خبر في مقابلة مع « هآرتس »: قيادي فتحاوي يكشف عن عملية فدائية قتل فيها 35 إسرائيلياً بنيران صديقة

الساعة 09:54 ص|05 أغسطس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" قال خالد أبو عصبة، الذي كان أحد المشاركين في عملية الشاطئ في آذار/ مارس من العام 1978 الذي قتل فيها 35 إسرائيليا، إن القتلى الإسرائيليين سقطوا بنيران إسرائيلية، وليس بنيران المجموعة. كما أكد على أن الكفاح المسلح ليس الحل الوحيد، ولكن لا بد منه في حال عدم وجود حل آخر.

 

وقال إنه ليس على استعداد للتعبير عن الندم على العملية، مشيرا إلى أنه يجب أن يسبق ذلك اعتذار إسرائيلي علني عن كل عملياتها ضد الفلسطينيين.

 

وبحسبه فإنه نفذ عملية واحدة، بينما لا يمكن حساب العمليات التي نفذتها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وبضمنها الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة قبل ثمانية شهور. وأضاف أنه "يجب التوصل إلى سلام وهذا هو المهم الآن".

 

وجاء في المقابلة أنه كان في سن الثامنة عشرة عندما شارك في تنفيذ عملية الشاطئ، والآن يشعر بأنه يعود إلى وطنه بعد 30 عاما.

 

وأشار إلى أنه في العام 1967 وصل طولكرم قادما من الكويت، وقرر الانضمام إلى حركة فتح. بدأ التدريبات في لبنان، وكان الشهيد خليل الوزير، أبو جهاد، المسؤول عنه. وبحسب أبو عصبه فإن الشهيد أبو جهاد حذر رجاله من القيام بأي اعتداء على الرهائن.

 

وأضاف أنه تم انتقاء 13 مقاتلا بقيادة محمود أبو نايف. وفي التاسع من آذار/ مارس 1978 خرجوا من لبنان في زورقين، وكان البحر عاصفا، ما أدى إلى انقلاب أحدهما وغرق إثنين. وبعد يومين وصلت المجموعة إلى الشاطئ، جنوب حيفا بالقرب من كيبوتس "معجان ميخائيل".

 

ولدى سؤاله عن المصورة الإسرائيلية غيل روبين، أجاب بأن الشهيدة دلال المغربي هي التي أطلقت النار عليها، حيث لم يكن هناك أي خيار أمام المجموعة، خشية أن تقوم بالتبليغ عنهم.

 

ووصلت المجموعة إلى الشاطئ، بحسب أبو عصبة، وأوقفوا الحافلة الأولى التي صادفتهم، وتوجهوا نحو الجنوب. وفي الطريق تمت السيطرة على حافلة أخرى نقل إليها ركاب الحافلة الأولى، وواصلوا الطريق نحو تل أبيب. ويضيف أنه في هذه الأثناء بدأت عمليات إطلاق النار باتجاه الحافلة، وبدأ أفراد المجموعة بالرد على مصادر النيران، خلال السفر.

 

ويتابع أن إطلاق النار قد تواصل، إلا أن أفراد المجموعة لم يطلقوا النار على الرهائن. وتوقفت الحافلة بسبب حاجز نصب عند مفرق "غليلوت" شمال تل أبيب. ويضيف أنه تم إطلاق نار كثيفة باتجاههم، وبدأ الجزء الخلفي من الحافلة بالاشتعال، كما وقعت عدة إصابات بين أفراد المجموعة، كان من بينهم دلال التي أصيبت برأسها، كما أصيب "أبو رامز".

 

ويؤكد أبو عصبة أنه تم إطلاق الرصاص باتجاه مقدمة الحافلة، كما أطلقت الصواريخ أيضا على مقدمة الحافلة ومؤخرتها. ويشير إلى أنه بينما كان أفراد المجموعة خارج الحافلة، في هذا الوقت، بدأت أصوات الانفجارات تصدر من الحافلة. ويشير هنا إلى أن سقوط القتلى والمصابين كان بسبب النيران الإسرائيلية وليس بنيران أفراد المجموعة.

 

ولدى سؤاله عن حقيقة مقتل الرهائن بنيران إسرائيلية، يؤكد أبو عصبة مرة أخرى أن الشهيد أبو جهاد كان قد حذر أفراد المجموعة من تنفيذ أي اعتداء على الرهائن. وأضاف أن الجيش قد حملهم المسؤولية، ولم يحاول إجراء مفاوضات معهم. وبحسبه فإن الجيش وصل إلى المكان بهدف القتل، ولم يكن يرغب ببقاء أي فلسطيني على قيد الحياة.

 

تجدر الإشارة إلى أن أبو عصبه قد مكث في السجون الإسرائيلية مدة 7 سنوات، حيث تم تحريره في إطار صفقة تبادل الأسرى عام 1985 التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.

 

ويشير في المقابلة أيضا أنه يعيش مؤخرا في الأردن، بعد أن تزوج من امرأة عربية من الناصرة، تم لاحقا سحب مواطنتها بسبب زواجها منه.

 

ولدى سؤاله عما إذا كان يريد البقاء في الضفة الغربية، أجاب أنه سيفعل بحسب ما يطلب أبو مازن. وأشار في هذا السياق إلى أن لديه تصريحا بالمكوث في الضفة لمدة شهر.

 

وفي نهاية المقابلة يشير إلى توقيع اتفاق أوسلو وبدء المفاوضات، إلا أن النتيجة كانت المزيد من المستوطنات بالإضافة إلى الجدار. ويضيف أنه على إسرائيل أن تدرك أن الهدوء والأمن لن يتحققا إلا بسلام حقيقي، وأن الكفاح المسلح ليس الحل الوحيد، ولكن إذا لم يكن هناك أي حل آخر فلا بد منه.