خبر خطة أوباما للتسوية.. دولة خلال عامين.. وحل جزئي للاجئين.. وبقاء الكتل الاستيطانية.. وشق أنفاق

الساعة 03:48 م|08 أغسطس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

انتهى الرئيس الامريكي باراك اوباما من وضع خطة لانهاء الصراع في منطقة الشرق الاوسط وعقد اتفاقيات تسويةة بين اسرائيل وكل من سوريا ولبنان والجانب الفلسطيني، وقد أشرفت على اعداد هذه الخطة طواقم متخصصة في شؤون المنطقة وغالبية افرادها من اليهود ضمانا لقبولها من جانب "إسرائيل"، كما قالت مصادر في واشنطن.

 

وذكرت هذه المصادر أن الإدارة الأمريكية من خلال الرئيس اوباما ومبعوثين له، وعبر اتصالات هاتفية ولقاءات مباشرة تشاورت بخصوص هذه الخطة مع عدد من الزعماء العرب، وخاصة معسكر الاعتدال الذي وافق على البنود الرئيسة لهذه الخطة، التي سيطرحها الرئيس الامريكي بداية شهر أيلول القادم، والى ان يتم الاعلان عن ذلك، في التاريخ المذكور سيلتقي الرئيس اوباما مع عدد من الزعماء العرب وسيرسل مبعوثين له الى المنطقة تمهيدا لاعلان خطته، التي تتضمن تسعة بنود رئيسية، وعلى اساسها واستنادا اليها ستبدأ مفاوضات مكثفة تستمر من ثلاثة الى ستة اشهر، على أن توقع اتفاقيات السلام في مدة اقصاها عامان، تنتهي بانسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان والاجزاء المحتلة من الاراضي اللبنانية، وفي اطار اتفاقيات وترتيبات أمنية تشرف عليها الولايات المتحدة، التي ستنجز قريبا خطوات مع دول عربية في المنطقة تدخلها في نطاق الاستراتيجية الامنية الامريكية، كما هو الحال بين الولايات المتحدة ودول كانت سابقا جزءا من الاتحاد السوفياتي، ودول في اوروبا الغربية.

 

واكدت المصادر الامريكية المسؤولة لصحيفة المنار المقدسية أن دول معسكر الاعتدال العربي، وغيرها من دول المنطقة ابلغت واشنطن ترحيبها بالخطة ودعت الى بذل كل الجهود لتمريرها، وأبدت استعدادها للمساهمة في ذلك، واشارت الى ان جهات عربية ذات علاقة بهذا التطور طلب منها القيام باجراءات داخلية تمهد للقبول بالخطة الامريكية، ومن بينها، اصدار بيانات تتحدث عن السلام ونبذ العنف والتخلي عن المقاومة والكفاح المسلح والتمسك فقط بالسلام كخيار استراتيجي.

 

وقالت المصادر إن دولا عربية وفي مقدمتها السعودية ستصدر بيانا واضحا عشية الاعلان عن الخطة الامريكية يتحدث عن انهاء حالة الحرب مع اسرائيل والاستعداد لخطوات تطبيع شامل مع تل ابيب، اتفق بشأنها في لقاءات سرية مع اسرائيل، واتصالات مكثفة بخصوص ذلك بين الرياض وواشنطن تمت في الاونة الاخيرة على أعلى المستويات.

 

واضافت المصادر أن دولا عربية ابلغت الولايات المتحدة انها سوف تشارك في اية خطوات ضاغطة أو عقوبات تفرض على اي طرف عربي يرفض الخطة الامريكية.

 

وذكرت مصادر مطلعة في واشنطن ان الادارة الامريكية ناقشت بنود الخطة بالتفصيل مع القيادة الاسرائيلية، وانجزتا معا صياغة الخطة المذكورة، مع اتفاقهما على طرق الاخراج والتمرير في الساحتين العربية والاقليمية. وأن أخطر ما في هذه الخطة هو البند التاسع الذي ينص على اقامة تحالفات امنية باشراف امريكي وبمشاركة اسرائيل، وتوحيد الجهود من أجل ملاحقة ما أسمته "الإرهاب" ومحاربته، واقامة مشاريع اقتصادية مشتركة في اطار عملية تطبيع شاملة، وتشكيل حلف اسرائيلي عربي امريكي ضد ايران.

 

وقد حصلت "المنـــار" على الجزء الاهم من الخطة المتعلقة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ويبدو أن هناك تفاهما عليه بين الاطراف ذات العلاقة، اما ما يتعلق بالمسار السوري فان دمشق ارسلت تحفظاتها على الجزء الخاص بهذا المسار، وتصر على انسحاب اسرائيلي كامل من هضبة الجولان وعودة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل حرب 1967، وانه في حال انجاز ذلك، يمكن التوقيع على اتفاق سلام بين سوريا واسرائيل ولا مانع من ترتيبات أمنية يتوصل اليها الجانبان بمشاركة قوات دولية تقودها الولايات المتحدة، وتصر اسرائيل على ان يكون لها حصة من مصادر المياه في هضبة الجولان.

 

وفيما يلي بنودا من الخطة الامريكية التي سيطرحها الرئيس الامريكي باراك اوباما بداية ايلول القادم، ويعقب ذلك عقد مؤتمر دولي للسلام في شرم الشيخ. يذكر أن اوباما سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك في التاسع عشر من الشهر الجاري، كما سيصل الى واشنطن في الاسابيع القليلة القادمة تباعا عدد من قادة المنطقة,

 

اما البنود المتعلقة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي والتي تضمنتها الخطة الامريكية فهي على النحو الآتي كما حصل عليها من مصادر امريكية مطلعة في واشنطن:

 

أولا: قوات دولية في عدد من مناطق الضفة ، وبشكل خاص في منطقة الأغوار.

ثانيا: اقتطاع مناطق من القدس الشرقية لتكون تحت السيطرة الاسرائيلية، وهناك منطقة المقدسات تحت سيطرة وسيادة عربية اسلامية.

ثالثا: حل التنظيمات والفصائل وتحويلها الى احزاب سياسية بمسميات جديدة.

رابعا: الابقاء على الكتل الاستيطانية الكبيرة تحت السيادة الاسرائيلية، والتفاوض حول المستعمرات الصغيرة والاتفاق على ترتيب بشأنها عبر مفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني تستمر لمدة ثلاثة اشهر وباشراف أمريكي.

خامسا: المناطق المتبقية من اراضي الضفة الغربية، مناطق منزوعة من السلاح مع سيطرة اسرائيلية على الاجواء، وتمنع السلطة الفلسطينية من توقيع معاهدات أمنية وعسكرية مع دول اخرى، في حين يتواصل التعاون والتنسيق الأمني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.

سادسا: الاعلان عن الدولة الفلسطينية في صيف عام 2011 مع ضمانات امريكية، والسماح ببناء مطار مدني في الضفة الغربية.

سابعا: ان تستوعب الدولة الفلسطينية الجديدة اعدادا يتفق عليها من اللاجئين الفلسطينيين واقامة صندوق مالي دولي لتوطين هؤلاء في مناطق الاغوار وفي المناطق بين نابلس ورام الله.

ثامنا: ترتيبات خاصة بمشاركة دولية بشأن الاماكن المقدسة في القدس والخليل.

تاسعا: البدء باطلاق سرح المعتقلين الفلسطينيين فور التوقيع على معاهدة سلام، وان تستمر هذه العملية لمدة ثلاث سنوات، مع تحديد لاعداد عناصر الامن في السلطة.

 

أما بالنسبة لغزة سوف تلحق بالدولة الفلسطينية بعد (ترتيبات) تنهي حالة الانقسام والوضع الناشىء في غزة.

والأهم في هذه الخطة هو التمهيد لتنفيذها بترسيم الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية، وأن تكون المستوطنات خارج اطار هذ الحدود، اي ضمها لاسرائيل، مع تعديلات في بعض المناطق تحديدا في شمال الضفة وجنوبها. كذلك، افادت المصادر ان انفاقا وجسورا اضافية ستبنى وتشق لربط بعض مناطق الضفة بعضها ببعض حتى لا يكون هناك احتكاك وتداخل بين الفلسطينيين وسكان المستوطنات.