خبر عبّاس زكي: تجاوزنا الخلاف بشأن ملف فتح لبنان..ويبدو أن لدى حماس تعهدات بإسقاط فتح

الساعة 06:10 ص|08 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-الأخبار اللبنانية

أسهم انقطاع مؤتمر «فتح» لـ20 عاماً عن الانعقاد في جعل الملفات الكثيرة التي يبحثها مؤتمرها السادس المنعقد حالياً في بيت لحم، مثل كرة ثلج تتدحرج من عام إلى عام إلى أن وصلت إلى طاولة المؤتمر، ومن ضمنها ملف الحركة في لبنان.

وقبل يومين، ارتفع الجدل واحتدم نقاش داخل قاعة المؤتمر بين أعضاء من «فتح» لبنان وعضو اللجنة المركزية للحركة، ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان، عباس زكي من ناحية أخرى، لتنفجر الخلافات في قاعة المؤتمر، في أعقاب المداخلة التي قدّمها الأخير عن أحداث مخيم نهر البارد.

في تعقيب لـ«الأخبار» عما وصفته بعض الأوساط بـ «الانفجار»، قال زكي «لم يكن انفجاراً، ولا تأثير لهذا». وأضاف «لم تنفجر خلافات ذات بعد استراتيجي. كان هناك بحث لموضوع نهر البارد، وكان الحديث عما جرى في البارد»، معتبراً النقاش الصاخب الذي حدث في ذلك اليوم «حدثاً تجاوزناه». وشدد على أن «المهم هو أنْ نبقى على علاقة طيبة مع لبنان، وأن نكون حريصين عليها كما حرصنا على حدقات العيون»، مشيراً إلى أن «أي كلام ضد الجيش أو ضد البلد أو لبنان لا أحد يؤيده، وما قيل سلباً عن لبنان لم يسمعه أحد». وتابع «الناس سمعوا الإيجابيات التي طرحناها في العلاقة اللبنانية ـــــ الفلسطينية، وفي انتظارنا حقوقنا المدنية التي أجمعت عليها كل الأطياف اللبنانية بغض النظر عن خلافاتها، نحن نكن للبنان عشقاً حقيقياً، كان العشق أكبر بكثير من إثارة أي مشكلة. ومعظم الذين جاؤوا من لبنان أدّوا رسالة جيدة عن لبنان».

وعن توقعاته من المؤتمر السادس وآلية عمل المؤتمر في يومه الرابع، قال زكي: «كثيرون جاؤوا يتحدثون عن المؤتمر كأنه قبائل أو قوى متصارعة أو تحالفات أو مراكز قوى. ولكن حقيقة الأمر أن فتح حركة عظيمة ومن يرِد أن يعرفها أكثر عليه أن يتذكر التضحيات والبطولات في نقل الشعب الفلسطيني من لاجئين إلى مواقع القتال، ومن الشتات إلى الانتماء»، مضيفاً إن «إسرئيل لا تؤثر فينا ولا نحن أصلاً نخاف منها. نحن شعب الجبارين ونحن شعب عظيم، ولا نخاف من شيء». وتابع أن «الواقع الفاسد يعطي الطليعة، هناك قوة أخلاقية لدى الكوادر، حريصة على المسيرة». وعبّر عن اعتقاده بأن «المؤتمر سيمثل انتقالاً نوعياً في الحياة الداخلية، وسيقوي العلاقات مع لبنان، ومع محيطنا العربي وسيعيد الوحدة الفلسطينية، وسيعمل من منظمة التحرير لتمثل أعظم شعب وأعدل قضية». مشدداً على أن «القضية لا تزال في غاية الأهمية لا مساومة عليها ولا ارتماء في حضن هذا ولا حضن ذاك، ستبقى الحقيقة والعنصر الجامع هي فلسطين».

وتطرق زكي إلى الخلافات العالقة بين «حماس» و«فتح» ومستقبل العلاقات بين الجانبين، وخصوصاً أن الحركة الإسلامية منعت المئات من أعضاء المؤتمر من فتحاويي غزة، من المشاركة في المؤتمر السادس ما خلق أزمة جديّة في صفوف المؤتمر، حيث كانت خطوة «حماس» أحد أسباب تمديد أعماله.

وعن احتمالات المصالحة ومستقبل العلاقات، قال زكي «هذا مرتبط بحماس، فأنا شخصياً لم أتوقع أن تبالغ إلى هذا الحد. حتى بمنع شيء ديموقراطي لمصلحتها. لو كانت حماس تريد الصلح لكانت سترسل الناس ليتحدثوا عن عذابات الحصار ومعاناة الأهل في غزة، ليخفّفوا مأساتهم. ولكن للأسف يبدو أن لدى حماس تعهدات بإسقاط فتح، ولكن حركة فتح لن تسقط حتى لو اجتمعت كل القوى».