خبر معطيات التجنيد: مشكلة تربوية أليمة.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:36 ص|11 أغسطس 2009

بقلم: جدعون الون

أكثر من نصف الجنود في سريتي، في الكتيبة 890 للمظليين، كانوا مدينيين. مفهوم انه كان هناك ايضا من القرى الزراعية ومن الكيبوتسات، ولكننا كنا نحن الاغلبية. أذكر انه في الطابور الختامي لدورة قادة حظيرة جرى في القاعدة في بيت ليد بعد أكثر من سنة من التدريبات المضنية والعمل الميداني المتعب، وقفنا في ثلاثيات، نحو 65 مظليا بقبعاتنا الحمراء، مع الجناحين على الصدر والاحذية البنية. كنا فخورون جدا بانفسنا وبانجازاتنا، حين كان يرفرف علم الدولة وابناء عائلاتنا يصفقون لقائد اللواء (رفائيل ايتان) الذي كان يلقي كلمة التهنئة.

أذكر أننا، نحن المقدسيين في السرية كنا عنصرا هاما فيها. لا اذكر بالضبط اذا كنا ثمانية أم عشرة جنود ولكننا كنا، وعفوا على انعدام التواضع، من افضل الشبيبة. الشباب التي اعتبروا في حينه ملح البلاد، خريجي المدارس الاعتبارية كانوا ايضا نشطاء في حركات الشبيبة. كان بيننا غير قليل من الحيفاويين، وستفاجأون – بعض من التل أبيبيين ورمات غنيم ايضا، طبريان، ثلاثة من نتانيا وجندي واحد من رعنانا. وكان الى جانبنا شباب من كيبوتسات ميغور ومنتسار سرني، من غينوسار واسدود يعقوف، من بيت اورن ومن بحيرة طبريا، من جيفع وجفعات حاييم. والمتدينون بالذات كانوا أقلية. كانوا قليلين ولكنهم تساقطوا في اثناء التدريبات ولم يصلوا الى خط النهاية. في حينه، في تلك الايام البعيدة من اوائل الستينيات، لم يفكر الشباب الذين كانوا يتلقون أمر التجنيد كيف يبقون في الظل وكيف يتملصون من الخدمة العسكرية. الشباب الذين تجندوا للجيش الاسرائيلي لم يبحثوا لانفسهم عن وظائف في صوت الجيش او في وحدة الناطق العسكري. كلهم ارادوا المساهمة بقدراتهم في الوحدات القتالية. كان هذا أمرا شبه مسلم به في أن كل شاب يصل الى سن 18 وله مستوى 97، سيخدم في وحدة قتالية. اذا كان "مسمما" فسيتطوع الى دورة طيران، للمظليين او للوحدة البحرية 13. لم يطلب أحد ان يقول له أي كان شكرا على أنه يكرس سنتين ونصف من حياته من أجل الوطن. مفهوم أن كلمة وطن لم تكن في حينه كلمة شائنة.

قبل بضع سنوات، عندما عقدنا لقاءا حنينيا مثيرا للانفعال في ساحات كيبوتس جيفع تذكرنا رفاقنا الطيبين الذين سقطوا في حربي الايام الستة ويوم الغفران وفي حوادث بين الحربين. وبالمناسبة، كان بينهم ايضا مدنيون الى جانب ابناء الكيبوتسات والموشافات. احد ما سأل في ذاك اللقاء: "هل اليوم ايضا يوجد للشبيبة ذات الدافعية والاستعداد للمساهمة للدولة مثلما كان في عهدنا؟" فاجابه احد المحيطين "ماذا تعرف. اليوم الشبيبة مسممة اكثر، ولكن بالاساس الشبيبة الدينية وابناء الكيبوتسات. في المدن الكبرى وبالاساس في تل أبيب الوضع صعب. الشباب لا يريدون التطوع".

كنت واثقا ان رفيقي يبالغ. ولكن في نهاية الاسبوع الماضي، حين رأيت في وسائل الاعلام المعطيات المقلقة التي بموجبها أبطال الدافعية هم متدينون ومن ابناء الكيبوتسات والموشافات، بينما معدل خريجي المدارس البلدية الذين يخدمون في الوحدات القتالية قليل، قلقت.

الامر يدل على مشكلة عسيرة في مجال التعليم على محبة البلاد والاستعداد للمساهمة من أجل الدولة وامنها. اذا كان في قائمة الخمسين مدرسة الرسمية يظهر القتاليون فقط في مدرستين من القدس ولا مدرسة من تل أبيب تدخل في هذه القائمة، فينبغي اجراء حساب عميق للنفس في اوساط المعلمين وكذا لدى الاهالي الذين يسكنون في المدن الكبرى. محظور تكنيس هذه المشكلة تحت البساط. محظور القول، مثلما سمعت، بان "هذا التقرير لا يعكس الوضع".

المعطيات المخجلة تعكس وضعا بشعا يجب التصدي له. هذه المهمة ملقاة اولا وقبل كل شيء على عاتق وزير التعليم النشط، جدعون ساعر.