خبر مزارعو وساكنو حدود غزة معزولون عن أراضيهم بمساحات موت محقق!!

الساعة 08:50 ص|08 أغسطس 2009

حذرتهم من الاقتراب والزراعة

مزارعو وساكنو حدود غزة معزولون عن أراضيهم بمساحات موت محقق!!

فلسطين اليوم –غزة (تقرير خاص)

فرضت إسرائيل على امتداد الحدود الشرقية لقطاع غزة "منطقة عازلة " مجتثة من الأراضي الزراعية التي يمتلكها مواطنو هذه الحدود, ومنعتهم من الاقتراب لمسافة 300 متر من مساحة  أراضيهم المجاورة للسياج الحدودي, وكل من يقترب يعرض نفسه لإطلاق النار المباشر.

 

وتأكيداً على ما يعانيه سكان المنطقة الحدودية من مخاطر "المنطقة العازلة"، فإن ما يوجد على أرض الواقع لا يتطابق مع المساحة التي حددها الاحتلال، حيث يمنع الزراعة والاقتراب من مسافة تقارب الكيلو متر، وقد شهدت بعض مناطق القطاع الحدودية إصابات في صفوف المواطنين بشكل يومي ومستمر.

 

ورغم خطورة هذه المنطقة كانت لـ"فلسطين اليوم" حافزاً لإبراز صورة المعاناة, فاقتربت من تلك المناطق الحدودية، لتجد الحقيقة المؤلمة لما يعيشه من تبقى من سكان تلك المناطق من خوف، وترقب نتيجة للاحتكاك المفروض عليهم مع الاحتلال.

 

المواطن علاء الشيخ عيد من سكان المنطقة الحدودية في مدينة رفح جنوب القطاع، كان يجمع الأخشاب المهملة كي يبيعها ليجد لقمة العيش, يقول وعيناه تترقب كل الاتجاهات خوفاً من إطلاق النار العشوائي:"إسرائيل حرمتنا في هذه المنطقة من كل شيء من الزراعة فأصبحت أراضينا قاحلة، ومن البناء لنعيش في خيام, حتى حرمتنا من السير والتحرك في أراضينا الزراعية، فلم يتبق لنا أراضٍ وأصبح الحال هكذا نقطع الأشجار المدمرة ونبيعها".

 

لقمة عيش مُرة

وأضاف عيد، أن مواطني المنطقة، في كل لحظةٍ قد يتعرضون لإطلاق النار المباشر، وفي كل مرة يخرجون من بيوتهم لا يتوقعوا العودة إليها مرة أخرى، "ولكن لقمة العيش هي التي تجبرنا على المضي قدماً للصراع من أجل الحصول على المال" كما قال.

 

وأشار الشيخ عيد إلى أن قوات وآليات الاحتلال يتسللون يومياً في ساعات متأخرة من الليل إلى داخل المنطقة العازلة وما بعدها بالقرب من منازل المواطنين في رفح، ويتراجعون في صباح اليوم التالي، ويطلقون النار على كل جسم متحرك، ويداهمون منازلنا.

 

أما المزارع إيهاب السرسك من سكان الحدود الشرقية للقطاع، فقد تعرض لإطلاق النار أكثر من مرة وهو يحاول الوصول إلى أرضه الزراعية التي لا تبعد سوى 200 متر عن المنطقة العازلة.

 

مصدر دخل وحيد

وقال السرسك:" إن حياتي معرضة للخطر، وقد حاولت الوصول إلى أرضيّ الزراعية التي هي مصدر دخلي الوحيد، فلم أتمكن، وتم إطلاق النار في مسافات قريبة من تواجدي، حيث فررت مسرعا، وقررت بعدها أن لا أعود إلى زراعة أرضي إلا بعد أن تتحسن الأوضاع هذا إذا تحسنت".

 

وأضاف:" إن أرضي تبلغ مساحتها خمس دونمات، وكنت أزرع فيها القمح، وقد تم تجريفها خلال الحرب، ولم أتمكن من إصلاح ما تم تخريبه بعد الحرب، حيث تم إصدار قرار المنطقة العازلة".

 

من جهتها، أوضحت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، أن وجود منطقة عازلة بعرض 350 متر على طول حدود قطاع غزة يمثل خسارة لـ 13.8 كيلو متراً مربعاً أي ما نسبته تقريباً 04% من المساحة الإجمالية لقطاع غزة البالغة 362 كيلو متراً مربعاً، ويهدد السلة الغذائية للمستهلك الفلسطيني، و يزيد من معاناة المواطنين المدنيين في قطاع غزة المتفاقمة بفعل الحصار والإغلاق الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

 

سلة غذائية ممنوعة من اللمس

وأشارت الضمير في تقرير لها حول آثار المنطقة العازلة، إلى أن الشريط الحدودي الشرقي للقطاع يعتبر الأكثر خصوبة على المستوى البيئي ومستوى الموارد الزراعية، حيث تشكّل تلك الأراضي سلة غذائية زراعية للمستهلك الفلسطيني.

 

كما أن استمرار إسرائيل في إتباع  سياسة خلق وإنشاء مناطق عازلة في قطاع غزة يعتبر استكمالاً لإجراءاتها التعسفية التي ابتدأتها مع بداية الانتفاضة الثانية في شهر سبتمبر من العام 2000، حيث تم إنشاء منطقة عازلة بعرض 150 متراً على حدود قطاع غزة مع دولة الاحتلال".

 

واعتبرت الضمير، أن هذا الإجراء هو انتهاك واضح لأهم مبادئ القانون الدولي الإنساني، وبشكل خاص مبدأ عدم جواز ضم الأقاليم المحتلة لدولة الاحتلال، معبرة عن استغرابها لعجز المجتمع الدولي عن التحرك لوقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تنطوي على استهتار واضح من دولة الاحتلال بالقانون الدولي.

 

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد ألقت نهاية شهر مايو الماضي منشورات ورقية على طول الشريط الحدودي للقطاع، تحذر فيها من اقتراب أي شخص من المنطقة العازلة بإطلاق النار عليه بشكل مباشر.

 

ومازالت معاناة مزارعي ومواطني المنطقة مستمرة إلى أجل غير مسمى، بدون معين لهم، ورادع لعدوهم، وما أصعب من لحظةٍ أن يرّ الشخص ملكه وأرضه دون أن يتمتع بخيراتها، ويستظل بها.

ــــــــــــــــــــــــــ

ش. م