خبر كيف ستجري انتخابات « المركزية » و « الثوري » اليوم؟

الساعة 05:14 ص|09 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-بيت لحم

الانتخابات للجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح ستجري في ذات القاعة التي تعقد فيها حالياً اجتماعات المؤتمر العام السادس لحركة فتح، وقال مسؤول لـصحيفة "الأيام" الفلسطينية ستتم الانتخابات في قاعة واحدة مفتوحة لكل الناخبين، فاقلام الاقتراع لن تكون في غرف وانما في نفس القاعة وهي قاعة الاجتماعات التي ستحول الى قاعة انتخابات غداً (اليوم)"، واضاف "وبالتالي كل الناخبين سيدخلون بطريقة منظمة الى القاعة التي فيها 10 أقلام اقتراع وفي كل قلم انتخابي سينتخب 9 ناخبين مرة واحدة".

في القوائم التي نشرت على لوحة في ساحة المؤتمر ظهرت اسماء لـ 104 قياديين في الحركة من الشباب والكبار رشحوا انفسهم لعضوية اللجنة المركزية للحركة ، انسحب فيما بعد سبعة مرشحين ، وسيتم انتخاب 17 منهم لهذه اللجنة التي ستضم 23 عضواً، يتم انتخاب 5 منهم في اجتماعات اللجنة المركزية الجديدة، في حين ان الرئيس محمود عباس، الذي سجل اسمه للانتخاب، تم انتخابه قائداً عاماً للحركة بالتصويت بالأيدي.

والى جانب هذه القائمة ظهرت قائمة باسماء 650 شخصاً رشحوا انفسهم لعضوية المجلس الثوري للحركة سيتم انتخاب 89 منهم لهذا المجلس الذي يقوم بدور الرقابة على اداء اللجنة المركزية، وخلافاً لقائمة أسماء مرشحي اللجنة المركزية فان هذه القائمة هي في غالبيتها من الجيل الشاب.

فقط 5 من اعضاء اللجنة المركزية الحالية لم يرشحوا انفسهم للانتخابات وهم : هاني الحسن وصخر حبش وزكريا الاغا وفاروق القدومي ومحمد جهاد، وفيما عدا ذلك فان اسماء الرئيس عباس واعضاء اللجنة، انتصار الوزير (ام جهاد)، الطيب عبد الرحيم ، احمد قريع (ابو علاء)، محمد غنيم (ابو ماهر)، حكم بلعاوي، عباس زكي، نبيل شعث، عبد الله الافرنجي، نصر يوسف، سليم الزعنون تظهر في قائمة المرشحين.

والى جانب هذه الاسماء تظهر اسماء جيل قاد ميدانياً الانتفاضتين الاولى والثانية من بينهم، مروان البرغوثي، قدورة فارس، جمال الشوبكي، محمد حوراني، جمال حويل ، احمد غنيم، نجاة ابو بكر، سحر القواسمي وغيرهم الكثيرون.

وثمة ايضا اسماء لامعة من بينها، صائب عريقات، جبريل الرجوب، محمد دحلان، احمد حلس، ابراهيم ابو النجا، توفيق الطيراوي، عبد الرازق المجايدة، سري نسيبة، احمد عبد الرحمن، نبيل عمرو وغيرهم.

من جهته، فان د.محمد اشتية، عضو مؤتمر "فتح"، توقع لـ "الأيام" أن تكون العملية الانتخابية طويلة وكذلك عملية الفرز التي ستتم يدوياً.

وقال اشتية "يجب ان ينتخب كل عضو مؤتمر 80 مرشحاً للمجلس الثوري وليس اقل من ذلك او اكثر، فالورقة تلغى اذا تم انتخاب اقل من العدد المطلوب في "المركزية" و"الثوري" وكذلك 18 عضواً للجنة المركزية للحركة، لا اكثر ولا اقل، والا فانه تشطب الورقة" مشيراً الى ان "عدد المشاركين قد يفوق 1700 ويحتاج كل شخص اذا ما بقيت القائمة على ما هي عليه الى 20-22 دقيقة للتصويت، وبالتالي نحتاج الى 700 ساعة تصويت مقسمة على عدد من المحطات الانتخابية (صناديق الاقتراع)، وسنحاول ان نزيد عدد المحطات الانتخابية لأن ذلك سيقلل الزمن".

واضاف: "التصويت قد يستغرق من 8-9 ساعات، فمثلاً اجريت تجربة على نفسي واستغرقني الامر 22 دقيقة، وبالمجمل العام ستكون العملية طويلة والعقدة ستكون في الفرز، وقد حاولنا ان تكون هناك مربعات حتى لا يحصل اي خطأ مع الناخب، فاي زيادة او نقصان تلغى الورقة كاملة، وبالتالي ستكون هناك ورقة عليها عدد المربعات بعدد المقاعد، فمثلا ورقة المجلس الثوري عليها 80 مربعا وورقة اللجنة المركزية عليها 18 مربعاً".

واشار د.اشتية، المرشح لانتخابات اللجنة المركزية، الى انه "في انتخابات "المركزية" فان الوضع سيكون افضل من المجلس الثوري لوجود اكثر من 600 مرشح للمجلس الثوري، فان عملية الفرز ستصبح طويلة".

واشار الى ان العملية الانتخابية قد تنتهي في جولة واحدة وقد تستغرق عدة ساعات اعتمادا على نسبة الحسم التي يتم اعتمادها.

وقال "المشكلة ستكون في عملية الفرز لأن النظام يتحدث عن نسبة حسم، وفي تقديري فاذا كانت نسبة الحسم 30% فانه قد يفوز 5 أعضاء للجنة المركزية في الجولة الاولى، وبالتالي تعيد الانتخاب على الـ 13 مقعداً المتبقية، وبالتالي فان من الممكن ان تكون هناك عدة جولات ومن الممكن ان تحسم من الجولة الاولة الاولى حسب تركيز التصويت".

واشار الى ان "الفرز يدوي، وبطبيعة الحال نحن في عصر التكنولوجيا، كان من الممكن استخدام احدث ادوات التكنولوجيا، ولكن بعد 20 سنة اردنا ان تكون الانتخابات بشكل يدوي لتكون العملية شفافة تماماً، ولكن أعتقد انه في المستقبل فان الانتخابات ستأخذ منحنى آخر، فالكمبيوتر اسهل ولكن اقل شفافية مما تراه بالعين وتلمسه باليد، وبالتالي فان الامر بالنسبة لنا يتعلق تماما بأن تكون الامور ساطعة سطوع الشمس".

وذكر د.اشتية ان الرئيس محمود عباس طلب من ممثلين لقوى واعضاء لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان يشاركوا في عملية الرقابة على العملية الانتخابية، وقال "الامر مفتوح حتى الآن لمشاركة مراقبين من قوى وفصائل، وبشكل عام لا يوجد اي رياح تشكيك بلجنة الانتخابات، فاللجنة تم انتخابها من قبل المؤتمر ويقودها محام متمرس، والاعضاء يتمتعون بالنزاهة وقد صوت لهم المؤتمر بالاجماع، ولذلك من اجل استكمال الشفافية فان الرئيس اراد ان يكون عدد من الشخصيات الوطنية او بعض اعضاء اللجنة التنفيذية حاضرين خلال عملية التصويت".

ونوه الى ان الرئيس عباس ابلغ المرشحين بأن القوائم طويلة، ولكنه لم يطلب من احد الانسحاب، وقال "الرئيس لم يضغط على احد للانسحاب، ولم يجبر احدا على الانسحاب، ولكن قال القائمة طويلة وترك الامر للمرشحين ان يقرروا، وبالتالي كل انسان قرر نيابة عن نفسه، ولا يوجد ضغط على احد بالانسحاب ولا يوجد تشجيع لاحد على الترشيح".

وذكر ان "هناك حوالي 7 انسحابات من اللجنة المركزية وعديد من الانسحابات في المجلس الثوري، وقد انسحب عدد من المحافظين".

واشار الى ان "غياب الحياة الديمقراطية عن حركة فتح بما يوازي اربعة اجيال عكس نفسه على قائمة المرشحين، لأن هناك اجيالا قد فاتها ان تأخذ دورها في العملية السياسية وفي العملية النضالية، ولكن اعتقد انه في المجمل العام فان نسبة الحسم قد تؤدي الى تراجع بعض الناس وتساعد في عملية ترشيد حجم القائمة او ترشيق قائمة المرشحين سواء اكان للمجلس الثوري او اللجنة المركزية".

وذكر د.اشتية انه فيما يتعلق باللجنة المركزية فان "عدد اعضاء المركزية سيكون 23 عضواً، منهم 18 عضوا يتم انتخابهم غدا(اليوم) ومنهم عضو تم انتخابه اليوم (امس) وهو رئيس الحركة الرئيس عباس، وبقية الاعضاء تستخدم هذه المقاعد لهم ويضافون اضافة بموافقة ثلثي اعضاء اللجنة المركزية من اجل الحفاظ عل التوازنات، فاذا لم تنتخب امرأة او اذا لم ينتخب احد من غزة، واذا لم ينتخب احد من الشتات، واذا لم ينتخب مسيحي، وبالتالي هي من اجل الحفاظ على التوازنات وتغطية الجغرافيا وجميع قطاعات الشعب الفلسطيني".

اما بالنسبة لغزة فان التصويت سيتم من خلال الهاتف والرسائل النصية وفق آليات يقول مسؤولون إنها تتمتع بالشفافية، وقال حازم ابو شنب، السفير الفلسطيني في الباكستان وعضو المؤتمر من غزة "عملية تصويت غزة تعتمد على اساليب شفافة ذات مصداقية عالية تستخدم الوسائط التكنولوجية المستخدمة وغير المستخدمة حسب قدرة كل شخص"، واضاف "الفلسفة التي تقوم عليها العملية الانتخابية هي المشاركة الكاملة وتزامن الترشيح والاقتراع".

تزاحم المرشحين كان وفقاً لاغلب التصريحات نتيجة لمرور 20 عاما على انعقاد المؤتمر العام الخامس للحركة دون أي عملية انتخابية ورغبة الكثيرين بأن يكون لهم دور في قيادة الحركة.

وقال عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: "القيادة القادمة امامها تحديات كبرى، والآن الكل ينتظر ميلادا جديدا ونهوضا جديدا، وكل شيء له ثمنه، وبالتالي في سياق التحديات الكبرى أنا احترم الذين يتزاحمون ليؤكدوا لنا على قضيتين، أولاً، ان "فتح" معشوقة وليست لكم وحدكم وان جميعهم فيها، وثانياً، إنكم اذا لا تريدون ان تقوموا بمهامكم كقيادة قادمة فاننا نعرض انفسنا من اجل المحاسبة لمن سيهمل واجباته في المستقبل، واضاف "ايضا كان هناك اناس في الظل ومهمشين أرادوا ان يقولوا لقد نسيتمونا، ولكننا منافسون لكم، وأعتقد ان 20 سنة من الارباك والفوضى والابتعاد عن الحياة الديمقراطية تحمل معها اشياء كهذه، فلو حصل ما حصل في أي حركة اخرى لانهارت، ولكن حركتنا حركة وطنية تبقى ما دام الاحتلال باقياً".

وأشار إلى ان تزاحم المرشحين "يندرج في اطار الشبق والنهم لنصرة (فتح)" وقال زكي "أتمنى من القيادة القادمة ان تستفيد من أخطائنا ومن الخيبات التي مررنا بها، لأنني اؤكد على ان مأساتنا من صنع ايدينا وليست من صنع الآخرين".

وعلى ذلك، فقد استهل المؤتمر بكلمة طويلة من الرئيس عباس تضمنت اعترافاً بوقوع اخطاء واستعداداً لاستخلاص العبر والدروس في المرحلة القادمة.

وقد اعتبر نبيل عمرو، الناطق بلسان المؤتمر وأحد المرشحين للجنة المركزية، ذلك درجة عالية من الشفافية وقال "حركة فتح تناقش دائماً قضاياها بانفتاح، ولا يوجد أي حظر على أي موضوع كي يناقش، ولا يوجد مستوى معين من النقاش مسموح به وآخر غير مسموح به ..هذه هي الحركة، هل هذا صحيح، هل هذا خطأ؟هذا هو الواقع، الرئيس عباس عندما تحدث عن اخطاء فأنا اعتبرت ذلك والكل اعتبر ذلك خطوة جريئة باعتراف حركة تقود شعبا وتحتل مكانة مرموقة في الحركة الوطنية الفلسطينية وتصارع في احدى اخطر مناطق العالم، فهل يعقل وهل يمكن ان تكون بلا اخطاء وبلا قرارات مثيرة للجدل؟".

واضاف "نحن ندرك ذلك، ورائع ان الرئيس عباس اعترف بنفسه ان هناك اخطاء، وعندما نعترف بالخطأ يصبح من الممكن ان نعالج هذا الخطأ بصورة افضل مما لو قفزنا عنه او تركناه للنسيان، وبالتالي حركة فتح تدرك ان من اخطائها عدم التوافق الكامل كما يجب مع الجماهير، وتدرك كذلك ان من اخطائها انها لم تحسن ادارة سلطة اسستها بنفسها فأعطت خصومها القدرة والامكانية ليضربوها من الداخل، وذلك تم الاقتصاص منه في صندوق الاقتراع وتم الاقتصاص منه بسقوط غزة، وهذه أثمان باهظة لأخطاء باهظة".

وتابع عمرو "الآن وبعد هذا الاعتراف وهذا البوح العلني، فقد آن الاوان ان نقول ان حركة (فتح) في هذا المؤتمر وفي اليوم التالي لانتهاء اعمال المؤتمر يجب ان تبدأ مشروعاً متكاملاً تستفيد فيه من أخطائها الكثيرة لمصلحة تصرف اكثر دقة واكثر استجابة لحاجات ومصالح الجماهير".

وزاد "نحن ندرك ان الاعتراف كان في محله والآن على الجمهور ان يراقب هل ستقوم "فتح" بمعالجة اخطائها ليس بالقول وانما بالسلوك، لدي ثقة انها ستفعل ذلك، ولو لم يكن لديها القدرة على فعل ذلك لما اعترفت بالخطأ ..نقول للشعب الفلسطيني نحن نشعر بالاسف لما كان ونحن جاهزون لأن نبدأ صفحة جديدة، وأعتقد ان هذا الجمهور عندما يلاحظ ان الممارسة صادقة فانه سيقبل هذا الاعتذار".

ولعل الموضوع الاكثر سخونة في المؤتمر كان موضوع سقوط غزة، وفي سؤال لعمرو في حال ثبوت تقصير هل ستكون هناك محاسبة لهؤلاء المقصرين؟ فانه اجاب "هذا مؤتمر أي انه السلطة الاعلى في حركة (فتح) ولربما لا يقوم هو بالمحاسبة، لأن مؤتمرا بهذا الحجم لا يمكن ان يقوم بخطوات من هذا النوع، وانما يستطيع ان يؤسس الاطارات والهيئات والمؤسسات التي تقوم بهذا العمل وتكون مسؤولة وتتمتع بالحصانة الاقوى من كل الحصانات التي سبقت، وأنا متأكد من ان هذا الامر سيتم علاجه بالشكل الاسلم خلال هذا المؤتمر".

بالنسبة لاعضاء المؤتمر الذين قدموا من كل انحاء الضفة الغربية ونحو 154 دولة في الخارج فان المؤتمر بامكانه ان يحاسب، وذلك في صندوق الاقتراع.