خبر يوجد شريك..هآرتس

الساعة 08:20 ص|07 أغسطس 2009

بقلم: أسرة التحرير

المؤتمر السادس لفتح في بيت لحم اجتذب اليه الاهتمام بسبب الصراع بين المعسكرات والشخصيات في قيادة الحركة. الصراعات تركزت على السيطرة على المواقع الاساس في الحركة وفي المسائل النظامية وكادت تقفز تماما تقريبا عن مواقف فتح في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.

البرنامج الجديد للحركة وخطاب الرئيس محمود عباس حظيا بتأييد جارف لاكثر من 2.200 مندوبا اجتمعوا من الشتات الفلسطيني. من بيت لحم بعثوا الى القدس برسالة قاطعة في معناها: حل الدولتين للشعبين لا يزال الخيار الاستراتيجي للحركة الوطنية الفلسطينية.

مع أن أول مؤتمر لفتح منذ عشرين سنة يعقد في ظل الاحتلال الاسرائيلي والمأزق في المسيرة السلمية تعهدت الحركة بالتمسك بالخيار السياسي وبمبادىء مبادرة السلام العربية. وميزت فتح نفسها بشكل رسمي عن حماس وتماثلت مع الاجماع العربي والدولي بالنسبة للتسوية السياسية: اقامة دولة فلسطينية متواصلة على أساس حدود 4 حزيران 1967، وعاصمتها شرقي القدس، وحل عادل ومتفق عليه مع اسرائيل لمشكلة اللاجئين على قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة 194.

ورفض المؤتمر مطلب الاعتراف باسرائيل كـ "دولة الشعب اليهودي" ورفض الاقتراح باقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة. خسارة ان الدعوة لتوثيق العلاقات مع معسكر السلام الاسرائيلي وصمت بتلميح بشع في أن اسرائيل قتلت ياسر عرفات.

في برنامج الحركة وفي خطاب الرئيس تم التشديد على أنه في ظل انعدام التقدم الحقيقي في حل الدولتين، فانهم سيستبدلوه بكفاح لاقامة دولة ثنائية القومية بين البحر والنهر، او باعلان من جانب واحد عن دولة مستقلة في حدود 1967. وفضلا عن ذلك، فانه اذا لم يؤدِ الحوار في المستقبل المنظور الى انهاء الاحتلال، فان فتح تحتفظ لنفسها بحق القتال في سبيل حرية الشعب الفلسطيني بوسائل مشروعة، بينها الكفاح ضد المستوطنين والقوات التي تحميها وكذا العصيان المدني غير المسلح. هذه الامور تجسد المخاطر السياسية وغيرها التي ستقف امامها اسرائيل اذا ما علق حل التقسيم مرة اخرى في حالة جمود.

الاهتمام الشديد للجمهور الفلسطيني بالمؤتمر وبالحضور الكبير لاعضاء الهيئة العليا يمكنهما أن يشهدا على أنه رغم الازمات الكثيرة التي ألمت بفتح فان هذه لا تزال الحركة الشعبية الرائدة في الضفة. ومن الجدير ان ينظر الجمهور واصحاب القرار في اسرائيل بكل الاهتمام في قرارات المؤتمر في بيت لحم.

بطبيعة الحال، حكومة اسرائيل ليست منسجمة في الرأي مع برنامج فتح، مثلما يوجد للقيادة الفلسطينية تحفظات على برنامج الليكود. ولكن المواقف السياسية لفتح تدحض الزعم المتعالي في معسكر اليمين بانه "لا يوجد شريك فلسطيني للسلام". مصير الحركة الوطنية البرغماتية في المعسكر الفلسطيني سيكون منوطا بقدر حاسم بسياسة حكومة اسرائيل بالنسبة لشروط استئناف المسيرة السلمية، وبينها مسألة تجميد المستوطنات، الفجوة بين مواقف الاطراف في المداولات على التسوية الدائمة وبمدى تصميم الاسرة الدولية على جسرها.