خبر يتبنى الخط العرفاتي..اختيار أبو غربية رئيسا للمؤتمر شكل صدمة لـ« عباس وحلفاءه »

الساعة 04:36 ص|07 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

شكل انتخاب القيادي في حركة فتح عثمان ابو غربية رئيسا للمؤتمر الحركي السادس بما يشبه التوافق والاجماع (صدمة حقيقية) لانصار الخط السياسي والتفاوضي ولحلفاء الرئيس محمود عباس في مؤتمر الحركة الصاخب. واجمع فرقاء داخل المؤتمر بان انتخاب ابو غربية حسم الكثير من اجواء الصخب في المؤتمر، خصوصا وان الاقتراع لانتخاب رئيس المؤتمر لم ينته فقط بفوز ابو غربية لكن بهزيمة ساحقة لمنافسه على هذا الموقع صخر بسيسو، امين السر المساعد للمجلس الثوري للحركة.

واعتبر مراقبون ان نبض القاعة الرئيسية لمؤتمر الحركة يسير في اتجاهات وطنية معاكسا اتجاهات الرئيس عباس، الامر الذي انتهى بتكريس ابو غربية وهو مناضل عريق في الحركة كان محسوبا على خط الرئيس ياسر عرفات على سدة الرئاسة للمؤتمر.

وعلم ان بسيسو المقرب جدا من عباس خسر هذه المعركة في مواجهة ابو غربية لسبب حصري يتمثل في اتهام كوادر الحركة له بالالتفاف على امانة سر المجلس الثوري وتشجيع عقد المؤتمر اصلا في بيت لحم وفي ظل الاحتلال.

وكان الرئيس عباس قد استعان بالقيادي بسيسو لتوجيه رقاع الدعوة لمؤتمر بيت لحم بصفته نائبا لامين سر المجلس الثوري، وحصل ذلك بعدما رفض امين سر المجلس حمدان عاشور توقيع هذه الرقاع، وهو امر من الواضح ان بسيسو المحسوب على قطاع غزة والمقرب من عباس دفع ثمنه هزيمة قاسية في مواجهة ابو غربية كمرشح لرئاسة المؤتمر.

ويبدو ان السر في تمكن ابو غربية او تمكينه من الجلوس على كرسي رئاسة هذا المؤتمر المثير جدا للجدل يدلل على خلفيات مجمل ما حصل خلال اليومين الماضيين فقد شكل جلوس ابو غربية على هذا الكرسي ليس فقط صدمة لاوساط الرئيس عباس ولكن ايضا مؤشرا على مظاهر الحيوية والنضج التي تحاول الاستدراك لانقاذ الحركة ومنع تحويلها الى حزب مدني خلال المؤتمر السادس.

وتؤكد المعلومات التي استطاعت 'القدس العربي' الحصول عليها ان تحالفا من عدة شخصيات محورية في حركة فتح عمل بجهد مضن في الكواليس لاختيار قيادي من خارج نادي الرئيس عباس رئيسا للمؤتمر السادس.

وليس سرا في اوساط الحركة المحتشدة في بيت لحم ان هذا التحالف شارك به بنشاط قياديون بعينهم من بينهم جبريل الرجوب ومحمود العالول ومحمد المدني وكذلك يحيي يخلف وقد شكل هذا الخماسي بعد ان انضم اليه ابو غربية حلقة نشطة جدا داخل الضفة الغربية وبنية الحركة التنظيمية وهوامش ومناورات وكواليس المؤتمر السادس.

وليس سرا بين ابناء الحركة ان هذه الخلية النشطة التي لا تصنف في الاتجاه المعارض لاوسلو والتي تصنف باعتبارها محسوبة على الخط العرفاتي استفادت من حضورها النوعي في بنية التنظيم في الضفة الغربية في بناء تحالف تكتيكي لاغراض المؤتمر مع قياديين شبان مؤثرين في الساحة التنظيمية في الضفة من طراز حسام خضر وبكر ابو بكر وغيرهم لتشكيل فريق انتج نكهة مختلفة داخل بؤرة المؤتمر واستطاع بالنتيجة اقامة علاقات تكتيكية ودية مع ابناء الحركة الضيوف القادمين من الاقاليم بما في ذلك بعض المعارضين لاوسلو في تشكيل فريق مناوئ لمشروع الرئيس عباس.

هذه التحالفات التكتيكية وحسب قيادي مطلع ومخضرم بالحركة حققت نتائج نوعية حتى الآن خلال اليومين الماضيين بعدما ضمت المطرودين من دائرة اهتمام المقاطعة والاقل حظا من ابناء الحركة الحريصين عليها بحيث تشكل فريق مناوئ ومناور نجح في خلق حالة مختلفة داخل المؤتمر لم تتطور بكل الاحوال الى تيار جارف ومعارض حتى الآن، لكن هذا الخليط الذي فرضته الظروف الموضوعية حقق حتى الآن امتيازات مهمة او سجل بعض الاهداف من بينها ارهاق الرئيس عباس ومنعه من الاسترخاء، واستهداف ادواته ورموز خطه السياسي المقربين ومضايقتهم، والاهم انتاج شعار صاخب في المؤتمر واضفاء الحرارة على النقاشات وخلق مساحة تسمح بمناقشة الملفات المسكوت عنها.

وفي السياق كله يفهم ابناء الحركة ان هذا الخليط من الغاضبين والمستائين والفتحاويين الاحرار وبينهم بعض المعارضين لاوسلو اصلا هو الذي نجح في ايصال عثمان ابو غربية رئيس لجنة العضوية المتفرعة عن اللجنة التحضيرية العليا لكرسي رئاسة المؤتمر الحركي وهو نفسه الفريق الذي هزم منافسه بسيسو وعمل على ضمان استمرار الايقاع الصاخب حتى الآن دون ان يصل الامر بكل الاحوال لمرحلة كسر عظم للرئيس محمود عباس.