خبر مع مثل هؤلاء المعتدلين -معاريف

الساعة 08:44 ص|09 أغسطس 2009

بقلم: نداف هعتسني

 (المضمون: ماذا حصل لحكومة نتنياهو إذ تسمح بمؤتمر الارهابيين في بيت لحم تحت المفهوم المغلوط "تعزيز المعتدلين" - المصدر).

يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي افتتح في بيت لحم، برعاية رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، مؤتمر الارهابيين الاكبر في العالم. من لم يأتِِ الى هناك. بدءا من خالد ابو اصبع – من قتلة الباص الدموي الذي صفى 35 اسرائيليا – وحتى سلطان ابو العينين – القاتل الاكبر من مخيم عين حلوة في لبنان. من احمد غنيم – احد المتطرفين بين مؤسسي فتح – وحتى قادة "كتائب شهداء الاقصى" المطلوبين لاسرائيل منذ سنين. وبين المندوبين المحترمين، يوجد كاولئك الذين حكموا في اسرائيل 12 مؤبدا وطردوا في اطار صفقة جبريل.

هم وارهابيون كثيرون آخرون، بعضهم ممنوع دخولهم الى معظم الدول العربية، تلقوا اذونا خاصة بالدخول الى مناطق السيطرة الاسرائيلية من أجل المشاركة في مؤتمر فتح. ترافقهم جيبات حرس الحدود، حظوا بمعاملة VIP، يفركون عيونهم غير مصدقين ان اسرائيل وافقت على جمعهم تحت كنف الدولة الصهيونية.

حكومة الدولة الصهيونية برئاسة نتنياهو، بيغن ويعلون، سمحت بالمؤتمر وبدخول المخربين الكبار من أجل "تعزيز المعتدلين" في المعسكر الفلسطيني.

هؤلاء "المعتدلين" ردوا لنتنياهو وكبار رجالاته الجميل. واحدا إثر الاخر وقفوا امام الميكروفونات والكاميرات واوضحوا بان الفلسطينيين ملزمون بمواصلة "الكفاح المسلح" ضد اسرائيل، وانهم ابدا لن يتنازلوا عن حق العودة لكل ارجاء "فلسطين"، وانه ينبغي الكفاح ضد "تهويد القدس"، وانهم ملزمون بممارصة الضغط الدولي لمقاطعة اسرائيل وفتح قناة استراتيجية مع ايران. وبالطبع، انهم لن يوافقوا ابدا على الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية. بالروح المعتدلة والمتصالحة هذه صيغت ايضا مسودة البرنامج السياسي الذي اعد لاقرار المؤتمر. وبالمناسبة، فان منظمة فتح، التي تكبدت اسرائيل عناء العمل على عقد مؤتمرها، تعارض بشدة حكومة الدمى الفلسطينية لسلام فياض وتنغص عليها عيشها. فتح وابو مازن في داخله يرون في فياض عميلا امريكيا ويتعاملون معه بناء على ذلك.

"تعزيز المعتدلين" على نمط حكومة نتنياهو يشكل جزءا من المفهوم الامريكي الاوروبي الذي يدفع مرة اخرى بعشرات الاف البنادق والوسائل القتالية باولئك الذين يدعون الى مقاتلتنا بـ "الكفاح المسلح". مفهوم "تعزيز المعتدلين" هذا ليس جديدا. وهو يشكل جزءا اساسا في المفهوم التاريخي لاتفاقات اوسلو. في اطارها تعزز ياسر عرفات وكبار رجالاته بسبب كونهم "شريكا للسلام"، على اساسه ادخلت الينا البنى التحتية الارهابية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورفعت حماس الى الحكم في اطار "انتخابات ديمقراطية". ذات المفهوم هو الذي انتج مسار القتل والثكل لاوسلو، الذي لم يتوقف الا نتيجة سحق حكم عرفات في 2002 وتفجر مفهوم الشركاء المعتدلين.

مفهوم اوسلو بنى آليات من الخداع الذاتي وذر الرماد في العيون، ومن وقف ضده في حينه كان بنيامين نتنياهو وقادة الليكود. ومن بينهم جميعا تميز بيني بيغن بكشف المعطيات وبالتشخيص للسخافة والجنون الكامنين في الخطوة باسرها. وبعد ذلك كتب ايضا بوغي يعلون كتابا تأسيسيا وصف فيه رحلة الوعي الذاتي التي مر بها من المفهوم الهدام وقضى بانه محظور ابدا الوقوع فيه مرة اخرى.

ماذا حصل لبنيامين نتنياهو ورجال رجالاته منذ عادوا الان الى الحكم؟ بالنسبة لنتنياهو نفسه من الصعب على المرء ان يكون متفاجئا. ففي ولايته الاولى عانق عرفات، سلمه الخليل ووقف على اتفاقات واي. ولكن ماذا بالنسبة لباقي الوزراء والنواب من الليكود؟ ماذا عن البيت اليهودي؟ اسرائيل بيتنا؟ فهل هم ايضا انضموا الان الى الشرق الاوسط الجديد – القديم لشمعون بيرس ويوسي بيلين؟