خبر مع قرب العام الدراسي الجديد..بضائع مكدسة وسط تذمر من ارتفاع الأسعار

الساعة 05:24 ص|09 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-غزة

ينتظر فقراء قطاع غزة الذين تتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم أن تبادر الهيئات والـمؤسسات الخيرية إلى منح أبنائهم الزي والحقيبة الـمدرسية كمساعدة.

ورغم ازدحام الـمحال التجارية بالحقائب الفاخرة من مختلف الأحجام والأسعار، إلا أن الفقراء ينتظرون أن تأتيهم من خلال كوبونات أو طرود مساعدات كما اعتادوا خلال السنوات الـماضية، فالأحوال الاقتصادية لغالبية سكان القطاع لا تمكنهم من شراء الـمستلزمات الـمدرسية كالزي والحقيبة الـمدرسية، خصوصاً مع ارتفاع أعداد الطلبة في الأسرة الواحدة.

ومع قرب افتتاح العام الدراسي الجديد، تزينت مئات الـمحال التجارية في مختلف أنحاء القطاع بآلاف الحقائب الـمدرسية القديمة والجديدة الـمهربة عن طريق الأنفاق، وسط إحجام عن الشراء، كما يؤكد ماجد الأمين صاحب أحد الـمحال في شارع عمر الـمختار وسط مدينة غزة.

ويشير الأمين إلى أن "الحركة شبه معدومة حتى اللحظة، بالرغم من تلقي جميع موظفي قطاع غزة التابعين للحكومتين ووكالة الغوث رواتبهم".

وقال إنه لـم يتوقع ضعف الإقبال على الشراء من قبل هذه الشريحة من الـمواطنين، التي لا تنتظر الحقائب من أية جهة أخرى.

وأبدى الأمين تفهمه لعدم إقبال الفئات غير الـموظفة على الشراء نظرا لاعتمادها الـمطلق على الـمساعدات في توفير الحقائب والزي لأبنائها كما جرت العادة كل عام.

أما سامي أبو سمعان، صاحب محل آخر، فقد عبر عن استغرابه لضعف الإقبال "بالرغم من الأسعار الـمناسبة والـمنخفضة للحقائب والزي مقارنة مع السنوات الـماضية".

وأشار إلى أن الإقبال خلال الأيام الـماضية لـم يتعد 10% مما كان يتوقعه، بعد تلقي جميع الـموظفين رواتبهم.

وعبّر أبو سمعان الذي اشترى كميات كبيرة من الحقائب والزي الـمدرسي، عن مخاوفه من استمرار الركود وانخفاض القدرة الشرائية حتى بدء العام الدراسي.

من جانبه، لـم يخف الـمواطن "رائد" الذي يعمل موظفا في الحكومة الـمقالة، رغبته في الحصول على زي الـمدرسة والحقيبة لابنتيه الصغيرتين في الـمرحلة الابتدائية من خلال مؤسسات أو جمعيات، مؤكدا أنه لن يشتري الزي لهما قبل بداية العام الدراسي.

وتوقع الـموظف الذي يتقاضى 2450 شيكلاً شهرياً، أن يحصل ولو على جزء من الـمستلزمات مجانا عن طريق "كوبونة" أو بطريقة أخرى، كما حصل معه العام الـماضي.

وإذا كان الـموظف الذي يتقاضى راتبا منتظما كل شهر ينتظر أن تأتيه الـمستلزمات الـمدرسية كمساعدة، فكيف بآلاف أرباب الأسر الذين لا يعملون منذ فترة طويلة ولا يتقاضون أية مساعدة مالية، كما هو الحال مع خليل القطني الأب لأربعة أبناء يدرسون في الـمرحلتين الإعدادية والابتدائية.

ويعول القطني كثيرا على الـمؤسسات الخيرية وأهل الخير لتأمين الـمستلزمات الـمدرسية لأبنائه الأربعة الذين حرموا العام الـماضي من جزء كبير من الـمستلزمات بسبب ما أسماه سوء توزيع الـمساعدات من قبل القائمين عليها.

ودعا القطني الـمؤسسات إلى مراجعة معايير التوزيع بحيث تضمن الشفافية والعدل في التوزيع، مشيرا إلى أن اثنين من أبنائه كانوا يذهبون إلى الـمدرسة بأحذية مهترئة وغير صالحة للاستخدام.

ويكتفي الفقراء بالنظر ومشاهدة البضائع الـمعروضة أمام الـمحال دون السؤال عن سعرها، كما يقول الـمواطن أحمد الشلفوح الذي وقف بجانب عربة "كارو" يمتلكها يتأمل عشرات الحقائب الـمعروضة وسط تمنيات بالحصول على إحداها من قبل مؤسسة وعدته بصرف حقيبة لأحد أبنائه.

وقال إنه لا يفكر في التعرف على أسعار هذه الحقائب أو الزي الـمدرسي لأنه لا يمتلك الـمال الكافي لذلك، مشيرا إلى أن تكلفة الطالب الواحد في الـمرحلة الإعدادية أو الابتدائية تزيد عن 300 شيكل ما بين زي وحذاء وقرطاسية وحقيبة.

وبازدياد حالات الفقر في القطاع يزداد اعتماد الـمواطنين على الـمساعدات التي تقدمها عشرات الجمعيات والـمؤسسات الأجنبية التي نشطت ووسعت دائرة عملها في القطاع بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.

وعلـمت مصادر صحفية أن العديد من الـمؤسسات الأجنبية والعربية والـمحلية تعكف على الإعداد لتوزيع عشرات آلاف الحقائب والزي الـمدرسي والقرطاسية على الـمحتاجين والفقراء خلال الأيام القادمة.