خبر فياض: « يهودية » اسرائيل شأن داخلي لا علاقة لنا به

الساعة 08:25 ص|14 أغسطس 2009

فياض: "يهودية" اسرائيل شأن داخلي لا علاقة لنا به

واشتراط الاعتراف بها لم يتفق عليه في "اوسلو"

اؤمن بحل الدولتين وقضية الاسرى عاجلة

فلسطين اليوم- رام الله

 قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض امس الخميس في معرض رده على سؤال حول مطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية، ان "طابع اسرائيل ليس من شأننا، وان الامر لا يعود الى الفلسطينيين في تعريفه".

 

وقال فياض في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، نشر على موقعهاالالكتروني اليوم الجمعة: "ان طابع اسرائيل هو من شأن اسرائيل ولا احد سواها".

 

وقال فياض: "ان طابع اسرائيل، كطابع كلي ترغب اسرائيل في ان يكون لها، هو خيار اسرائيلي. انها تصف نفسها بالطريقة التي ترغب في وصف نفسها بها. لماذا تثيرون الأمر الآن؟ لماذا تريدون تسوية ذلك الآن في الوقت الذي لم تتم فيه تسوية اي شيء آخر؟ غني عن القول انه مهما تكن الطريقة التي تقرر اسرائيل ان تصف نفسها بها كنتاج للنظام السياسي في اسرائيل، هو امر يعود لاسرائيل. وهذا الشرط لم يذكر في اتفاقيات اوسلو، وانا لا ارى مجالا لتحديد شروط جديدة او شروط مسبقة للمفاوضات. وحتى اليوم فان كل ما حصلنا عليه في مقابل الاعتراف بحل الدولتين ووقف النضال المسلح كان اعترافكم بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني".

 

ويبدو ان فياض يفضل التحدث عن القضايا الاقتصادية عوضا عن السياسية. ويقول منتقدوه ان ذلك يعطي دفعة لـ"السلام الاقتصادي" الذي تحدث عنه نظيره الاسرائيلي نتانياهو.

 

وفياض مدرك لهذه الانتقادات ويقول ان هدفه هو ان يثبت للعالم ان الفلسطينيين يستطيعون ادارة دولة بطريقة ليست اسوأ من اية جهة آخر. وهو مقتنع بان حكومة مناسبة ونموا اقتصاديا هما افضل وسيلة لاقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويقول فياض انه نجح في الحصول على ثقة المانحين - وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي - وان السعودية توشك على منح السلطة الفلسطينية 200 مليون دولار. ويضيف فياض: "ان تشكيل حكومة مناسبة هو هدف بحد ذاته، ولكنه ايضا وسيلة لانهاء الاحتلال".

 

واشار فياض الى ان النمو الاقتصادي الفلسطيني فاق كل التوقعات، ولكنه اعرب عن اسفه لأن اسرائيل استغرقت كل هذا الوقت الطويل لازالة عشرات من الحواجز على الطرق، والتي احبطت التنمية الاقتصادية الفلسطينية لسنوات عديدة. وقال انه لايفهم سبب اهتمام اسرائيل لهذه الدرجة بتفاصيل صغيرة مثل هذا الحاجز او ذاك، وهي حواجز اقروا بانها ليست ضرورية.

 

وأكد فياض ان الوقت قد حان ايضا لكي يوقف الجيش الاسرائيلي توغلاته المتكررة في المدن الفلسطينية كل اثنين وخميس. واشار الى ان ذلك يخرب جهود السلطة الفلسطينية لفرض القانون والنظام ويتناقض بشكل صارخ مع الالتزام الاسرائيلي بخريطة الطريق.

 

ولا يرى فياض جدوى ايضا من استمرار الحصار على قطاع غزة. ويقول ان الجميع يقرون بان الوضع القائم لا يعمل، فما هو اذا سبب ادامة اسرائيل لهذه السياسة.

 

وعندما سئل ما اذا كان يستطيع ان يقول بثقة كاملة ان الأذرع الأمنية للسلطة الفلسطينية يمكن الاعتماد عليها، اجاب فياض بصراحة انه كان يرى في البداية ان الرغبة في تزويد الفلسطينيين بقوات أمن هي مهمة مستحيلة.

 

وعلى الرغم من انه كان مدركا بأنه سيتهم بكونه مقاولا فرعيا للأجهزة الأمنية الاسرائيلية، يقول فياض انه قرر انه من المهم بدء عهد جديد واقناع شعبه بأن بناء قوة امن هو قبل كل شيء لحماية أمنهم وأمن اطفالهم.

 

وقال فياض: "ادركت ان الأمن كان الصمغ بين اقتصاد مزدهر وحكومة مناسبة وتحقيق الحرية للشعب الفلسطيني".

 

ويضيف فياض ان توسيع المستوطنات في الضفة الغربية يقوض ثقة الفلسطينيين في عملية السلام. وقال فياض: "انهم يرون بعد 16 عاما من اتفاقية اوسلو وبعد 6 سنوات من خريطة الطريق، ان المستوطنات ما تزال تنمو وان اسرائيل تتجاهل التزاماتها. وانا اؤمن بحل الدولتين وبأن وقف المستوطنات هو المفتاح لتحقيق هذا الهدف".

 

سؤال: وزير الخارجية افيغدور ليبرمان قال ان قرارات مؤتمر "فتح" تلقي بظلال خطيرة على امكانية التوصل الى اتفاق للوضع النهائي. ووزير الدفاع ايهود باراك عبر عن خيبة امله منها.

 

يقول فياض: "ان شريككهم الى اتفاق الوضع النهائي هي منظمة التحرير الفلسطينية". ويضيف ان اسرائيل دخلت مفاوضات مع منظمة التحرير وحصلت على التزام منها بوقف العنف. وقال فياض: "ليس هناك شريك آخر".

 

ويقول فياض ان مؤتمر "فتح" كان استعراضا للقوة وتعزيزا لصفوف أهم فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية. ويضيف: "بعد سنوات عديدة من الصعوبات، نجحت فتح في ان تحشد في فلسطين ممثلين من جميع انحاء العالم. وانا لست عضوا، ولكنني جلست في الجلسة الافتتاحية وتأثرت".

 

واثنى فياض على اسرائيل لسماحها لمندوبي "فتح" بالوصول الى بيت لحم وادان "حماس" لمنعها مندوبي غزة من حدث ذو اهمية وطنية قصوى.

 

ويقول فياض ان محادثات السلام يجب ان تستأنف من النقطة التي انقطعت عندها في عهد حكومة ايهود اولمرت وتسيبي ليفني. واوضح انه لا جدوى من بدء كل شيء من البداية. واضاف: "انا اعارض ايضا تأجيل المحادثات حول القدس واللاجئين الى مستقبل بعيد. يجب انهاء الصراع، ولفعل ذلك علينا ايجاد حل لكل القضايا الجوهرية".

 

ويشدد فياض على انه في النهاية، سيكون تدخل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ضروريا لتحقيق السلام. وقال فياض: "نحن نعتمد على القانون الدولي والاجماع الدولي بأن الاراضي الفلسطينية هي اراض محتلة. وانا اعتقد ان الرئيس اوباما سيعرض خطته السلمية قريبا. وهذه فرصة يجب الا نفوتها".

 

وبخصوص الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليت، قال فياض: "انا ادرك تماما الالم والعذاب، بالتأكيد. خاصة من جانب الاهل والأقارب". واضاف انه متعاطف ايضا مع معاناة ذوي الأسرى الفلسطينيين، الذين يتحدث معهم يوميا. وقال فياض: "ان ألم الأم هي لغة مشتركة بين جميع الامهات. ان مبدأ الصفقة واضح لكلا الجانبين، وحان الوقت لانهاء هذه القضية. ان الافراج عن الأسرى ليس شيئا يمكن تأجيله الى الاتفاق النهائي. ويجب معالجته اليوم".