خبر غالبية معسكرات فتح تقاطعت لشن حرب على دحلان..ومؤيدوه: هذا المؤتمر عقد لإقصاء الرجل

الساعة 04:43 ص|07 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية

تشير التعديلات الجارية على النظامين السياسي والداخلي لحركة «فتح» في مؤتمرها العام السادس المنعقد في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، الى ان الحركة تتجه الى التحول من مرحلة الثورة الى مرحلة السلطة.

 

ويقول اعضاء في اللجان الـ 18 التي شكلها المؤتمر ان الصياغات الجارية للبرنامج السياسي والنظام الداخلي تتسم بالاعتدال، وتتخلص من كل الصفات المتشددة التي حملها البرنامج السياسي والنظام الداخلي السابقين للحركة مثل «اجتثاث الكيان الصهيوني» و «العدو الصهيوني» و «حرب التحرير الشعبية» وغيرها.

 

وأبقى البرنامج السياسي على ذكر خيار الكفاح المسلح بصورة نظرية، اذ اعتبره «واحداً من الخيارات» وحدد استخدامه «وفقاً للظروف». وأثارت دعوات بعض الاعضاء الى تبني الكفاح المسلح والحرب الشعبية سخرية غالبية الاعضاء الذين، إما انسحبوا من الجلسة اثناء اطلاق هذه الدعوات، او اطلقوا النكات على اصحابها بعد انتهائها.

 

وقال عضو المؤتمر جمال الديك (56 سنة): «هذا المؤتمر سيكون مؤتمر تحويل فتح من حركة ثورية الى حزب سياسي». وأضاف: «فتح بعد المؤتمر ستكون مختلفة عن فتح ما قبلها. الاهتمام كله ينصب الآن على السلطة وتبعاتها».

 

واحتدم الصراع بين المعسكرات في المؤتمر، ولوحظ ان غالبية المعسكرات تقاطعت على شن حرب على محمد دحلان. وقال مسؤول مقرب من دحلان: «هذا المؤتمر أعد من اجل هدف واحد هو اقصاء محمد دحلان».

 

ويرى معسكر دحلان في كل الاضافات التي شهدها المؤتمر، خصوصاً اضافة 700 عضو الى العدد الاصلي المتفق عليه وهو 1550، يشكل وسيلة لاخلال التوازن بين المعسكرات في المؤتمر. وقال سمير مشهراوي الرجل الثاني في معسكر دحلان: «اضافة 700 عضو للمؤتمر في ليلة وضحاها خطوة غير بريئة، اذ اخلّت هذه الخطوة بالتوازنات داخل المؤتمر، التوازن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والتوازنات داخل الضفة الغربية نفسها». وطالب معسكر دحلان بتخصص ثلث المواقع القيادية لقطاع غزة، مهدداً بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات في حال عدم اقرار ذلك. ورفضت قيادة الحركة منحه ذلك، لكنها تتفاوض معه على حلول أخرى.

 

ويرى خصوم دحلان انهم بإضعافه في المؤتمر سيقطعون الطريق عليه نحو كرسي الرئاسة مستقبلاً.

 

وقال جمال الديك: «كل المتنافسين على اللجنة المركزية يتنافسون وعيونهم مصوبة نحو المستقبل، نحو التنافس على المجلس التشريعي او رئاسة الحكومة ورئاسة السلطة. وليس سراً ان عيون دحلان تتجه نحو كرسي الرئاسة». ويعزو الديك اشتداد الحرب على دحلان لكونه «يتمتع بعوامل قوة مادية وسياسية الى جانب شخصيته الكارزمية».

 

لكن آخرين يرون ان دحلان خسر معركة قطاع غزة لمصلحة حركة «حماس»، وان عليه بالتالي ان يتحمل المسؤولية. وقال هيثم عرار من رام الله: «كان هناك حدث كبير في غزة خسرت فيه فتح السلطة امام حماس، ودحلان كان قائد غزة، لذلك فإن كثيرين في المؤتمر يحمله المسؤولية».

 

لكن عرار رأى ان «هناك مبالغة في التشهير، وفي تصفية الحسابات داخل المؤتمر».