خبر حرب من أجل صورتنا- إسرائيل اليوم

الساعة 09:51 ص|12 أغسطس 2009

بقلم: ايزي ليبيرال

 (المضمون: علينا ان ندافع عن نقاء اسمنا في وجه اولئك الذين يسعون لتشويه صورتنا من العرب والاجانب وحتى ثلة قليلة من الاسرائيليين - المصدر).

الحملة العالمية الحالية التي تتهم الجيش الاسرائيلي بالتورط في جرائم ضد الانسانية تلقي بظلالها على كل الافتراءات والاكاذيب المقيتة التي بثت حتى الان ضد الدولة اليهودية.

في حقيقة الامر يمكن القول ان احد الانجازات البارزة لاسرائيل هو تلك الشيفرة الاخلاقية التي يعلمها الجيش الاسرائيلي لجنوده واصالهم للادراك ان عليهم كاسرائيليين في الجيش الاسرائيلي الواجب بأن يكونوا مثلا يحتذى.

على رأس الحملة الدولية المناهضة لاسرائيل تقف هيئة فرعية للامم المتحدة والتي تسمى بصورة غير ملائمة لجنة حقوق الانسان. هذه الهيئة التي تترأسها دول مثل ايران وليبيا حولت العدالة وحقوق الانسان الى مهزلة وركزت بالاساس على مناكفة اسرائيل. هذه الهيئة ومن خلال اصرارها على تشويه صورة اسرائيل شكلت لجنة غولدستين للتحقق من ارتكاب جرائم حرب في غزة. لم يكن في الوصف الوظيفي لهذه اللجنة اي تطرق لحماس، هذا التنظيم الذي يمجد قتل اليهود علانية والذي اطلق 12 الف صاروخ ضد الدولة اليهودية. تشكيلة اللجنة تضمن ان تكون النتائج التي ستتوصل اليها متلائمة مع روح الهيئة الام. لذلك تصرفت اسرائيل بصورة صحيحة عندما رفضت التعاون مع هذا التحقيق المعادي.

الجنرال ريتشارد كامب قائد القوات البريطانية في افغانستان سابقا وصف الخطوات التي قامت فيها اسرائيل لتقليص الضرر الذي يلحق بالمدنيين خلال عملية غزة بأنها أمر غير مسبوق في التاريخ العسكري. التقرير الذي يبلغ 160 صفحة والذي نشرته وزارة الخارجية الاسرائيلية اظهر ان الجيش الاسرائيلي ذاك المتهم بارتكاب جرائم حرب قام بتوزيع 2 ونصف مليون منشور واتصل هاتفيا بـ 150 الف مواطن غزاوي لاعطائهم انذارا لاخلاء المنطقة قبل الهجوم الجوي بأربع ساعات. كما أن عمليات الغيت في اللحظة الاخيرة بعد ان اتضح ان المدنيين قد وضعوا بصورة مقصودة الى جانب مجمعات السلاح او قواعد اطلاق الصواريخ حتى تكون ذروعا بشرية. عند المقارنة بين سلوك اسرائيل وسلوك دول مثل روسيا في الشيشان والقتل الجماعي البربري في دافور (الذي برره المؤتمر الاسلامي مؤخرا) وابادة الشعب في كونغو او قتل التاميل في سيرلانكا يتبين ان الكراهية المركزة التي توجهها دول عربية لاسرائيل مثيرة للذهول.

النتائج الغريبة التي تمخضت عنها استطلاعات الرأي في اوروبا ومفادها ان اسرائيل تحظى بمعاملة سلبية حتى اكثر من دول مارقة ككوريا الشمالية والسودان وزيمبابوي وايران تذكر بالقرون الوسطى حيث اتهم اليهود في كل المشاكل التي يواجهها الجنس البشري بدءا من الاكاذيب والافتراءات وانتهاء بالاتهام بتسميم الابار ونشر الشرور.

الامر الذي يحول الوضع الى وضع سرياني هو سلوك مجموعة صغيرة ولكن صاخبة من الاسرائيليين الذين يدعمون ويضفون المصداقية على الافتراءات المقيتة التي يبثها اولئك الذين يرغبون في تشويه الاعمال الدفاعية الذاتية المشروعة التي تقوم بها دولتهم.

أنا لا أخشى من المصطلح الذي يستخدم بصورة سيئة احيانا "يهود مصابون بالكراهية الذاتية" من أجل وصف الاكاديميين والصحفيين والمنظمات غير الحكومية الاسرائيلية التي تتعاون مع مجموعات مناهضة لاسرائيل في الخارج من اجل المضي في تشويه صورة اسرائيل ونزع الشرعية عنها.

في الديمقراطية قوانين تحمي كل انسان من تشويه سمعته والاساءة اليه وتعاقب كل من يشوه اسمه. اسرائيل تخوض حربا وكسب الرأي العام هو عامل اساسي في هذا الصراع. تشويه اسم أمة من خلال طرح الاكاذيب على جنودها وابرازهم كقتلة هي تشويه كان من الممكن ان يعتبر خيانة في دول كثيرة. ان سمحنا بتشويه صورتنا وبث الاكاذيب ضدنا فان الامر يعتبر خطرا على أمننا وليس تعرضا لاخلاقنا الوطنية فقط. يتوجب سن قوانين تتيح تقديم كل من يشوه صورة الدولة عن قصد للمحاكمة والسعي في المقابل لعدم المس بحرية التعبير. يتوجب ايضا الزام المجموعات التي تحصل على التمويل من حكومات اجنبية والتصريح عن ذلك حتى نعرف انهم ممولون من قبل جهات اجنبية.

الصراع من اجل الحفاظ على سمعتنا كشعب نزيه واخلاقي هو امر حاسم في صراعنا من اجل السلام والامن. ان لم ننجح في تنظيف ساحتنا الداخلية فسنمنح التميز لاعدائنا واللاساميين الذين يحاولون القضاء علينا.