خبر قيادات فتح المنقسمة بغزة ترفض الاقتراع بالهاتف واقتراحات لإجرائه في سفارة قطر أو معبر رفح

الساعة 05:04 ص|08 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

علمت 'القدس العربي' من مصادر قيادية في حركة فتح ان قيادة الحركة طلبت أن تتم عملية اقتراع أعضاء مؤتمر الحركة السادس من غزة الممنوعين من السفر للضفة، في مقر سفارة قطر في غزة، أو في صالة معبر رفح الموجودة في الجانب المصري، فيما انقسم قادة غزة بين مؤيد ومعارض للاتفاق الذي أبرم بين الرئيس محمود عباس، وعدد من قادة الحركة بإجراء الانتخابات العامة لقيادة الحركة بشكل متزامن.

وبالقرار الذي ظل محل خلاف بين قادة فتح في غزة، استطاع التيار المناوئ للنائب دحلان، فرض شروطه ورؤيته في المؤتمر، خاصة وأن دحلان الذي أعلن أمس ترشحه لعضوية اللجنة المركزية، طالب في وقت سابق بتخصيص 'كوتة' لغزة في الهيئات القيادية لفتح يجرى انتخابها لاحقاً. واشتكى مع انطلاق جولات المؤتمر مقربون من دحلان، من الزيادات التي أقرت على أعداد أعضاء المؤتمر، وقال أحدهم لـ 'القدس العربي' ان احمد قريع (أبو العلاء) أضاف عددا كبيرا من أنصاره، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لقوة دحلان، الذي لا يتمتع بعلاقة حميمة مع قريع.

ورشح دحلان نفسه بعد أن أعلن عن فتح باب الترشح من جديد، الذي أغلق ظهر الجمعة، بحسب الاتفاق السابق، وبقي الباب مفتوحا حتى المساء.

وبحسب ما رشح عقب التفاهم فقد ذكرت مصادر ان دحلان أبقى بهذه الخطوة على تحالفه مع الرئيس عباس، الذي شهد توتراً ملحوظا منذ اليوم الأول لعقد المؤتمر، حيث سيدعم أبو مازن دحلان وفق الاتفاق، لضمان فوزه بعضوية اللجنة المركزية.

لكن في المقابل تسعى تحالفات أخرى في فتح، يمثلها رموز كبار للإطاحة بدحلان، من خلال خسارته في الحصول على مقعد في أعلى هيئة قيادية في الحركة.

وتفيد المعلومات أن دحلان يراهن كثيراً على أعضاء المؤتمر من غزة، وعدد آخر من القيادات المتواجدة في الضفة والساحة الأردنية واللبنانية، وأقاليم أوروبا.

وفي هذا السياق قال أحد الكوادر ان الأسماء التي ترشحت لعضوية اللجنة المركزية، صعبت من عملية التنبؤ بالفائزين، وتوقع أن يتحالف بعض الخصوم في اللحظات الأخيرة.

ويقضي الاتفاق المبرم بانتخاب قيادة المؤتمر لـ 18 غضوا، بينهم يجري انتخاب الرئيس عباس بالتزكية، على أن يختار أعلى ثلاث أصوات من غزة ضمن اللجنة المركزية، التي ستتألف من 23 عضواً، على أن يجري لاحقاً تزكية خمس أعضاء بينهم ممثلون عن غزة.

وذكرت مصادر أن عدد المرشحين في انتخابات المؤتمر السادس للحركة بلغ 493 للمجلس الثوري و86 للجنة المركزية للحركة، بينهم ثمانية من الأعضاء القدامى.

وقال مسؤول في الحركة من الضفة الغربية لـ 'القدس العربي' ان عددا من مسؤولي التنظيم أجروا حتى ساعات فجر الجمعة مداولات واتصالات، فيما بينهم، لإيجاد حلول لطريقة انتخاب أعضاء مؤتمر الحركة المتواجدين في غزة لقيادة الحركة، التي بدأت ليل الخميس، كبديل للطريقة التي تم الاتفاق عليها، وهي الانتخاب عبر الهاتف.

وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه ان عددا من المجتمعين اقترحوا أن تجري عملية الاقتراع لأعضاء غزة إما في مقر سفارة قطر المتواجد في غزة، والذي لم يغلق عقب سيطرة حماس على القطاع، أو في الجانب المصري من المعبر، وذلك ظهر اليوم السبت.

وقال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية أنه جرى اتفاق بين اللجنة المركزية وكوادر الحركة في غزة، سيتم بموجبه اتاحة الفرصة للجميع في عملية التصويت في المؤتمر، وأوضح أن أعضاء المؤتمر السادس الذين منعتهم حماس من مغادرة غزة 'ستتاح لهم الفرصة للمشاركة في العملية الديمقراطية للتصويت عن بعد باحدى الوسائل الحديثة للتصويت، والتي يتم الاتفاق عليها'.

وكان التوافق على إشراك غزة جرى عقب حالة من الغضب انتابت أعضاء المؤتمر الذين حرموا من السفر، وطالبوا بتخصيص 'كوتة' لهم في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، للحركة يجرى اختيار أعضائها في غضون أربع أسابيع من انتهاء المؤتمر.

لكن هذا الطرح الذي قوبل برفض شديد من قيادات مؤثرة في الحركة، جرى الالتفاف عليه، بالتوافق على إشراك غزة، وفق مقترح سابق قدمته لجنة شكلها المجلس الثوري وفور الإعلان عن هذا الاتفاق، انقسم قادة فتح في غزة بين مؤيد ومعارض.

وبقي النائب أشرف جمعة على موقفه، وقال لـ 'القدس العربي' ان هذه الطريقة 'مخالفة للمادة 42 من دستور الحركة'، وشدد هذه المرة من رفضه لـ 'استثناء غزة'، ورأى أن طريقة الانتخاب 'تعطي مبررا لحماس لاعتقال الأعضاء المشاركين في الاقتراع'.

وأعلن جمعة أنه لن يترشح لأي من المناصب القيادية للحركة، مشيراً إلى وجود عدد كبير من كادر الحركة يعارض هذا الاقتراح، موضحاً أن إجراء الانتخابات بهذه الطريقة، في ظل تواجد قادة الحركة في غزة الذين منعتهم حماس من السفر للضفة 'يحول دون تمكنهم من الفوز'، وأكد جمعة على أن كما كبيرا من أعضاء المؤتمر في غزة أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات، وأنهم لن يقوموا السبت بانتخاب أي من المرشحين.

ولم يخف جمعة شعوره بوجود 'خطة مرسومة تحمل تآمرا من بعض القيادات الفتحاوية ضد غزة'، ورأى أن تاريخ الرابع من آب (أغسطس)، يمثل وجها آخر لتاريخ 16 حزيران (يونيو)، وهو التاريخ الذي سيطرت فيه حماس على غزة.

وقال 'بهذا تكون فتح قد سقطت للمرة الثانية في غزة بفعل بعض قادتها كما سقطت في المرة الأولى بأيدي حماس'، وحمل النائب الفتحاوي الرئيس عباس المسؤولية، وطالبه في الوقت ذاته بالتدخل لوقف 'تهميش غزة'.

وقال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية ان غزة ستمثل بما يتلاءم وتضحياتها وحجم تنظيمها، لافتاً إلى أنها 'لن تظلم أبداً'، وأشار إلى انه بعد الاستماع لأفكار كوادر غزة، طرحت عدة صيغ كان آخرها صيغة الليلة الماضية (الخميس)، تضمن حق أعضاء المؤتمر من غزة بالترشح بمن فيهم الموجودون حاليا في غزة.

وذكر أحد أعضاء المؤتمر من غزة لـ 'القدس العربي' ان عددا من قادة الحركة في الضفة الغربية أجروا حتى فجر الجمعة اتصالات مكثفة مع قادة غزة، لحثهم على التراجع عن قرارهم، وأشار إلى أنه عقب هذه الاتصالات 'انشق قادة الحركة إلى فريقين، أحدهما وافق، والآخر بقي على موقفه المعارض'.

وصدرت عدة بيانات ليل الخميس من نشطاء فتح في غزة، وصلت 'القدس العربي' نسخ منها، ففي الوقت الذي هدد فيه بعض النشطاء بـ'تصفية' كل من سيشارك من غزة في الانتخابات، على اعتبار أنه 'خارج إرادة وقرار الغالبية العظمى من أبناء فتح في قطاع غزة'، قالت كتائب الأقصى في بيان لها انها لن تعترف بشرعية من يرشح نفسه عن غزة، وقالت ان من يرشحون أنفسهم 'لن يمثلوا قواعد الحركة في القطاع'، ودعت كافة أعضاء المؤتمر للوقوف بجانب غزة وحقوقها.