خبر مؤتمر فتح يتواصل لليوم الثالث وسيفتح باب الترشيحات اليوم

الساعة 08:24 ص|06 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-رام الله

تتواصل لليوم الثالث أعمال مؤتمر فتح السادس في مدينة بيت لحم، وشهد يوم أمس مناقشات وصفت بأنها عاصفة ومشحونة. ويتوقع أن تهيمن هذه الأجواء على النقاشات اليوم حيث ستطرح كافة الملفات الساخنة. وتواصل اللجان الثمانية عشرة بحث الملفات والتقارير المقدمة لها، وتوقع مسؤولون أن يفتح باب الترشيحات في ساعة متأخرة من نهار اليوم بعد الانتهاء من جلسات النقاش على أن يتواصل انعقاد المؤتمر يوم غد مع إمكانية التمديد.

 

وقال القيادي البارز في حركة فتح، الأسير المحرر حسام خضر، لموقع عرب48 إنه سيتم إجراء تقييم حقيقي لواقع الحركة في الكثير من محطاتها- نجاحاتها وإخفاقاتها، وسيخرج المؤتمر بمجموعة من القرارات والتوصيات.

 

وقال خضر إن المؤتمر نجح يوم أمس في إحباط «مؤامرة» الطيب عبد الرحيم التي سعى من خلالها وبطريقة غير مقبولة إلى اعتبار خطاب أبو مازن بمثابة تقرير اللجنة المركزية التي عجزت عن تقديمه للمؤتمر، وأجبره المشاركون على النزول عن المنصة.

 

وأوضح خضر أنه سيتم اليوم نقاش خطاب أبو مازن وستطرح كافة الملفات للنقاش والنقد والتقييم والمحاسبة. وتمنى أن يكون للمؤتمر القدرة على ممارسة النقد بشكل فعال يرقى بالحركة إلى المستويات المطلوبة.

 

وخضر هو مرشح بارز للجنة المركزية، ويحظى على شعبية كبيرة بين أعضاء المؤتمر، وإذ اعتبر الانتخابات «عملية قذرة»، أعرب عن أمله في أن تتمخض عن تغيير يعزز حركة فتح كحركة تحرر وطني. ولكنه لم يبد متفائلا بشأن النتائج وقال إن «كل النتائج ممكنة».

 

ونفى خضر ما تردد يوم أمس حول تعرضه للاعتداء من قبل حرس الرئاسة، وقال إن ما حصل هي محاولة قمع ومصادرة حقه في الكلام، حيث رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منحه الحق في طرح نقطة نظام وحاول حرس الرئاسة صده، ولكنه أصر وأتيح له ذلك في وقت لاحق بعد أن اعترض على قرار عباس بالقول إن المؤتمر سيد نفسه وأن جميع من في القاعة هم أعضاء متساوون.

 

ووصف مصدر مشارك في المؤتمر ما جرى يوم أمس بالقول "انقلب السحر على الساحر". وقال إن الأجواء التي تهيمن على المؤتمر مختلفة تماما عن تلك التي رسمت لها، والصوت الذي يرتفع عاليا هو الصوت المعارض لتحويل حركة فتح من حركة تحرر إلى حزب سياسي .

وأكد المصدر أن هناك مطالبة غير مهادنة من قبل المتحدثين في الجلسات المغلقة بمحاسبة المسؤولين عما آلت إليه الأوضاع في حركة فتح، وبمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، والمسؤولين عن انهيار الحركة في قطاع غزة عام 2007. وأكد أن ثمة إصرار على تشكيل لجنة تحقيق في ملابسات استشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. إلى جانب رفع شعارات تؤكد على خيار المقاومة والتمسك بحق العودة وبالقدس. ووصف المصدر الأجواء بأنها عاصفة ومشحونة ومتوترة في بعض الأحيان.

 

وقال المصدر إن انتخاب اللواء عثمان أبو غربية رئيسا للمؤتمر له دلالات على توجه المؤتمر العام على صعيد البرنامج السياسي، وعلى صعيد نتائج الانتخابات للمؤسسات القيادية. ولكنه قلل من تفاؤله بشأن نتائج انتخابات اللجنة المركزية، والمجلس الثوري، إذ أن مراكز القوة تلعب دورا أساسيا، وتدخل في نتائجها عوامل تلعب في صالح الجهات المتنفذة في الحركة. ولكنه توقع أن تعزز اللجنة المركزية والمجلس الثوري بقيادات شابة قادرة على المساهمة في تقويم مسار الحركة، والأهم من ذلك أن المؤتمر يعتبر إعادة مأسسة الحركة.

 

ورغم غياب معظم ممثلي قطاع غزة وعدد كبير من الشتات، اكتمل يوم أمس النصاب القانوني، وأظهر التحقق من النصاب الذي استمر خمس ساعات متواصلة أن أكثر من ثلثي الأعضاء يتواجدون في قاعة المؤتمر.

وانتخب أعضاء المؤتمر، عثمان أبو غربية رئيسا للمؤتمر، وصبري صيدم نائبا أول، وأمين مقبول نائبا ثانيا. ويدور الحديث في أروقة المؤتمر عن إمكانية تمديده ليوم آخر أو ربما أكثر ليتسنى بحث كافة الملفات ومنح الوقت الكافي لعملية انتخاب المؤسسات القيادية.

 

وحصلت في المؤتمر مفاجأة أذهلت الحضور وأثارت عاصفة من ردود الفعل، وتمثلت بأن اللجنة المركزية لم تقدم تقريرها الذي يفترض أن يغطي نشاطاتها وأعمالها بين المؤتمر الحالي والسابق. وأصر أعضاء المؤتمر على تقديم التقرير للمناقشة والمحاسبة، ولم تثنهم محاولات الطيب عبد الرحيم ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إقناع المؤتمر بالتغاضي عن التقرير. كما رفضوا اقتراحهما باعتبار كلمته التي أدلى بها في الجلسة الافتتاحية يوم أمس بمثابة تقرير بديل عن تقرير اللجنة المركزية

 

وأضاف المصدر أنه تم تشكيل 18 لجنة تغطي جميع الاهتمامات والهموم الفلسطينية، بما في ذلك لجنة خاصة بغزة ستتولى اقتراح سياسة موحدة لحركة "فتح" تجاه غزة و"سيكون هناك تحديد للعلاقة مع 'حماس'.

 

ولفت المصدر إلى أن مجموعة محمد دحلان التي وصفها بأنها منبوذة داخل المؤتمر مارست ضغوطا من أجل تخصيص كوتة لقطاع غزة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، بحيث يتم انتخاب الممثلين للجنة والمجلس من أعضاء قطاع غزة، إلا أن جهودهم باءت بالفشل وواجهت جهودهم معارضة شديدة بين أعضاء المؤتمر.

ويشارك في المؤتمر الذي يحمل اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وافتتح في تاريخ ميلاده، أي الرابع من أغسطس/ آب، 2267 عضوا بعد قرار من قيادة الحركة بزيادة عدد أعضائه بعد قبول قسم من التظلمات التي قدمت للجنة التحضيرية للمؤتمر. وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ثمانون وفدا من دول عربية وأجنبية ووفود من أحزاب دولية.

ويهدف المؤتمر الذي يأتي بعد عشرين عاما من انعقاد سابقه، إلى انتخاب لجنة مركزية جديدة للحركة ومجلس ثوري وتبنّي برنامج سياسي جديد.