خبر إعلاميون ومثقفون يدعون وسائل الإعلام لمقاطعة تصريحات السياسيين التي تؤجج الصراع

الساعة 06:52 م|06 أغسطس 2009

فلسطين اليوم: غزة

نظم منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اليوم الخميس 6-8-2009، ورشة عمل تحت عنوان "دور الإعلام في الوفاق الفلسطيني .. نظرة من الخارج ؟!" ضمن مشروع ( التعاون بديلا عن التصادم)  في فندق المارنا هاوس بمدينة غزة بمشاركة الدكتور إياد السراج رئيس لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية، والدكتور نعيم الغلبان رئيس جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي عضو لجنة الوفاق وعدد من الإعلاميين والمثقفين والكتاب والمحللين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني والعمل الأهلي.

وأكدت الصحفية أسماء الغول التي أدارت ورشة العمل، ضرورة التزام الصحفي بالمهنية والموضوعية فعلاً وليس قولاً، داعية إلى أهمية تكثيف اللقاءات وورش العمل الهادفة لتصويب الوضع الإعلامي الفلسطيني.

بدوره، أكد الصحفي عماد الإفرنجي رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، أهمية تحييد الإعلام والإعلاميين عن الخلافات والمناكفات السياسية.

وطالب الإفرنجي، بوجود إعلام قائم على الحوار والمصالحة، وتقريب أبناء شعبنا بعيداً عن المصطلحات والألفاظ التي تنتقص من الأخر، ليصبح الهدف من الإعلام الطعن والنيل من الأخر وليس مصلحة الوطن.

وقال "نتطلع لجيل صحفي جديد ذو فكر مستنير يستطيع أن يعكس حقيقة ما يراه العالم عنا كشعب فلسطيني، فالصورة الإجمالية المرسومة عنا صورة البطولة والتصدي لأعتى قوة في الشرق الأوسط".

وأضاف " نحن ندرك أن أصل الأزمة هي سياسية، ولها تعبيرات إعلامية، لكن على الإعلاميين أن يكون لهم دور مهم وعدم الانصياع لما يريده السياسيين، وألا تغيب عنا أخلاقيات المهنة ولا يصبح الصحفي هو مجرد آلة، بل يدرك خطورة وأهمية ما يفعله".

ودعا الإفرنجي، إلى أهمية أن يكون هناك تقييم مستمر للعمل والأداء الإعلامي المختلف من الفضائيات والمواقع الالكترونية.

واستعرض أنشطة المنتدى، من تنظيم العديد من ورش العمل واللقاءات والمؤتمرات، ومؤتمر حول الإعلام والخروج بوثيقة أخلاقيات الصحفي الفلسطيني وأخلاقيات المهنة.

وأضاف "تدخلنا في كثير من الإشكاليات التي حدثت مع الكثير من الزملاء في غزة والضفة الغربية، وبذلنا جهود مع مؤسسات حقوقية، وتمكنا من إطلاق سراح بعض الصحفيين المعتقلين .

الدكتور إياد السراج رئيس لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية، دعا إلى مقاطعة السياسيين الفلسطينيين الذي يعملون على تأجيج الصراع، وعدم التعامل مع تصريحاتهم، حتى لا يكون الإعلام مطية لهم.

وقال السراج " على الإعلاميين وضع حد لهذه المأساة.. نحن نحتاج إلى الضمير الحي والحر الذي يتمسك بالموضوعية، لوقف الانهيار المتسارع والخطر على القضية الفلسطينية".

وأضاف السراج " نريد معلومة موضوعية مجردة من الأهواء الشخصية، فالإعلام أصبح موجه لتكريس وزيادة الانقسام وتعزيز الكراهية، ومزيد من تأجيج الخلافات".

وبين أن الإعلام الحر أصبح عملة نادرة، فأساس الإعلام الحرية والفكر والإبداع، موضحاً أن الإعلام العربي والفلسطيني أصبح موجه للشعب للكذب عليه والترويج لأشخاص وأحزاب، وليس لصالح الوطن.

وأشار السراج، إلى أن هناك نماذج مخيفة من وسائل إعلام تابعة لحركتي حماس وفتح، عبر تشويه الأشخاص واستخدام مصطلحات سيئة".

من جهته، أكد د.نعيم الغلبان رئيس جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي عضو هيئة الوفاق الوطني، أن رجل الإعلام أكثر شخصية لها قيمة، إذا كان صاحب فكرة يعمل من أجلها، واستدل على ذلك بأن هناك عشرات الصحفيين ضحوا بأنفسهم من أجل الوصول إلى الحقيقة ونشرها.

وقال الغلبان :"إن الإعلام هو الذي يشكل عقول وثقافة الأمم "، موضحاً أن الثورة الإعلامية تزداد خطورتها، لأن العقل الإنساني والفلسطيني بات مشدوداً نحو الإعلام بشكل كبير، فالأخبار تغطي جزء كبير من حياتهم.

وشدد على أهمية أن يتوفر الصدق الحقيقي في الإعلامي، لأنه لو زاغ عن ذلك وعن الحق، فإن ذلك يؤدي لتشوه العقول ودخول الشعب في صراعات لا نهاية لها.

وبين الغلبان، أن الصحفي قد ينقل الخبر بمصداقية ويراعي المسئولية الاجتماعية، وقد يعمل على تهويله وتأجيج الصراعات.

وشهدت ورشة العمل نقاشات مستفيضة ووجهات نظر متعددة حول سبل النهوض بالواقع الإعلامي والخروج من الأزمة القائمة وصولا إلى إعلام وطني فلسطيني قائم على المهنية.