خبر ظلم في الشيخ جراح -هآرتس

الساعة 08:22 ص|05 أغسطس 2009

بقلم: أسرة التحرير

إخلاء عائلتين فلسطينيتين من منزليهما في حي الشيخ جراح في شرقي القدس لادخال عائلتين يهوديتين مكانهما، يثير كما كان متوقعا شجبا حاد اللهجة. وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، دعت الحكومة الى الامتناع عن مثل هذه الاعمال، التي وصفتها "بالاستفزازية"، وبخرقها الوضع الراهن في القدس. السويد، الرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي، أعلن بان الاخلاء ليس دستوريا، ومبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط روبرت سري، قضى بان الخطوة تشكل خرقا لميثاق جنيف ولتعهدات اسرائيل في اطار خريطة الطريق.

مشاهد الطرد للعائلتين الفلسطينيتين اللتين سكنتا في منزليهما لعشرات السنين، تعرض اسرائيل كمن تقيم نظام احتلال وحشي، يمس بالضعفاء ويقرر حقائق سياسية في مدينة موضع خلاف، تحت غطاء "سلطة القانون".

ولكن، مع كل اهمية الانتقاد الدولي، فهو ليس السبب الذي من أجله يعتبر اخلاء العائلتين أمرا مرفوضا على نحو ظاهر. دولة ديمقراطية، تحب السلام والعدل، لا يحق لها أن تقتلع عائلات لاجئي 1948، خلفوا منازلهم في غربي القدس وحظوا من السلطات الاردنية على مأوى متواضع. الادعاء بان المنازل في الشيخ جراح اشتراها يهود في بداية القرن الماضي هو سهم مرتد، يفتح صندوق مفاسد سياسي وقانوني.

لن يقتنع أي ذي عقل بان لليهود حق جارف في العودة الى المنازل في شرقي القدس في الوقت الذي يحرم القانون الاسرائيلي ليس فقط حق الفلسطينيين في العودة الى منازلهم في غربي المدينة، بل ويطردهم من المنازل التي سكنوا فيها نحو ستين سنة. انظمة مديرية اراضي اسرائيل هي ايضا لا تسمح للسكان الفلسطينيين في شرقي القدس بالحصول على ملكية على الاراضي والمنازل في كل ارجاء المدينة.

القليل المطلوب من دولة سوغت مصادرة الاف الدونمات في شرقي القدس من أجل البناء لمواطنيها خمسين الف شقة، هو المصادرة مرة واحدة والى الابد من محافل متطرفة الحق في تحويل القدس الى عقبة في وجه السلام وحجر عثرة امام المصالحة بين الشعبين اللذين يعيشان فيها. على الحكومة أن تعيد فورا السكان الفلسطينيين الى منازلهم في الشيخ جراح، وتلغي اوامر الاخلاء بحق مزيد من المنازل. مصير الحي يجب أن يتقرر في المفاوضات السياسة.