خبر إعلاميون: « الصحافة الحزبية » ليست تهمة.. والمطلوب تغليب الصالح العام فيها

الساعة 09:25 ص|14 أغسطس 2009

إعلاميون: "الصحافة الحزبية" ليست تهمة.. والمطلوب تغليب الصالح العام فيها

فلسطين اليوم- غزة

عقد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، الخميس ، ورشة عمل حملت عنوان "مدى قدرة الصحفيين على تغليب الطابع المهني على الحزبي " في قاعة فندق مارنا هاوس بمدينة غزة، بمشاركة ذو الفقار سويرجو رئيس إذاعة صوت الشعب، والكاتبة والصحفية أسماء الغول، ومراسل قناة "بي بي سي" العربية في غزة شهدي الكاشف، إضافة لعدد من الكتاب والصُحفيين والمثقفين.

 

وقال مدير الورشة الصحفي محمد ياسين "إن المساحة الإعلامية تمر بوضع لا تحسد عليه، وأن الإعلام الفلسطيني يعاني من الشوائب التي بحاجة إلي الوقوف عندها للاتفاق على آليات معينة تضمن عودة الإعلام قوياً وطنياً من الطراز الأول".

 

من جانبه، قال ذو الفقار سويرجو "إنه لا يجد أية فروق كبيرة بين الإعلام الحزبي والوطني في دول العالم الغربي، بعكس الأراضي الفلسطينية".

 

وأضاف " إن دور الإعلام الأساسي يكمن في نقل المعرفة بكافة جوانبها، لأننا تحت سيطرة ثلاثية من المال والإعلام والسياسة، ومن يمارسها يتذوق طعم المفارقة في الفهم الصحيح للعمل الحزبي".

 

وأوضح"أن المفهوم الذي يجب أن يسود هو المفهوم الوطني، فالدوائر الحزبية موجودة في العالم وهي السائدة، مبيناً أن الإعلام الحزبي يجب أن يستند إلى ثلاثة أشياء، أهمها أن يكون وطنيا يخدم مصلحة المواطن والجمهور في قضية المعرفة".

 

وأشار سويرجو، إلي وجود فئة سلطوية تهدف إلي الدفاع عن مصالحها، وليس الدفاع عن مصلحة الجمهور، لافتاً إلى أن الإعلام المهني لا يمكن أن يستقل عن السياسة بشقيها السياسي والفكري.

 

ولفت إلى وجود عدة أمثلة تدلل على إساءة الإعلاميين لقضية الشعب الفلسطيني، مؤكداً وجود إعلام مجاف للحقيقة.

 

الإعلامي شهدي الكاشف أكد أنه في أي دولة من العالم يكون الإعلام الحزبي فيها قليل، على عكس الواقع الفلسطيني الحالي, إضافة إلى أن الإعلام الحزبي لا يجب أن يكون كالقدر ملازما للوسائل الإعلامية.

 

وشدد الكاشف، على "أن الإعلام الحزبي ليس معيبا, حيث أن هناك مفهوم خاطئ لهذا الإعلام, فالإعلام الحزبي يجب أن يكون إعلام معارضة لكي يثبت أن الدولة فيها أكثر من حزب, وفيها تعددية ومشاركة سياسية".

وبين أن مهمة الإعلام الحزبي لا تقتصر على الشتم فقط, ولكن مهمته الرئيسية هي إظهار المساوئ الموجودة في الدولة والتي قد ترتكبها السلطة الحاكمة, داعياً الإعلاميين الحزبيين لانتقاد أحزابهم إن أخطأت وذلك لتصحيح مسارها وعدم تكرار مثل تلك الأخطاء.

 

ولفت الكاشف، إلى أن التعنت في منع الحريات الإعلامية يؤدي إلى عدم تمكن الصحفيين من اكتشاف أي قضية فساد أو قضية تهم الرأي العام نظرا للحظر الموجود عليها, حيث أن الإعلاميين الحزبيين ينطلقون من منطلق الضعف والخوف, وهذا ما يؤدي إلى تكبيل أيديهم عن العمل نحو الوصول إلى الحقيقة الكاملة.

 

وقال الكاشف "إن الإعلام الفلسطيني افتقد تمثيل الشارع الفلسطيني, حيث أنه من المفروض أن يكون الشارع هو الحكم على عمل الإعلام, ومع ذلك يتم تهميش الشارع ولا يتم إعداد البرامج التي تقيس مدى الرضا عند الناس إلا بشكل قليل".

 

وشدد على أن الصحفيين يجب أن يقسموا على ميثاق شرف لعدم الخوض في تعميق الأزمات الموجودة ولستر العورات التي يطلعوا عليها خلال تغطيتهم الصحفية كما الأطباء تماما.

 

وأكد الكاشف على أنه لا يمكن الذهاب إلى الصواب دون جهود واقعية إلى جانب الوقوف جنبا إلى جنب مع مؤسسات حقوق الإنسان, وأن يتحاور الجميع من أجل تحديد معنى الإعلام الحزبي والمهني.

 

بدورها، سردت الصحفية أسماء الغول تجربتها الصحفية التي تأثرت بشكل كبير من السياسات التحريرية التي تميل إلى الجانب السياسي، والذي أثر بدوره على المصداقية.

 

وأكدت الغول، أنها فضلت أن تفقد المنبر المهم وعملها في احدى الصحف وتقدم استقالتها على أن تفقد منبرها الذاتي.

 

وبينت أن رقيبها الذاتي الذي رفض الظلم والانحياز السياسي لبعض وسائل الإعلام والذي أثر على المهنية الإعلامية كان أقوى لديها من لقمة العيش، قائلة " اضطررت إلى تقديم استقالتي على أن تستمر مخالفتي لقناعاتي في أي وسيلة إعلامية".

 

وشهدت ورشة العمل نقاشات مستفيضة ووجهات نظر متعددة حول سبل النهوض بالواقع الاعلامي والخروج من الأزمة القائمة وصولا الى اعلام وطني فلسطيني قائم على المهنية .