خبر كابوتشينو في رام الله -هآرتس

الساعة 09:21 ص|04 أغسطس 2009

بقلم: عميرة هاس

(المضمون: الثناء الذي تغدقه اسرائيل على تحسن الحياة في الضفة لن يغطي استمرارية الاحتلال البغيض هناك بأي شكل من الاشكال – المصدر).

بالفعل لقد قفزت رام الله درجة، قبل مدة وجيزة فتح فيها مقهى جديدا يعد كابوتشينو تماما مثلما في "مقهى هيليل" في القدس الغربية. رئيس الوزراء وبعض المراسلين الصحفيين ومقالات مكتوبة اثنت في اخرالاسبوع الماضي على التحسن الذي طرأ على حياة الفلسطينيين في الضفة. بنيامين نتنياهو في خطابه الذي القاه في كلية الامن الوطني قال: "وزير الدفاع رفع عددا غير قليل من الحواجز ونحن نعمل معا في الحكومة لازالة الحواجز التي تعيق المشاريع الاقتصادية التي يمكنها ان ترتقي بالاقتصاد الفلسطيني… الاقتصاد الفلسطيني هنا في يهودا والسامرة يزدهر الان بوتيرة تزيد على 7 في المائة، ومن الممكن ان يفوق ذلك. انا اريدكم ان تتخيلوا ما سيحدث عندما يبدأ خط الافق في رام الله وجنين والخليل بالامتلاء بالابراج  التي تفتح المجمعات التجارية ودور السينما والمطاعم ويعرف الشبان الفلسطينيون ان لديهم مستقبلا.

كل هذا المديح في مكانه شريطة ان ننسى الحقائق التالية:

1.     60 في المائة من الضفة هي منطقة ج اي التي تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة. من المحظور على الفلسطينيين ان يبنوا فيها حدائق اطفال ومجمعات تجارية ودور سينما او مد شبكات المياه وتركيب الهوائيات لشركات الاتصالات، ومن المحظور ايضا حفر الابار جمع مياه الابار. اما توسيع القرى والمدن فحدث ولا حرج.

2.     بعض الحواجز رفعت فقط عندما تكرست شبكة الطرقات المزدوجة: للاسرائيليين طرقات علوية بنيت على اراض فلسطينية مصادرة، وللفلسطينيين طرقات ضيقة ملتوية طويلة. غور الاردن خارج نطاق هذه المعادلة بالنسبة لاغلبية الفلسطينيين وكذلك الاراضي الخصبة الممتدة وراء الجدار الفاصل ومن حول المستوطنات.

3. التخلف الاقتصادي في غزة بالمقارنة مع الضفة لا يرتبط بانتصار حماس وانما بسياسة الاغلاق. اسرائيل عزلت غزة وحبست اغلبية سكانها طوال 15 عاما من قبل ان يحدث الشرخ السياسي بين حماس وفتح.

4. وزارة الداخلية والدفاع الاسرائيليتين تواصلان السيطرة على دخول الرعايا الاجانب للضفة وللقطاع من اولئك الذين يأتون للتبرع من اجل رفاه هاتين المنطقتين. رجال اعمال واكاديميين من الفلسطينيين وغيرهم من الذين يحملون جنسيان غربية يتعرضون للارهاق عند المعابر الحدودية ويلقون العوائق امام دخولهم ويحصلون على تأشيرات دخول محددة زمنيا وفي العادة لا يحصلون على تراخيص عمل.

5. القدس تحولت الى مجموعة من الاحياء الفقيرة المكتظة. كندا واستراليا تبدوان بالنسبة للفلسطينيين في الضفة اقرب من مدينة القدس.

6. نسبة البطالة في الضفة تبلغ 19.8 في المائة. اكثر من نصف الشبان من ابناء الـ 15 حتى 29 لا يعملون ولا يدرسون. وفقا لتقرير منظمة العمل الدولية كان الدخل القومي الفلسطيني الخام في عام 2008 1290 دولار للفرد الواحد – اقل بـ 28 في المائة مما كان عليه في عام 1999. رواتب الاغلبية في القطاع الخاص والعام في الضفة تترواح بين 1500 الى 2000 شيكل.

لهذه الاسباب وغيرها يتبين ان الازدهار الظاهري في رام الله ونابلس مضلل وخداع. مثلما كان مضللا في 1969 وفي عام 2000 عندما ابدى الاعلام الاسرائيلي ودعاة اوسلو انفعالهم ودهشتهم من المقاهي وشركات التكنولوجيا الراقية التي بدأت تظهر هناك. اليوم ايضا نرى ان المتأثرين هم زوار لحظيون يركزون اهتمامهم على نفي وجود الاحتلال.

اياكم ان تنخدعوا: الحياة المتوقدة تشير الى رغبة الفلسطينيين وقدرتهم على العيش في اطار حياة طبيعية. ولكن حتى رئيس وزراء رام الله سلام فياض ودوائره القريبة – الذين يحتاجون للثناء حتى يبرروا التبرعات الاتية من الخارج والامتيازات التي تعطيها لهم اسرائيل – يعرفون ان هذه قشرة رقيقة. الانفجار الشعبي القادم آت ولن تمنعه لفتة هنا او احسان هناك. ليست هذه اللفتات هي التي تغير الواقع غير الطبيعي الذي تفرضه اسرائيل وانما فقط انقلابا حادا في سياسة دولة اسرائيل – الامر الذي ترفض القيام به بالتحديد.