خبر صحفية إسرائيلية: التسهيلات في الضفة خداع يخفي وجه الاحتلال البغيض

الساعة 11:45 ص|04 أغسطس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

دعت الصحفية الإسرائيلية اليسارية عميرة هاس في مقال لها بصحيفة 'هآرتس' اليوم، الإسرائيليين عدم تصديق أقوال سياسيوها حول التسهيلات التي حققوها في الضفة المحتلة.

 

وأوضحت أن هذه التسهيلات ليست سوى خداع من هؤلاء الساسة، فالحياة المتوقدة في رام الله مثلا تشير إلى رغبة الفلسطينيين وقدرتهم على العيش في إطار حياة طبيعية.

 

وتوقعت أن يأتي الانفجار الشعبي الفلسطيني ضد غسرائيل، ولن تمنعه لفتة هنا أو إحسان هناك، وهذه اللفتات لن تغير الواقع غير الطبيعي الذي تفرضه إسرائيل، ويغير ذلك فقط انقلابا حادا في سياسة دولة إسرائيل، الأمر الذي ترفض القيام به بالتحديد.

 

وتطرقت هاس إلى خطاب بنيامين نتنياهو الذي القاه في كلية 'الامن الوطني الإسرائيلي' حيث قال: "باراك رفع عددا غير قليل من الحواجز ونحن نعمل معا في الحكومة لإزالة الحواجز التي تعيق المشاريع الاقتصادية التي يمكنها ان ترتقي بالاقتصاد الفلسطيني… الاقتصاد الفلسطيني هنا في يهودا والسامرة يزدهر الان بوتيرة تزيد على 7 في المائة، ومن الممكن ان يفوق ذلك، انا اريدكم ان تتخيلوا ما سيحدث عندما يبدأ خط الأفق في رام الله وجنين والخليل بالامتلاء بالأبراج  التي تفتح المجمعات التجارية ودور السينما والمطاعم ويعرف الشبان الفلسطينيون ان لديهم مستقبلاً".

 

وأضافت، 'كل هذا المديح في مكانه شريطة ان ننسى الحقائق التالية':

 

·60 في المائة من الضفة هي منطقة ج اي التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، ومن المحظور على الفلسطينيين أن يبنوا فيها حدائق أطفال ومجمعات تجارية ودور سينما أو مد شبكات المياه وتركيب الهوائيات لشركات الاتصالات، ومن المحظور أيضا حفر الآبار وجمع مياه الآبار، أما توسيع القرى والمدن فحدث ولا حرج.

 

·بعض الحواجز رفعت فقط عندما تكرست شبكة الطرقات المزدوجة: للإسرائيليين طرقات علوية بنيت على أراض فلسطينية مصادرة، وللفلسطينيين طرقات ضيقة ملتوية طويلة، غور الأردن خارج نطاق هذه المعادلة بالنسبة لأغلبية الفلسطينيين وكذلك الأراضي الخصبة الممتدة وراء الجدار الفاصل ومن حول المستوطنات.

 

·التخلف الاقتصادي في غزة بالمقارنة مع الضفة لا يرتبط بانتصار حماس وانما بسياسة الاغلاق. اسرائيل عزلت غزة وحبست اغلبية سكانها طوال 15 عاما من قبل ان يحدث الشرخ السياسي بين حماس وفتح.

 

0 وزارة الداخلية والدفاع الاسرائيليتين تواصلان السيطرة على دخول الرعايا الاجانب للضفة وللقطاع من اولئك الذين يأتون للتبرع من اجل رفاه هاتين المنطقتين. رجال اعمال واكاديميين من الفلسطينيين وغيرهم من الذين يحملون جنسيات غربية يتعرضون للارهاق عند المعابر الحدودية ويلقون العوائق أمام دخولهم ويحصلون على تأشيرات دخول محددة زمنيا وفي العادة لا يحصلون على تراخيص عمل.

 

·القدس تحولت الى مجموعة من الإحياء الفقيرة المكتظة، وكندا واستراليا تبدوان بالنسبة للفلسطينيين في الضفة اقرب من مدينة القدس.

 

·نسبة البطالة في الضفة تبلغ 19.8 في المائة. اكثر من نصف الشبان من ابناء الـ 15 حتى 29 لا يعملون ولا يدرسون. وفقا لتقرير منظمة العمل الدولية كان الدخل القومي الفلسطيني الخام في عام 2008 1290 دولار للفرد الواحد – اقل بـ 28 في المائة مما كان عليه في عام 1999. رواتب الاغلبية في القطاع الخاص والعام في الضفة تترواح بين 1500 الى 2000 شيكل.

 

وخلصت للقول، لهذه الأسباب وغيرها يتبين أن الازدهار الظاهري في رام الله ونابلس مضلل وخداع. مثلما كان مضللا في 1969 وفي عام 2000 عندما أبدى الإعلام الإسرائيلي انفعالهم ودهشتهم من المقاهي وشركات التكنولوجيا الراقية التي بدأت تظهر هناك، اليوم ايضا نرى ان المتأثرين هم زوار لحظيون يركزون اهتمامهم على نفي وجود الاحتلال.