خبر نهاية البيت الثالث (ب)- هآرتس

الساعة 09:22 ص|04 أغسطس 2009

بقلم: نحيميا شترسلر

(المضمون: الاصوليون يحتلون دولة اسرائيل بصورة تدريجية على طريق تحويلها الى دولة توراتية ظلامية وعلى الاغلبية العلمانية ان تهب دفاعا عن دولتها – المصدر).

ادعاءات كثيرة وانتقادات وجهت الي في الاسبوع الاخير. قالوا انني عنصري ولا سامي وباغض للاصوليين. قالوا انني لو كنت ليبراليا حقيقيا لكان علي ان ابدي التسامح مع دعاة التوبة، لان الدولة قائمة فقط بفضل تلاميذ المعاهد الدينية الذين يكرسون وقتهم لدراسة التوراة.

صحيح ان الكثيرين ايضا قد أيدوا بصورة كاملة ما كتبته هنا في الاسبوع الماضي ("نهاية البيت الثالث" 28/7). ولكن المشكلة هي ان هناك علمانيين كثيرين ساذجين حتى درجة الايلام ولا يدركون ان الحرب تدور حول البيت. حول حق العلمانيين في العيش وفقا لعقيدتهم. هؤلاء لا يدركون ان امامهم خطة احتلالية مخططة جيدا مع أناس مجندين كبار متوجهين نحو الغاية والهدف ويرغبون في استلاب البيت الروحي من الاغلبية العلمانية وكذلك بيتها المادي. دولة الشرعية ليست مجرد شعار وانما خطة عمل.

صحيح ان الديانة اليهودية ليست ديانة رهبنة ولكنها تمارس الرهبنة من اجل الاحتياجات الخارجية. اتباع حباد وغيرهم من اللتوانيين يرغبون في تحويل شعب اسرائيل الى شعب اصولي مثلهم. ويريدون تحويل قوانين الدولة الى قوانين توراتية. الانقلاب الذي يخططون له لا يشبه ما حدث في ايران. هناك جرى الانقلاب بقوة السلاح والعنف اما هنا فهذا انقلاب يمارس نهج الاقتطاف بواسطة المال والاقناع وتوزيع الابتسامات والكلمات الطيبة. ولكن الهدف واحد: تحويل الدولة الى دولة شريعة توراتية.

الاصوليون يتعاملون مع العلمانيين كيهود بكل معنى الكلمة بما انهم ولدوا لام يهودية. ولكنهم يهودا جناة مخالفين للتعاليم في نظرهم وسيئين خطائين. وبما انهم يحافظون على حرمة السبت ولا يدرسون التوراة كما يجب فانهم يتسببون بتأجيل ساعة الخلاص المنتظرة. ولذلك من الواجب اعادتهم الى حظيرة الدين. ان حافظ شعب اسرائيل كله على حركة سبتين متواصلين فان المسيح سيظهر فورا، حسب اعتقادهم.

في البيان الذي نشر في صحيفة "يوم بيوم" الناطقة بلسان شاس جاء: "هناك حاجة لاشخاص للعمل في مركز روحي من اجل انقاذ ابناء اسرائيل المنتشرين في الشوارع. يستوعبون تلاميذ متدينين من اجل التدريس في المعاهد الدينية العليا مع انشطة لجذب الفتيان ومنحة عالية جدا وظروف سكنية بدلا من الخدمة الالزامية في الجيش".

يكفي ان يصل عشرة تلاميذ كبار من المعاهد الدينية مع عائلاتهم الى نفس الحي في رحوفوت. هم لن يضطروا للعمل دقيقة واحدة من اجل كسب عيشهم. سيفتحون من اجلهم روضة اطفال ومن ثم غرفة وبعد ذلك معهدا دينيا فكلية عليا. وهذا هو المأمول والمنشود في نظرهم. ممثلون سياسيون في المجلس وحاخام الحي سيساعدون بدورهم في جمع المال من اجل ذلك.

في ساعات المساء سيخرجون للمهمة المنشودة. هؤلاء الشبان سيقرعون ابواب البيوت ويحدثوا الناس عن روضة الاطفال المفتوحة لساعات طويلة والتي تقدم الوجبات الساخنة لهم. هم سيتوجهون للمتنزهات والمجمعات التجارية لاقناع الشبان والفتيان هناك. "نحن نشعر ان لديك روح صديق بريئة" سيقولون لهؤلاء الفتيان بدهاء ويضيفوا من عندهم بضع كلمات ترهيبة حول نار جهنم التي تنتظرهم ان واصلوا التدخين في يوم السبت.

ليست لديهم اية مشكلة ضميرية ان اقتلعوا فتى في الخامسة عشرة من عمره من منزله واسرته وارسلوا الى معهد ديني – من دون موافقة الوالدين. بهذه الطريقة "ينقذون" روحا واحدة من شعب اسرائيل ولكنهم يدمرون عائلة بأكملها في اطار ذلك. في المعهد يدرس هذا الفتى التلمود ويتعلم احكام البقرة الحمراء وغيرها من الاحكام التي تتعلق بالشؤون الدينية التوراتية. الى ان ذلك ليس بالشيء الذي يساعده في تدبر امره في ساحات العمل. فهذا الشاب اصلا لن يعمل ابدا. ولن يخدم في الجيش كذلك. يعلمون ايضا كيف يكره الصهيونية ويشوهون صورة هرتسل وبن غوريون في عقله. بهذه الطريقة احتلوا احياء من طبريا ورمات غان واسدود وعسقلان والخضيرة وكذلك رمات افيف الخضراء في تل ابيب الموجودة في دائرة الاستهداف.

في المرحلة التالية يصلون الى حي اصولي اضافي ويستأجرون المزيد من الشقق السكنية فيبدأ العلمانيون بالفرار. اسعار الشقق تهبط ويبدأ الاصوليون بالمطالبة باغلاق شوارع في يوم السبت وفصل خطوط الباصات واياما منفصلة للاغتسال في البركة البلدية وتحويل المدارس العلمانية الى معاهد دينية. بهذه الطريقة يحتلون حيا تلو الاخر.

من الواجب ايقاف هذه العملية. يتوجب الغاء كل التيارات التعليمية المستقلة التابعة لشاس واغودات اسرائيل وتعليم كل الاطفال مناهج تعليمية عامة واحدة. بعد الظهر يمكن لكل واحد ان يتعلم ما يريده. يجب الزام كل الاصوليين على التطوع في صفوف الجيش من دون اختراع ما يسمى بالخدمة الوطنية. وكذلك يتوجب ايقاف الدعم للمعاهد الدينية المتوسطة والعليا حتى يخرج كل الاصوليين لسوق العمل.

بهذه الطريقة ستكون هناك احتمالية لانقاذ البيت الثالث. ليس من خلال الانبطاح والليبرالية الانتحارية وانما من خلال الكفاح من اجل المبادىء الديمقراطية والانسانية والمساواة.