خبر السداسية السرية -هآرتس

الساعة 08:47 ص|13 أغسطس 2009

بقلم: آري شافيت

 (المضمون: هناك طاقم قيادي استراتيجي يقود دولة اسرائيل بصورة ناجعة اكثر من اي وقت مضى وامامه تحدي المشروع النووي الايراني - المصدر).

حكومة نتنياهو هي كما يعرف عنها حكومة رديئة. حكومة مضخمة كبيرة ذات مستوى وسطي، رمادية اللون، حكومة مضغوطة وقابلة للانضغاط. حكومة التوائية فزعة مختلة من أساسها. ولكن في داخل هذه الحكومة البائسة هناك هيئة واحدة تستحق الوقوف عندها بصورة خاصة: السداسية. الطاقم الاستراتيجي الاعلى المكون من بنيامين نتنياهو وايهود باراك وافيغدور ليبرمان وموشيه يعلون ودان مريدور وبني بيغن. نحن نسمع القليل عن هذه السداسية ولا يتسرب منها اي شيء. ليست لهذه السداسية تقريبا علاقات عامة وليست هي سياسة تقريبا. ولكنها تعمل بصورة منظمة موضوعية تتصف بالمسؤولية. تجتمع مرات عديدة في الاسبوع وتجري المداولات لساعات طوال. توجه السياسة الامنية والداخلية لدولة اسرائيل بصورة مهنية لم نشهد لها مثيل منذ سنوات عدة.

ايهود باراك يرافق عملية صنع القرار في اسرائيل منذ ربع قرن. في المحادثات المغلقة يقول انه لم يشهد كهذه المجموعة من قبل. بصورة مخالفة تماما للطريقة الاستباحية التي ادار فيها ايهود واولمرت وتسيبي لفني العمليات السياسية، تبحث كل قضية الان بصورة معمقة ومنهجية. وخلافا لعملية المزج اليومية المعتادة لدى اولمرت وعامير بيرتس بين الاستراتيجية العليا والسياسة الصغيرة، السلوك الان نظيف ومنفصل. بيغن، مريدور ويعلون هم التلاميذ الذين يحضرون دروسهم ويقرأون كل ورقة ويطرحون الاسئلة الصحيحة. في المقابل يعتبر نتنياهو وباراك القادة. هما يفاجآن برؤية واقعية فطنة وادارة مسؤولة وابراز للمنطق السليم. ليبرمان ايضا يبرهن عن نفسه. ليس هناك اي شبه بين ايفيت الجبار الشعبي وبين افيغدور المفكر الذي يسهم بقسط غير قليل وراء الابواب المغلقة.

المعلومات الاكثر اثارة للقلق على طاولة السداسية تدور حول ايران. عوزي اراد كان محقا: الارض محروقة. في عام 2005 جددت ايران برنامجها النووي العسكري وفي عام 2006 استكملت عمليات الدراسة والتطوير وفي عام 2007 بدأت بانتاج اليورانيوم المخصب وفي 2008 اجتازت العتبة التكنولوجية التي تتيح لها انتاج السلاح النووي. في نهاية عام 2009 ستكون لديها مادة مستنفذة لانتاج القنبلة النووية الاولى. السؤال هو ان كانت ايران ستمتلك سلاحا نوويا في عام 2012 او في 2014، هو سؤال مجرد. ان كانت ايران ترغب بذلك جدا، سيكون لديها سلاح نووي في الصيف القادم. ولكن ايران تدرك ان الاندفاع السريع نحو الذرة محفوف في المخاطر لذلك تبني ترسانتها النووية الاحتياطية بصورة افقية. عندما لا يكون عدد اجهزة الطرد المركزية في نتاناز 7000 وانما 3000 – لن يكون من الممكن ايقافها. وعندما ستصبح لديها ما يكفي من المواد الاشاعية لانتاج دزينة قنابل – ستكون كل الاوراق بيديها. لذلك لا تعني حقيقة تأجيل المهلة الاخيرة ان هذه المهلة ليست سارية المفعول. بل العكس. ايران برهنت من خلال تغلبها على الغرب بالنقاط خلال السنوات الاربع الاخيرة ان المهلة الانذارية اكثر فتكا من أي وقت مضى.

خلال زيارات المسؤولين الامريكيين الكبار للولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة طرحت مسألة واحدة فقط: ايران. بعض القادة العرب المعتدلين لم يعودوا يكتفون بالحديث فقط. هم يبادرون لطرح مشاريع نووية مدنية قد تتحول لاحقا الى برامج عسكرية. الرسالة بسيطة. ان اصبحت ايران نووية فالشرق الاوسط سيكون نوويا. مصر والسعودية وتركيا تستعد من الان. وخلال فترة حكم براك اوباما سيتحول العالم الى غابة نووية.

معنى الامر واضح: القرارات التي ستضطر السداسية لقبولها في المستقبل القريب ستكون مصيرية. العالم يتحدث عن الخطة أ (الحوار) ويستعد للخطة ب (العقوبات). ولكن الحوار مهزلة والعقوبات قد تكون متأخرة جدا. ان لم تصحو الولايات المتحدة قريبا، فالمعضلة ستكون في الخطة ج (القنبلة) نعم او لا. هذه المعضلة لا تبشر بالخير، ولذلك فان التحدي المطروح امام السداسية حسب رأيي مزدوج: التفكير بفكرة خلاقة بديلة من جهة ودفع امريكا للصحوة من جهة اخرى. التمرد الديمقراطي ضد احمدي نجاد انشأ فرصة نادرة. على بيغن ومريدور ويعلون وليبرمان وباراك ونتنياهو واوباما استغلالها بسرعة وبحزم.