خبر الرئيس التالي..هآرتس

الساعة 08:21 ص|07 أغسطس 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

في ختام الشهر الرابع على ولاية بنيامين نتنياهو يمكن ان نتذكر النكتة عن الرجل الذي سقط من الطابق الثمانين، وجار من الطابق الاربعين يسأله في الطريق "كيف الحال؟" وجوابه هو: في هذه الاثناء كل شيء على ما يرام. رغم هذا التفاؤل فان الانطباع هو أن نتنياهو عاد الى رئاسة الوزراء فيما أن التحديات في موضوع السلام اكبر منه، ومشكوك فيه أن يصمد.

منذ حرب الايام الستة لم تتزحزح الادارات الامريكية قيد أنملة عن موقفها في أن اسرائيل ملزمة باخلاء المستوطنات والعودة الى حدود 1967 القابلة للدفاع. ولكن زعماء اسرائيل، باسم الصداقة مع امريكا، مكانتها الاستراتيجية في المنطقة والارهاب الفلسطيني، نجحت في أن تنقل من جيل الى جيل المواجهة المحتمة مع الولايات المتحدة الى حوارات لا نهاية لها. بعد خطاب بار ايلان لبيبي كرد على مبادرة اوباما قالت تسيبي لفني: "لو لم اكن نباتية لسألت هنا بيبي أين اللحم؟"

ليس رئيس وزراء واحد فسر الكياسة والادب الامريكيين كايماءة صداقة بلا شروط.  ولكن كل محلل سياسي يفهم بان اللكمة في الطريق، حتى لو كانت مغلفة الان بقماش من حرير. وكما أسلفنا فانهم لم يتزحزحوا عن موقفهم. فلماذا كفيل بيبي أن ينهي ولايته قبل الاوان؟ إذ ليس له حكومة فيها اغلبية لـ "التنازل عن ارض اسرائيل الكاملة".

بيبي وايهود باراك نثرا التلميحات عن استعدادهما لان يزيلا أولا البؤر الاستيطانية غير القانونية. ولكن هذا لم يمنع باراك من أن ينفي في لجنة الخارجية والامن هذا الاسبوع بكلمات بلا ثناء، النبأ الذي صدر في "هآرتس" عن مثل هذه النية. فباراك يتطلع الى خلق "حالة عقلية" مثلما فعل مع كلينتون لعرفات مع كامب ديفيد حين اقترح تسوية شاملة على مراحل بما في ذلك تقسيم القدس. وسرعان ما دحرج الامريكيون التسوية الشاملة الى تجميد البناء في المستوطنات. وبينما كانوا يتناقشون كما في السوق كيف نجمد وماذا نجمد، قفز بيبي مع تصريحه "القدس عاصمة اسرائيل كلها لنا". كنتيجة لتلفظه امطرت اسرائيل بالتنديدات من كل صوب، مما قرب جدا امكانية أن يضع اوباما على الطاولة خطة لتسوية مفروضة. ليس صدفة أنه فشل في ولايته الاولى .

حتى هذه اللحظة يمكن أن نجمل ولايته بصفر انجاز. والاسوأ من ذلك هو انه في المجال الداخلي حث بيبي سلسلة من القوانين البشعة: اراد تغيير عدد الاصوات اللازمة لاسقاط الحكومة في تصويت الثقة من 61 صوتا الى 65 صوتا. بعد ذلك حاول انتهاج القانون النرويجي في صالح نائب واحد. وبالطبع، "قانون موفاز" الذي كافح جدا في سبيله. لماذا؟ لانه مهم له! لانه شعر بعدم استقرار. رغم ما لديه من أغلبية و 37 وزيرا ونائب وزير بحث عن سبعة فارين من كديما للاستناد اليهم عند الحاجة.

ما الذي دفعه لان يفكر بان هذه القفزة ستمنحه استقرارا؟ من هو قادر على أن يفر ليس بالضرورة يكون مواليا للمعسكر الذي فر اليه والدليل: القانون أقر، ولكن شاؤول موفاز نفسه ليس فقط اعلن ان ليس في نيته مغادرة كديما بل وايضا القى احد الخطابات الاكثر انتقادا في الكنيست ضد رئيس الوزراء. لفني مقتنعة بان احدا لن يغادر كديما. حسب استطلاعات الرأي – لفني، التي تؤدي دورها كرئيسة المعارضة بامانة، تحظى بالدعم المتزايد.

مع صفر انجازات في ادارة شؤون الدولة فان بيبي يسجل في صالحه حقيقة ان حماس لا تطلق النار. ويجدر بالذكر أن حماس لا تطلق النار كنتيجة لحملة رصاص مصهور التي كانت بادارة ايهود اولمرت، باراك ولفني. هذا الانجاز، الذي بادر اليه باراك، عزز مكانة باراك كوزير للدفاع. يوجد هدوء، وهذا ايضا بفضله ولحظه على حد سواء. لديه رئيس اركان ممتاز وجيش يدار جيدا. ولكن كسياسي انكشف باراك كفشل.

كوزير دفاع يحوم في العلى ويحتك بعظماء العالم فان باراك يبدو منقطعا اكثر عن المواضيع التي ينشأ منها رؤساء الوزراء في البلاد. حزب العمل برئاسته في عملية هبوط. الاستطلاع الاخير يتوقع له أكثر بقليل من نصف دزينة مقاعد! وعلى الرغم من ذلك يطلب باراك لنفسه في الحزب دستورا وصلاحيات وكأنه بن غوريون. مع التأييد للاصلاحات في قانون مديرية اراضي اسرائيل طلق باراك القمصان الزرقاء والموالين للحركة. وكمرشح لرئاسة الوزراء عن العمل – نفدت له القوى.

في كلمته امام لجنة الخارجية والامن تحدث باراك بكلمات عالية، لم يفهمها الجميع واعطى الانطباع بان كل هذا صغير عليه. يحتمل ان في نظرته البعيدة هو يائس من تطلعه للعودة الى رئاسة الوزراء. باراك درج على أن يمزح في أنه اذا كان بوسع شمعون بيرس في هذا السن ان يكون رئيس وزراء فلديه ما يكفي من السنين كي يصل الى هذا السن. وبالفعل يحتمل ان اليوم، بينما هو ابن 67، وبعد أن رأى ما يفعله بيرس من الرئاسة وكيف وسع صلاحياتها – لن نفاجأ اذا ما قرر بينه وبين نفسه ان ينتخب ليكون الرئيس القادم لاسرائيل.