خبر في اسرائيل يهتمون بالديمقراطية -هآرتس

الساعة 08:43 ص|10 أغسطس 2009

بقلم: شلومو افينري

 (المضمون: هناك اهتمام من الشعب الاسرائيلي للديمقراطية والسياسة والتصويت خلافا لما يعتقد وبصورة تفوق دولا ديمقراطية كثيرة في العالم - المصدر).

"مؤتمر الرئيس للديمقراطية" الذي عقد في الاسبوع الماضي تطرق ايضا لنسبة التصويت في انتخابات الكونغرس. البروفيسورة تمار هيرمان التي طرحت "مقياس الديمقراطية" ذكرت ان نسبة المشاركين في الانتخابات من مجموع اصحاب التصويت ينخفض بصورة مستمرة من 77.4 في المائة في العام 1992 الى 65.2 في المائة في 2009. هذه ما زالت نسبة عالية نسبيا (نسبة المشاركة في الولايات المتحدة تتراوح بين 50 الى 60 في المائة وفي كندا وسويسرا اقل من ذلك) ولكن الاتجاه واضح. هيرمان ووزير التربية والتعليم جدعون ساعر الذي تحدث في ذلك المؤتمر عبرا عن القلق واعتبرا هذا الاتجاه دلالة على النفور بين شرائح في اوساط الشعب من جهة وبين المؤسسات الديمقراطية في الدولة من جهة اخرى.

الا ان الاستطلاع نفسه يذكر ان نسبة المهتمين في اسرائيل بالمجريات السياسية ومتابعة احداثها بصورة دائمة تفوق المعتاد في الدول الديمقراطية الاخرى (نحن في المرتبة الثالثة في العالم في هذا المجال ونسبق بريطانيا وفرنسا بكثير). في الدول التي تضعف فيها قيمة الديمقراطية يترافق الامر ايضا بنسبة آخذة في التناقص من المهتمين في السياسة. ولكن عندنا ليست هناك لا مبالاة بالسياسة الديمقراطية بل على العكس.    كما أنه يتوجب التطرق لثلاث تطورات ترتبط بنسبة التصويت. اولا، في قائمة المنتخبين هناك مواطنون لا يقطنون في البلاد بصورة دائمة الا انهم مسجلون في سجل المقيمين ولذلك ايضا يدخل اسمهم في قائمة الناخبين. وكذلك الحال مع ابنائهم الذين بلغوا سن الرشد. عدد الاسرائيليين الذين عادوا الى البلاد (بما في ذلك المهاجرين الذين حصلوا على جواز سفر اسرائيلي وانتقلوا لدول اخرى) ارتفع منذ عام 1992 وهذا يظهر في المعطيات. مئات الاف الاسرائيليين الذين يعيشون في الخارج ولا يشاركون في الانتخابات يتسببون في رسم صورة مشوهة. كلما ارتفع عددهم كلما قلت نسبة المشاركين في الانتخابات. ليس لذلك اية صلة بالانخفاض المزعوم لثقة الناخبين بالديمقراطية.

ثانيا، نسبة التصويت المرتفعة جدا في الماضي نبعت في السياق من أن الاحزاب كانت تجذب لصناديق الاقتراع مجموعات مهاجرين جدد كانوا يصوتون بصورة منظمة وموجهة من قبل نشطاء الاستيعاب في الاحزاب. عندما  انخرط القادمون الجدد في اسرائيل تحرروا من هذه التبعية. هذه علامة جيدة للديمقراطية واستقلالية الناخب.

ثالثا، في الماضي كانت نسبة التصويت في الجمهور العربي اكبر منها في الجمهور اليهودي لاسباب منها التركيبة العشائرية. ارتفاع مستوى التعليم ادى الى مواقف اكثر تحررا من القيادات الحمائلية. اضاف الى ذلك انه رغم ان اي طرف في الجمهور العربي لم يدعو جهارا لمقاطعة الانتخابات الا ان هناك اجواء تحفظ منها لان هذه المشاركة تعبر عن اعطاء شرعية لوجود اسرائيل. هذا ايضا يسهم في تقليل نسبة التصويت في الوسط العربي.

اذا من الواضح ان الانخفاض الملموس بالنسبة للناخبين اقل من الاعداد الخامة التي طرحت في الاستطلاع. وزير التربية والتعليم اخطأ عندما اقترح تغيير طريقة الانتخابات بحيث تؤكد البعد المحلي والمناطقي. ان كان الناخبون على معرفة افضل بالمرشحين عبر طريقة الدوائر فحسب اعتقاد وزير التربية والتعليم ستزداد ثقتهم بالديمقراطية وتزداد نسبة المصوتين. هذا ليس صحيحا: كما يظهر من الاستطلاع نفسه، نسبة الناخبين في الانتخابات المحلية اقل منها في انتخابات الكنيست. منذ 1978 تتراوح هذه النسبة بين 50 الى 60 في المائة.

هناك مكان للتعديلات في الديمقراطية الاسرائيلية، ولكن نسبة التصويت المتدنية ليست هي المشكلة. يتوجب تحليل الامور وفهمها وليس فقط احصاؤها وقياسها.