خبر إقبال كثيف على الترشح « للمركزي والثوري » خشية تأخر انعقاد المؤتمر المقبل عقدين آخرين

الساعة 05:23 م|06 أغسطس 2009

إقبال كثيف على الترشح "للمركزي والثوري" خشية تأخر انعقاد المؤتمر المقبل عقدين آخرين

فلسطين اليوم- وكالات

تجاوزت حركة فتح حالة الجدل التي سادت أعمال جلستها الثانية أمس واتفقت اليوم الخميس على حسم الخلافات عبر صناديق الاقتراع، معلنة عن فتح باب الترشح من مساء اليوم وحتى صباح الجمعة، وسط حديث عن اعتزام المئات الترشح للجنة المركزية والمجلس الثوري خشية تأخر انعقاد المؤتمر القادم لـ20عاما مثل المؤتمر الحالي.

 

وقال نبيل عمرو الناطق باسم مؤتمر حركة فتح في مؤتمر صحفي عقده اليوم إن "المؤتمر قرر فتح باب الترشح أمام أعضاء المؤتمر لعضوية الهيئات القيادية في الحركة اعتبارا من مساء اليوم وحتى ظهر الغد"، وهو ما يعني تمديد المؤتمر بشكل فعلي بعدما كان الجدول المعلن حدد أيام المؤتمر بثلاثة أيام تنتهي اليوم.

 

وأضاف: "هناك عدد كبير من الأعضاء يرغبون بترشيح أنفسهم.. وهناك رؤية بزيادة عدد أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري يجري نقاشها"، مشيرا إلى أنه قد يجري تعديل على عدد أعضاء الهيئتين خلال الساعات المقبلة.

 

ويبلغ عدد أعضاء اللجنة المركزية 21 عضوا، فيما يبلغ عدد أعضاء المجلس الثوري 121 عضوا، ورجح عمرو أن تجرى الانتخابات الجمعة، قائلا: "أرجح أن تبدأ الانتخابات غدا الجمعة بعد الظهر".

 

وحول السبب في زيادة الكوادر التي ترغب بترشيح نفسها للجنة المركزية، والمجلس الثوري والتي تحدثت مصادر في فتح عن أنها نحو 600، قال حسام خضر وهو من القيادات الشابة في الحركة: "هناك تخوف من تأخر انعقاد المؤتمر لسنوات مماثلة قادمة.. لذلك من الطبيعي أن يحدث هذا"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

 

وانعقد المؤتمر الحالي لفتح بعد 20 سنة مرت على آخر مؤتمر عقدته الحركة عام 1989.

 

"ثلاثة معسكرات"

 

وقالت مصادر في فتح إن المعركة الانتخابية ستجري بين ثلاثة معسكرات، إضافة إلى كتلة رابعة توفيقية بين المعسكرات الثلاثة.

 

وأضافت هذه المصادر من داخل حركة فتح أن هذه المعسكرات هي القيادة التاريخية القديمة أو ما يطلق عليه "الجيل القديم" ومن أبرز هؤلاء أحمد قريع وأبو ماهر غنيم وصائب عريقات وعزام الأحمد، ويحظى هذا المعسكر بدعم من الرئيس محمود عباس الذي يؤيد أيضا وجود وجوه شابة.

 

أما المعسكر الثاني فتهيمن عليه قيادات شابة تعارض بقاء أعضاء اللجنة المركزية القدامى في مركز قيادة الحركة، ومن أبرز هؤلاء مروان البرغوثي المعتقل في السجون الإسرائيلية ويسانده قيادات من الجيل الجديد ومنهم محمد الحوراني وقدورة فارس وجمال الشوبكي، وكان البرغوثي وجه انتقادات لاذعة إلى اللجنة المركزية في كلمة مكتوبة وزعها أنصاره على أعضاء المؤتمر الأربعاء.

 

وقال البرغوثي في خطابه: إن اللجنة المركزية السابقة لحركة فتح "تجاهلت أي تمثيل للداخل في مؤسسات الحركة ابتداء من المؤتمر العام ومرورا بالمجلس الثوري وانتهاء باللجنة المركزية".

 

وأضاف أن "الأخطر من ذلك كله حين تواجدت هذه القيادة خارج الوطن، أهملت الوطن ولم ينل من الإمكانات والموازنات ما يوازي موازنة أو مصروفات بعض المسئولين".

 

والمعسكر الثالث يمثله محمد دحلان الذي كان الرجل القوي في حركة فتح حتى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة حيث انتقل للسكن في الضفة الغربية، إلا أن دحلان أثار مفاجأة الأربعاء بإعلانه لوسائل الإعلام أنه قرر عدم ترشيح نفسه للجنة المركزية، لكن مصادر في حركة فتح لم تستبعد أن يرشح دحلان نفسه لعضوية اللجنة رغم هذا الإعلان.

 

وقالت هذه المصادر "إذا رشح دحلان نفسه ونجح، فله الحق في ذلك"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

 

وقال أحد الأعضاء المرشحين لعضوية اللجنة المركزية طالبا عدم ذكر اسمه: إن هناك محاولات من معسكر رابع يحاول الجمع بين المعسكرات الثلاثة كي تخرج حركة فتح قوية من مؤتمرها هذا.

 

عقدة غزة

 

وحول تمثيل قطاع غزة في المؤتمر، قال نبيل عمرو إن "اللجنة الخاصة التي تم تشكيلها لبحث مشاركة كوادر الحركة من غزة ستجتمع اليوم لوضع اللمسات النهائية على آلية تمثيل قيادات الحركة من القطاع في هذه الانتخابات".

 

وكانت عقدة تمثيل قطاع غزة عادت للظهور اليوم، بعد أن رفض عدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية والمؤتمر اقتراح تخصيص حصة للقطاع قيل إنها ستكون نحو ثلث أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، سيتم انتخابهم من قبل مندوبي قطاع غزة فقط.

 

واعتبر الرافضون لاقتراح "الحصة" أنه يكرس الانقسام الجغرافي والوطني بين الضفة والقطاع ويحرم مندوبي جناحي الحركة من المشاركة الحقيقية في اختيار قيادة الحركة الجديدة.

 

وقال نبيل عمرو إن "الكوتة أصبحت من الماضي"، وبحسب مصادر رفيعة المستوى، فإن عباس ما زال يتعامل بحذر مع هذا الاقتراح الذي من شأنه أن يستفز أوساطا واسعة من الجناح الغزي لفتح لاسيما أبرز المرشحين لدخول اللجنة المركزية القيادي محمد دحلان.

 

وكانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ يونيو 2007 منعت كوادر الحركة البالغ عددهم 480 عضوا من التوجه إلى مدينة بيت لحم للمشاركة في أعمال المؤتمر، الذي بدأت أعماله منذ ثلاثة أيام، مشترطة الإفراج عن كوادرها من سجون الضفة الغربية لكن الرئيس عباس قرر انعقاد المؤتمر دون أعضاء الحركة في غزة.

 

"أكثر هدوءا"

 

وعن أحوال اليوم الثالث للمؤتمر قال الناطق الرسمي إن "أجواء المؤتمر اليوم أكثر هدوءا وأقل سخونة مما كانت عليه يوم أمس الأربعاء"، مشددا على أن الخلافات التي ظهرت بدأت بالحلحلة.

 

وأوضح عمرو أنه تم خلال الجلسة الأولى من اليوم الثالث للمؤتمر الاستماع "لكلمات الساحات المختلفة"، لافتاً إلى أن اللجان الـ18 التي شكلت بالأمس الأربعاء باشرت أعمالها وبعضها أنهى عمله بالفعل وينتظر إقرار توصيات هذه اللجان.

 

وقال إن "الأمور تسير بروح إيجابية... الأمر متاح للجميع ليعبّروا عن آرائهم بحيث لا يؤثرون على سياق المؤتمر في كل القضايا".

 

وكان يوم أمس الأربعاء شهد خلافات شديدة وحالة من الاحتقان وصلت إلى اعتداء رجال الأمن على عدد من الأعضاء، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

 

وتفجرت الخلافات عقب احتجاج مئات المؤتمرين على عدم تقديم اللجنة المركزية للحركة تقريرًا ماليا وإداريا مكتوبا عن العشرين عاما الماضية منذ المؤتمر الأخير، إضافة إلى عدم حسم كيفية مشاركة أعضاء فتح في غزة بانتخابات الحركة بعد أن منعتهم حماس المسيطرة على القطاع من حضور المؤتمر.