خبر مرض جلدي خطير ينهش جسد أسير من الجهاد الإسلامي ويغيّر ملامح وجهه

الساعة 05:23 ص|05 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

كاد الشاب محمد علي الصفوري من مخيم جنين ان يفقد وعيه عندما شاهد وجه والده الأسير وقد تغيرت ملامحه جراء إصابته بمرض جلدي غامض ينهش سائر جسده دون ان يتلقى الحد الأدنى من العلاج.

يقول محمد إنه تمكن من زيارة والده القابع في سجن "ريمون" وقد غطت وجهه وسائر أعضاء جسده بقع وأورام ناجمة عن إصابته بمرض جلدي مجهول.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الصفوري في اليوم الأخير من اجتياحها المدمر لمخيم جنين في نيسان عام 2002، وذلك بعد مطاردة استمرت عدة سنوات على خلفية قيادة "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وضلوعه في عدد من التفجيرات والهجمات المسلحة التي أسفر عنها مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين.

ويضيف الابن إنه أصيب بصدمة شديدة عندما شاهد والده لدى دخوله إلى غرفة الزيارة دون أن يتخيل أن صورته ستكون بهذا الشكل، حيث بدا وجهه مصفراً ومتورماً وتغطيه بقع حمراء، اضافة الى اصابته بمضاعفات خطيرة جراء المرض الجلدي المجهول الذي أصابه قبل نحو ثمانية شهور، فيما تواصل إدارة السجن التلذذ بمعاناته وعذابه ولا تكتفي بإهمال علاجه وإنما ترفض السماح للجنة طبية مختصة بزيارته ومعاينته وتقديم العلاج اللازم له.

وحسب الصفوري فإن سلطات الاحتلال ترفض السماح له بزيارة والده سوى مرة واحدة كل عدة شهور وتقتصر زيارته على بناته ممن لم يكملن الخامسة عشرة من أعمارهن، وذلك في إطار العقوبات التي تفرضها على والده وجميع أفراد عائلته.

ووصف الدقائق القليلة التي أمضاها وهو يتحدث إلى والده من خلف الزجاج المقوى، بأنها الأصعب في حياته، حيث تغيرت ملامح والده بشكل كبير بسبب المرض المجهول الذي أصابه وبدت عليه معالم القلق والخوف بسبب الورم والانتفاخ في وجهه الذي انتشرت فيه بقع كبيرة بدأت تتسبب بتساقط شعر ذقنه ورأسه.

وأوضح أن معاناة والده بدأت قبل نحو ثمانية شهور عندما ظهرت على جسده بقع ودمامل صغيرة وأورام، حيث توجه إلى إدارة السجن من أجل عرضه على طبيب مختص وعلاجه، إلا أن الإدارة أهملت شكواه ورفضت علاجه واكتفت بعرضه على طبيب السجن الذي لم يقدم له سوى أقراص "الأكامول" التي لم تساعد على وقف انتشار المرض الذي أصاب صدره ويديه وقدميه إضافة إلى وجهه.

من جهته، قال عبد الصفوري، شقيق الأسير الصفوري، إن حياة عائلته تحولت الى جحيم في ظل استمرار معاناة شقيقه ورفض إدارة السجن تقديم الحد الأدنى من العلاج اللازم له ورفضها لكل الجهود التي بذلت على مدار الشهور الأخيرة من أجل إدخال طبيب متخصص لمعاينته وعلاجه، مشيرا الى ان الادارة اكتفت بتقرير طبيب السجن الذي شخص الحالة بأنها طبيعية وأن علاجها يقتصر على تناول المسكنات وأقراص "الأكامول".

وأضاف إن معاناة شقيقه تتفاقم في كل يوم لدرجة أصبح فيها غير قادر على النوم أو الجلوس أو الاستقرار كباقي الأسرى، وهو يصارع الالم في كل لحظة.

ونقل عن شقيقه قوله إن طبيب السجن يعامله بطريقة سيئة، ويدعي أن حالته نفسية وليست مرضية وهي تتطلب منه شرب كميات كبيرة من المياه، اضافة إلى تناول أقراص "الأكامول" دون أن يطرأ أي تحسن على حالته الصحية الآخذة في التدهور.

وتحت وطأة الفعاليات الاحتجاجية التي ينظمها الأسرى، قال الصفوري، إن إدارة السجن اضطرت إلى نقل شقيقه إلى مستشفى "سوروكا" داخل الخط الأخضر، حيث أجريت له الفحوص الطبية اللازمة، وأخذ الأطباء عينة من جلده ودمه ولكن وقبل أن يستكمل العلاج تمت إعادته إلى السجن دون إبلاغه بنتيجة هذه الفحوص، مشيرا الى ان طبيب المستشفى وصف له علاجاً غير ان إدارة السجن رفضت توفيره له.

وناشد الصفوري، المنظمات الحقوقية والإنسانية، وأعضاء الكنيست العرب، التدخل العاجل من أجل وضع حد لمعاناة شقيقه الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد التراكمي خمس مرات و50عاماً.

واوضح أن سلطات الاحتلال تتعمد منع معظم أفراد عائلته من زيارة شقيقه بذريعة الأسباب الأمنية، في حين تعجز والدته الطاعنة في السن من زيارته بسبب اعتقاله في مكان بعيد جداً عن مكان سكن العائلة.