خبر عن الحقيقة والزعامة- هآرتس

الساعة 08:44 ص|13 أغسطس 2009

بقلم: أسرة التحرير

في قضية استقالة العميد عماد فارس من الخدمة الدائمة في الجيش الاسرائيلي بعد أن اعترف بانه كذب في تقاريره عن حادثة الطرق، هناك مزايا خاصة. خلفيته الشخصية، المتواصلة باحداث اشكالية، انتماؤه للطائفة الدرزية، التي بين اعضائها هناك من يدعي بالظلم مقابل ضباط آخرين في وضع مشابه. غير أن المسألة التي تطفو في قضية فارس ليس موضعية. حالة إثر حالة تنضم الى ظاهرة خطيرة في الضابطية العليا، التي بالتعبير الرقيق يمكن وصفها كتحد للحقيقة. وبتعبير آخر أكثر فظاظة: الكذب كقاعدة، وليس كاستثناء، في القيادة العليا للجيش الاسرائيلي، والحقيقة كأداة، لاستخدام بالصدفة وليس كقيمة.

صحيح أنه في عقد اسرائيلي شهد رئيسين ينهيان ولايتيهما قبل اوانيهما ومكللين بالعار، رئيس وزراء محمل بملفات جنائية وصفوف – صفوف من الصور في مكاتب اصحاب المناصب الاعلى (وزير الدفاع، وزير الخارجية، وزير المالية، وزير العدل) الموصومة بالجريمة المدانة، او بالشبهات التي ابتلعت في مثلث الشرطة – النيابة العامة – القضاء، من غير المفاجىء جدا ان يكون هناك كذابون ايضا في القيادة العسكرية. وهذا يضيف لمصاعب المستوى القيادي المدني المنتخب في الادعاء بالتفوق الاخلاقي على مرؤوسيهم، الضباط والقادة على حد سواء، ولكن ليس في ذلك ما يلغي الحاجة الى الزعامة، ولا سيما في مستوى رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان.

لقد استيقظت دولة اسرائيل منذ زمن من اداء التحية المبسطة للمقاتلين "مع السكين بين الاسنان"، الذين مع اخراجهم للسكين للحظة من بين اسنانهم، وبدئهم الحديث يظهرون كسخفاء، ضيقي الافق بل وكذابين. في الماضي درجوا في الجيش الاسرائيلي على تبرير الانضباط المتشدد بدعوى انه لا ينبغي الفصل بين الانضباط الاداري والتنفيذي. الجندي الذي لا يكون منضبطا عادة لن ينفذ اوامر حيوية في المعركة. وفي نفس الوقت لا ينبغي التسليم بالسجود الى "المهنية"، التي تتميز ظاهرا عن "القيمية". التسامح تجاه اكاذيب الضابطية، لاعتبارات الماضي القتالي شديد الانجازات والمستقبل رفيع المستوى لمفخرة الضابط والجيش. الضباط الذين امسك بهم في اكاذيبهم لا يغفرون لمرؤوسيهم؛ الموقف المتسامح تجاههم سيزيد من افساد الجيش.

ايهود باراك وغابي اشكنازي، اللذان لم ينجحا في السنتين الاخيرتين من ردع الضابطية عن الكذب، يخضعان الان لاختبار الزعامة. افعالهما وقصوراتهما ستشير الى الضباط اذا كان محظورا الكذب أم انه فقط محظور الانكشاف ككذابين.