبالتالي نحن الذين فرضنا الكوتة في المجلس التشريعي وأقررناه للمرأة في النهاية تستفيد منها حركة "حماس" والفصائل الأخرى والمرأة في حركة "فتح" تخرج بره، ومن التنظيم كذلك.

المرأة نفسها مفروض تعيد النظر أولا في طريقة تفكيرها استراتجيا وعملها التنظيمي، وثانيا في فرز قياداتها بالفعل.

* هناك من يقول المرأة كانت إحدى أهم العوامل لنجاح حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية الأخيرة؟

- لقد اتهمتنا قيادتما في "فتح" بأننا كنا سببا في عدم نجاح حركة "فتح" في الانتخابات التشريعية الأخيرة، والحقيقة أن المرأة الفتحاوية لم تدخر أي جهد، ولكن لا يوجد هناك قيادة موحدة للمرأة، وقيادة الرجل دائما تنظر للمرأة في حركة "فتح" بأنها عامل مكمل ليس إلا.

* هل نفهم من كلامك أن المرأة مهمشة في حركة "فتح" ولا يتم الاستفادة منها؟

-  نعم هذا صحيح، الإنسان في النهاية يثور على نفسه، ولسان حل كل النساء في "فتح" إلى متى سأبقى صوت انتخابي فقط، وهذا كان يجد عدم قبول من النساء لانتخابنا.

كانت المرأة غاضبة على نفسها لأنها مهمشة، وتهميش المرأة في حركة "فتح" يجب أن ينتهي وعلى اللجنة المركزية الجديدة أن تعي الدرس جيدا وان لا تهمش المرأة لان تهميش المرأة ينعكس سلبا على حركة "فتح"، وليس المرأة فقط.

* ماذا يعني وجود امرأة واحدة فقط بين 22عضوا في "اللجنة المركزية"، وكيف يؤثر ذلك على القرار داخل "فتح"؟

- هذا يعني التحيز للرجل عامة، لكنه بالنسبة لنا، أيا كانت الأخت التي ستمثلنا في "اللجنة المركزية"، نحن إذا كنا في الثوري (في حال فوزها) نعد الأخوات في حركة "فتح" أن نكون الصوت المؤثر في المركزية أي كان عددنا.

*ولكن هل تتوقعين أن يكون عددكم كبير في "المجلس الثوري" لاسيما أن النساء لم يحصلن على أي مقعد في انتخابات المركزي؟

- أنا أتوقع أن تكون النتائج في "المجلس الثوري" أفضل من "اللجنة المركزية" في نصيب النساء، ولكن  أيا كان عددنا سواء في "المجلس الثوري" أو "اللجنة المركزية" فنحن متسلحات في المؤتمر الحركي السابع، لأننا حصلنا على كوتة30 في المائة للمرأة، ومن يريد أن ينجح في المؤتمر الحركي السابع عليه أن يهتم بالمرأة في هذه المرحلة، لان كوتتنا30 في المائة ليس قليلة سترفع أناس وتنزل آخرين.

لذلك أقول، ليس مهما عدد النساء في "اللجنة المركزية" الراهنة، وان لم أكن راضية عن وجود امرأة واحدة بين 22 عضوا من الذكور، وستعين تعينا ولم تنتخب؛ المهم أداء الأخت وتفرغها للعمل لملف المرأة أولا بجانب عملها التنظيمي، بحيث تخدم المرأة بحركة "فتح".

* ما هي نصيحتك لمن سيكون في مركزية او ثوري حركة "فتح" من النساء؟

- أوصي الأخوات سواء ناجحات في "اللجنة المركزية" أو "المجلس الثوري" أن تكون أولوياتهم بجانب العمل التنظيمي وبجانب رفعة حركة "فتح"؛ أن يكون عملهن مصبوبا لخدمة قضايا المرأة، بالإضافة إلى عملهن في حركة "فتح".