خبر تحية سلام من بيت لحم -يديعوت

الساعة 08:45 ص|13 أغسطس 2009

بقلم: روني شكيد

القيادة الجديدة لفتح، اكثر شبابا ودينامية، معظمها من اوساط سكان المناطق، هي الانجاز الاهم لمؤتمر فتح الذي اختتم امس في بيت لحم.

الجدال الايديولوجي لم يكن في بؤرة المداولات. القرارات القليلة من هذا النوع اتخذت برفع يد تلقائي، باغلبية الاصوات، دون خلافات. الجدالات العاصفة اندلعت في المسائل الداخلية، مثل حماس وغزة، الفساد والرقابة، مكانة فتح في لبنان. اما اسرائيل فكانت في هامش المؤتمر.

ابو مازن، فرخ بلا ريش، لم ينجح في أن يسجل في صالحه أي انجاز على المستوى الوطني وبقيادته تكبدت فتح خسارة لاذعة في الانتخابات وفقدت قطاع غزة بهزيمة عسكرية مخجلة لحماس – هو المنتصر الاكبر للمؤتمر. فقد بقي الزعيم بلا منازع، نجح في ان يبقي في القيادة الجديدة مكانا محترما لقدامى الحركة، وحبذ لنفسه الخليفة الذي قرره، محمد غنيم، الذي عاد من المنفى في تونس.

ابو مازن تلقى ضوء أخضر لمواصلة طريقه السياسين صالح وقرب اليه الشباب، أبعد معارضيه، وعلى رأسهم ابو علاء وفاروق القدومي، والاهم في كل ذلك نجح في أن يجمع حطام فتح وتكتيل الحركة المتحطمة من جديد. وهذا غير قليل.

الان، معقول الافتراض بانه سيلغي خطته لاعتزال الحياة السياسية وسيواصل ولايته – دون ان يجري انتخابات جديدة في موعدا الدستوري، كانون الثاني 2010.

ولكن الانتصار في المؤتمر لا يزال ليس انتصارا في الشارع الفلسطيني. لاجل استعادة ثقة الجمهور واعادة المجد الضائع لفتح كحركة تحرير وطني، فان على القيادة الجديدة ان تثبت قبل كل شيء نظافة اليدين.

التحديات التي تقف امامها القيادة شبه الجديدة هذه هي تقريبا على حدود المستحيل: مشكلة المشاكل هي كيف يعاد توحيد التيار الاسلامي في غزة مع التيار الوطني في الضفة وشطب واقع الدولتين لشعب واحد. تحد لا يقل اهمية هو بلورة استراتيجية جديدة للكفاح ضد حكم اليمين في اسرائيل وضد البناء غير المتوقف في المستوطنات، مما لا يترك أي منفعة او أمل سياسي. بتعبير آخر: هل العودة الى طريق العنف، واذا كان كذلك، فباي قدر.

وعلى هذه الخلفية ينبغي النظر الى الجدال حول مسألة الكفاح المسلح. وليس مثلما في الاوضاع السابقة، الكفاح المسلح لم يعد بعد اليوم من اجل ابادة اسرائيل، بل كبديل عن المفاوضات اذا واصلت عدم تقدمها، حيث يكون الاساس والتبرير للكفاح المسلح هما القرارات والقوانين الدولية. وهذا بالتأكيد تغيير جوهري.

كما أن قرار القدس هي العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية يستند من ناحيتهم الى الشرعية الدولية، بما في ذلك شرعية الولايات المتحدة والى اتفاقات اوسلو التي قررت بان مسألة القدس هي ستكون جزءا من المفاوضات على التسوية الدائمة.

وعلى الرغم من ذلك، يجب محاكمة التغييرات الايديولوجية التي اقرت في بيت لحم من منظور تاريخي، كجزء من سياق متواصل اساسه التسليم بواقع وجود دولة اسرائيل والمساومة في حل الدولتين. للعديد من الاسرائيليين لا يزال هذا غير كاف، ولكن بالنسبة لحركة التحرير الفلسطينية هذه تغييرات أليمة وجوهرية.

لا ينبغي أن تكون هناك اوهام. ينبغي بالتأكيد الاخذ بالحسبان بان القيادة الجديدة لفتح ستكون اكثر كفاحية في مطالبها، اكثر تطرفا في ادعاءاتها. نتنياهو ملزم بان يفهم بان تحسين الاقتصاد وتسهيل الحياة اليومية لن تشكل بالنسبة لها بديلا عن التقدم في المفاوضات واقامة دولة مستقلة. غنيم، دحلان، الرجوب، الطيراوي والبرغوثي (اذا ما تحرر من السجن ام لا) كفيلون بان يتغلبوا على العداء السائد بينهم ومن شأنهم ان يجرفوا الفلسطينيين الذين في هذه اللحظة ليست لديهم الطاقات لانتفاضة اخرى، لجولة اخرى من العنف – اذا ما اقتنعوا بانهم لن يتمكنوا باي وسيلة اخرى من تحريك اسرائيل.

مع القيادة الجديدة لفتح يمكن عقد الصفقات. الكرة (ايضا) عندنا.