خبر غزة تغرق في ظلام دامس ليلاً وتحترق بحرّ الصيف نهاراً جراء تواصل انقطاع الكهرباء

الساعة 09:45 م|09 أغسطس 2009

انقطاع الكهرباء أحد معالم القطاع

غزة تغرق في ظلام دامس ليلاً وتحترق بحرّ الصيف نهاراً جراء تواصل انقطاع الكهرباء

فلسطين اليوم :عبد الغني الشامي

مع حلول مساء السبت (7/8)؛ عاد قطاع غزة ليغرق مجدداً في ظلام دامس بعدما أوقفت محطة توليد الكهرباء الوحدة في القطاع إحدى وحدات إنتاجها مقلصة التيار الكهربائي الذي يصل القطاع والذي هو أصلاً مقلص إلى الثلث تقريباً.

 

برنامج انقطاع التيار الكهربائي حفظه سكان القطاع، لا سيما سكان مدينة غزة عن ظهر قلب، فأصبح مقرراً عليهم انقطاع التيار الكهربائي عن كل منزل 8 ساعات يومياً.

 

وأعلنت محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة السبت (8/8) أنها أوقفت إحدى وحدات الإنتاج بسبب عدم إدخال سلطات الاحتلال للوقود اللازم لتشغيلها، مما يعني عودة انقطاع التيار الكهربائي عن كل منزل في قطاع غزة لمجدة 8 ساعات يومياً.

 

وأكد كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية لوكالة "قدس برس" أن طاقة إنتاج المحطة تصبح  بذلك "50 ميغا واط" في اليوم الواحد، في ظل تشغيل نصف الطاقة الإنتاجية للمحطة. وقال: "توقف هذه الوحدة سيزيد فترات انقطاع التيار الكهربائي على المواطنين، وربما يكون نصيب العقار في اليوم الواحد  8 ساعات يوميا وبالذات في مدينة غزة".

 

انقطاع التيار الكهربائي عن غزة أصبح معلماً من معالم القطاع، فحتى تشعر بأنك في قطاع غزة يجب أن تتعرض لهذه المحنة الكبيرة، لا سيما وإن كانت ساعات طويلة في جو تزيد درجة حرارته عن 30 درجة مئوية.

 

المنطقة التي تتعرض لانقطاع التيار الكهربائي، لا سيما في ساعات المساء يبدأ سكانها بالهجرة إلى مناطق الترفيه القليلة أصلاً مثل بعض المتنزهات وشاطئ البحر هروبا من هذا الحر وهذه العتمة التي لا تطاق.

 

ويشتكي المواطنون في غزة من أن مدة القطع طويلة وهي ثماني ساعات حيث أنها كافية لإذابة ما يمكن تخزينه في ثلاجاتهم وإفساده نظراً لدرجة الحرارة العالية، كما أن ربات البيوت لا يمكنهم عمل أي شيء سواء الغسيل أو الخبيز التي تعتمد على الكهرباء.

 

ولا يعرف أحد إلى متى ستستمر هذه المعاناة لسكان القطاع، خصوصاً وأنهم على أعتاب شهر رمضان المبارك، وأن حرارة الصيف لهذا العام حارقة جداً.

 

يعرف سكان قطاع غزة الذين تعرضوا قبل ذلك عدة مرات لمثل هذه المحنة، أن الضجر والشكوى لا يمكنها حل المشكلة فيحاولوا التأقلم مع الوضع القائم من خلال إيجاد البدائل المناسبة.

 

وكان سكان القطاع عاشوا هذه المعاناة نفسها أبان قصف الاحتلال لمحطة التوليد في صيف عام 2006، والذي استمرت آثارها لأكثر من عام وكذلك خلال الحصار المشدد، ومنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل المحطة، والحرب على غزة.

 

وأشار عبيد إلى أنه لا يوجد سولار كافي لتشغل المحطة، وقال: "لو أردنا أن نشغل المحطة على الوضع العادي بنصف طاقتها الكلية نريد 3.3 مليون لتر سولار أسبوعيا، الآن إسرائيل تسمح فقط بإدخال 2.2 مليون لتر أسبوعياً".

 

وأكد المسئول الفلسطيني أنهم ناشدوا الاتحاد الأوربي والصليب الأحمر، والمؤسسات الأممية كلها بالتدخل لإدخال الوقود الكافية لتشغيل المحطة، مشيرا إلى أن الرفض الإسرائيلي كان اكبر من كل هذه التدخلات.