خبر « كوز الذرة ».. لذة وفائدة لآكليها.. ورزق وتحد للبطالة لبائعيها

الساعة 08:05 ص|05 أغسطس 2009

"كوز الذرة".. لذة وفائدة لآكليها.. ورزق وتحد للبطالة لبائعيها

فلسطين اليوم- غزة ( تقرير خاص)

على امتداد شاطئ البحر من الشمال إلى الجنوب وفي الطرق الرئيسة لشوارع محافظات قطاع غزة، تنتشر عربات بيع "الذرة" ويتزاحم من حولها الصغار والكبار من أجل الحصول على "كوز ذرة مشوي أو مسلوق"، مع طعم يميل لملوحة البحر ولا يختلف عن معاناة بائعيها الذي يحمل كل واحد منهم حكاية.

 

"فعربات الذرة" التي أصبحت ملازمة للبحر والصيف والإجازات أصبحت هي هدف المصطافين على شواطئ البحر حتى المارين من كافة الطرق والمداخل للمدن، حيث تنادي رائحتها الزكية على المشترين الذين لا يترددون في الحصول عليها، خاصةً الأطفال الصغار.

 

وعلى الرغم من انتشارها المكثف، إلا أن طعمها وطريقة صنعها تختلف من شخص لآخر، ففيما تفضل أم ياسر سلطان المشوية منها، وبملح قليل، تفضل ابنتها ميساء المشوية، حيث تقول:" طعمها المشوي مختلف وله مذاق رائع، خاصةً عندما تقف أمام العربة لتشتم رائحتها وهي تطهى".

 

وفيما يصطف مجموعة أطفال حول عربة المواطن تيسير أبو عليان (37 عاماً) على شاطئ البحر، بدا وكأنه متعب من حرارة الشمس، والنار المقابلة له حيث يسلق ويشوي عرانيس الذرة التي بدأ الأطفال يلتهمونها بشهم ويصدرون أصواتاً لا تظهر سوى اللذة والمتعة في الأكل.

 

أبو عليان، يعتبر أن مهنة بيع الذرة موسمية، حيث أنه يحرص على بيعها خلال فترة الصيف وعلى شواطئ البحر مع تزايد طلب المواطنين عليها، كما أنه يجد فيها رزقاً له خاصةً بعد فقدان عمله قبل 4 سنوات، فأصبحت هذه المهنة تعينه على حياته وتأمين مصروفات أطفاله.

 

ويحرص الفلسطينيون على البحث عن مهن مختلفة للحصول على رزق وعمل متواضع يسد فيه رمق أطفاله، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتفاقم البطالة والفقر المتزايد التي بلغت نسبتها أكثر من 80% حسب الإحصائيات.

 

أما الشاب محمد مسمح، فيعتقد أن انتشار عربات الذرة ليست فقط متعة غذائية أو مذاق صيفي اعتاد عليه الناس، ولكن هي شعار لتحدي الحصار والبطالة، وأن الفلسطينيين قادرين على المواجهة بكل الوسائل والطرق، حتى لو اشتدت حرارة الصيف على بائعها وطال وقوفه أمام عربته لبيع المواطنين.

 

وتستعد أم سالم أبو مغصيب وأطفالها لشراء عرانيس الذرة، لتشير إلى أن أبنائها الصغار يحبون عرانيس الذرة بشكل كبير، ولا يمكنها المرور من أمام إحدى العربات إلا والشراء منها، كما تحصل على كمية منها لأكلها في منزلها.

 

وتضيف أم سالم، أن مايدفعها لشرائ كميات متزايدة هو أن سعرها أفضل كما ترى عندما تشتريها جاهزة بدلاً من شراء مجموعة منها وسلقها في المنزل، في الوقت الذي تحرص فيه على عدم التبذير في كميات الغاز.

 

وتعتبر الذرة، نبات عشبي حبي من النجيليات، وهي ذات ساق قوية، منتصبة، طويلة، وموطنها الأصلي وانتشار زراعتها أميركا، ومن ثم انتشرت زراعتها في قارة أوروبا وآسيا وإفريقيا.

 

كما تحمل الذرة فائدة غذائية كبيرة، حيث أنها تحتوي على كمية وافرة من النشاء، والمواد الدهنية بنسبة 4-6%، والأزوتية والمعدنية، يشرب مغليها كمدر للبول عند الإصابة بالرمال البولية والتهابات المثانة، كما تحتوي الذرة على كمية وفيرة من الزيت الجيد الخالي من الكلسترول، وزيت الذرة غني بالفيتامينات، ويستعمل في معالجة الرشح والربو وآلام الشقيقة وقشرة الرأس، وهناك العديد من الدول التي تزرعه بكثرة وتصنع منه الكثير من الأصناف الغذائية.

 

وتعد "الذرة" جزءاً أساسياً من غذاء الكثير من المجتمعات والشعوب حول العالم، ويستخدم طحينها طعاماً للفطور مخلوطاً بالحليب في الكثير من البلدان، ويستخدم أحياناً بديلاً عن القمح لصناعة الخبز وشتى أنواع المعجنات والحلويات.