خبر يلتفون على اولمرت من اليسار -هآرتس

الساعة 08:49 ص|13 أغسطس 2009

بقلم: يسرائيل هارئيل

 (المضمون: المباحثات السرية بصدد شليت تشير الى استعداد الحكومة الحالية لدفع الثمن الذي رفض اولمرت دفعه في آخر ايامه - المصدر).

أسر جلعاد شليت المتواصل يقض مضجع وربما حتى ضمير الكثيرين في اسرائيل. النقاش الشعبي الطويل الذي كان في جزء منه مبدئيا وقيميا، يدور حول الاستجابة للثمن الذي تطالب اسرائيل بدفعه مقابل اطلاح سراحه.

ومع ذلك يعتبر النقاش في اغلبه مصطنعا ومغرضا. المصالح الاقتصادية (مثلا وسائل الاعلام التي ابتزت مشاعر الجمهور من اجل زيادة عدد المتابعين لها) والسياسيين (من الذي سيحصل على مجد اطلاق سراحه) ملأوا الشاشات والصفحات الاولى. التباكي والانفعالات ازاحت المنطقة وبرودة الاعصاب جانبا. اشتقاقا من ذلك – تم ازاحة موعد اطلاق سراح الجندي المخطوف.

الان حيث اصبحت المباحثات غير مباشرة يتوجب على الحكومة ان تطرح موقفا مسؤولا ومنطقيا وحازما. لذلك ستحظى بموافقة شعبية واسعة وتضعف الضغوط المغرضة لمجموعات الضغط وتزعزع قوة ابتزاز حماس. هذا الامر سيكون ناجعا ايضا عندما سيحين اوان التكلل بالغار.

بعد فترة استراحة غير قصيرة حيث ادركت عائلة شليت حتى والنشطاء الصاخبون من حولها انه كلما ازداد صخب الحملة كلما ارتفع الثمن الذي تطالب به حماس – مرة اخرى تستأنف المظاهرات وتزداد الضغوط وكأنهم لم يتعلموا شيئا.

نشاطات الشارع تتم في الوقت الذي تشير فيه اجهزة الرصد الحساسة عن امكانية حدوث انطلاقة. السؤال ان كان ذلك سيعتبر بشارة أم خبرا سيئا – لا تقلقوا فجلعاد يمتلك بوليصة تأمين، وقادة حماس يعرفون جيدا ما الذي سيؤول اليه مصيرهم ومصير آسريه المباشرين ان مسه سوء – يعتمد على الثمن الذي سيطلق سراحه مقابله.

وفقا للتلميحات التي يطلقها الخاطفون بواسطة وسائل الاعلام العربية، (حكومة الليكود تحديدا) ستدفع مع تعديلات تجميلية بسبب الخجل الثمن الذي رفض اولمرت دفعه، رغم المجد الذي كان سيحصل عليه ملء اليدين والذي كان بحاجة ماسة له في نهاية طريقه السياسي ولاسباب اخرى.

في اللحظات الاخيرة تماما لفترة حكم اولمرت التي لا تحظى بالشعبية شهد نهجه طابعا وطنيا يتحلى بالمسؤولية الصرفة. ومن هنا يعتبر الخضوع لمطالب حماس حتى وان كانت مغلفة بغلاف جميل غريبا على المصالح الوطنية وايديولوجية الليكود ومزاج رفاقه وناخبيه.

انهاء قضية شليت كما يقول البعض سيتيح المجال للتركيز على المسألة الجوهرية – ايران. ولكن الخضوع لحماس سيلحق الضرر بالسلاح الاساسي الذي تمتلكه اسرائيل في فترات اللاحرب – الردع. الردع هو الان السلاح الاساسي لدى اسرائيل في مواجهة ايران لمنع تصعيد الارهاب من حماس وحزب الله وتهدئة "الخيارات العسكرية" التي تسلى بها قادة فتح "القدامى" مثل "الشبان" في مؤتمرهم السادس.

الخضوع لحماس سيعتبر مسا شديدا لهذا الردع. وكذلك في صورة الحكومة في نظر الاطراف الاخرى التي تدس يدها في القدر بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي. رغم مؤشرات الاستعدادية للالتفاف على اولمرت من اليسار يحدونا الامل بأن لا يتنازل اعضاء الكنيست من المعارضة والوزراء الذين عارضوا الخضوع لحماس وعبروا عن ذلك بجرأة عن موقفهم هذا عندما اصبحوا في الحكم تحديدا.

من الواجب جلب جلعاد الى بيته وهذا أمر حاصل لا محالة. ولكن ليس عن طريق الخضوع والاستسلام بأي شكل من الاشكال.