خبر مؤتمر فتح: يوم مهم.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:10 ص|04 أغسطس 2009

بقلم: يوسي بيلين

لا يفترض أن يقرر مؤتمر منظمة فتح العام السادس قرارات حاسمة. فقد اتخذ القرار الحاسم في 1988، عندما تم استبدال الاستعداد للتوصل الى تسوية سياسية على أساس قرار مجلس الامن المشهور 242  بـ "الكفاح المسلح" وحده الذي ميز المنظمة.

وكان قرار حاسم آخر هو الموافقة على اتفاق اوسلو وبدء المسيرة السلمية مع اسرائيل. في ظاهر الامر سينشغل المؤتمر العام الذي لم يعقد منذ عشرين سنة، بقرارات ادارية. اذا لم توجد خصومات عالية في النقاشات الطويلة المتوقعة، فنستطيع ان نفهم نتائج المؤتمر بواسطة المحللين فقط الذين سيبينون لنا في نهاية الاسبوع، من علا ومن هبط وما معنى ذلك بالنسبة لمستقبل المنظمة. لكن هذه النتائج ستؤثر تأثيرا مباشرا في المنظمة التي تسيطر على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وفي مستقبل الاجراءات السياسية ايضا.

لا يكاد يوجد تشابه بين المنظمة السرية التي اقامها في القاهرة قبل خمسين سنة طلاب فلسطينيون بقيادة ياسر عرفات وبين فتح اليوم. كان المبدآن الرئيسان لفتح "استقلال القرار" – أي وقف وضع ان يكون الفلسطينيون اداة لعب في ايدي الدول العربية وان يصبحوا سادة انفسهم – و "الكفاح المسلح" الذي يرمي الى المس باسرائيل، والى جعلها ترد بضرب الدول العربية وان تجر بذلك العالم العربي الى محاربة اسرائيل، حربا تهب للفلسطينيين وطنهم.

الحديث اليوم عن منظمة ما يزال عدد من قادتها يكنون جميعا بـ "ابو"، لكن المنظمة تحولت عن كونها حركة فوارة تجذب الشبان الى حزب حاكم فاسد جدا معني باعادة الدول العربية للمشاركة في القضية الفلسطينية (المبادرة العربية) وتزعم انها تستطيع بمفاوضة اسرائيل احراز انجازات أهم من الانجازات بالكفاح العنيف.

كان يبدو ان مدة فتح قد انتهت بانتخابات السلطة التشريعية في 2006 مع فوز حماس. لكن هذا الفوز خاصة، وبخاصة سيطرة حماس على قطاع غزة، منح فتح احتمال أن توجد نفسها من جديد. فبإزاء حماس خاصة التي ترهب سكان غزة وتوجب على النساء هنالك الحجاب الشرعي مع القرار في بيوتهن، والابتعاد عن العالم والتعلق بايران، تصبح فتح حركة علمانية – وطنية تحظى بتأييد العالم ومساعدته؛ حركة قادرة على ضمان القانون والنظام في الضفة الغربية، والنماء الاقتصادي ايضا.

قد يمكن المؤتمر السادس فتح من أن تخلق نفسها من جديد كحزب حاكم واقعي متزن، يتفهم احتياجات الشعب الفلسطيني اكثر من خصمه المتطرفة؛ حزب عالم بالافضلة الكبيرة لعلاقات جوار حسن باسرائيل وقادر على اختيار كادر جديد من القادة من ابناء الاربعين والخمسين، وابو مازن يشرف على تغيير الاجيال هذا. يفترض أن يهب حزب فتح القيادة تأييدا في اجراء تفاوض جدي مع اسرائيل يشتمل على تنازلات غير سهلة على الطرفين.

ان جهات فلسطينية كثيرة معنية بمنع نتيجة كهذه. سواء أكان الحديث عن اشخاص داخل فتح، مثل فاروق القدومي ام كان الحديث عن حماس. سيحاولون منع اقامة المؤتمر في بيت لحم او احداث تفجير فيه ومواجهات لا يمكن عقد الجسور فوقها من أجل ضمان تأبيد النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.

وسيوجد ايضا اسرائيليون غير قليل يفركون ايديهم مستمتعين اذا فشل المؤتمر. ان من يرغب بتحالف العناصر السليمة العقل في منطقتنا يجب أن يؤمل نجاحه.